عرض مشاركة واحدة
قديم 11-06-2010, 01:16 PM
المشاركة 29
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
إذا بريـاحِ المَـدَى أخْتَلِـي
أشِفُّ وَمَتْنَ الضَّنَـى أعْتَلِـي

وما يزال الشاعر في هذا البيت أيضا يصف حاله وما أصابه ويصيبه من ذلك الحب الذي وقع فيه ولحظات الغرام التي مر بها بعد أن رأى تلك الجميلة...

وفي هذا البيت يصف الشاعر لنا ما يحصل له إذا ما اختلى بنفسه أي جلس وحيدا مختليا بنفسه مستذكرا طعم الحب ولحظات الانبهار تلك التي اختبرها وحسن الحبيب وجماله. وقد شبه الشاعر الحب هنا بالريح العاصفة فالحب يعصف به كما تعصف به الريح بل الرياح... وقد شخصن الريح وجعلها كأنها أنثى يختلي بها.

ويقول لنا أنه في مثل تلك اللحظات من الخلوة يَرِقُ قلبه وحاله ويصبح ضعيفا شفافا، وليس ذلك فقط ولكنه يعتلى (متن الضنى) أي يصبح وكأنه مريض أصابه المرض والهزال الشديد والسقم و(الضنى) هي حالة المريض الذي طال مرضه واشتد، وفي ذلك كناية عن الم الفراق والبعد وصدود الحبيبية...وقد شخصن الشاعر الضنى أيضا فجعله وكأنه كائن يعتلي هو ظهره.

وفي البيت الكثير من الحركة التي نستشفها من حركة الريح بل الرياح والاعتلاء وفيها تشخيص في موقعين (الريح والضنى).

ويمكن قراءة البيت من زاوية أخرى إذا ما اعتبرنا (المدى) هو المكان البعيد الذي يقطن فيه الحبيب وكأن الشاعر يقول إذا ما هبت الريح من جهة الحبيب ووصلتني ولفحتني أصابني السقم والمرض...لأنها تذكره بالحبيبة تلك الجميلة التي سلبت علقه فارتحل مذهولا، تائها، مستوحشا وقد اعتلا صهوة القلق الأول موغلا نحو الغرب تاركا خلفه محبوبته تلك التي أصابه جمالها بالذهول حينما رآها.

يتبع،،