الموضوع: إشراقات
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
22

المشاهدات
9789
 
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي


ريم بدر الدين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
4,267

+التقييم
0.68

تاريخ التسجيل
Jan 2007

الاقامة

رقم العضوية
2765
08-21-2010, 11:38 AM
المشاركة 1
08-21-2010, 11:38 AM
المشاركة 1
افتراضي إشراقات


فسحة للروح، للبصر ، للجسد ،تأمل في الماوراء، تأمل في جذورنا ، من أين أتينا ، إلى أين نمضي ، من أجل ماذا؟
عند شاطىء البحر وقفت ،عندما السماء ملأى بغيوم بيضاء ، عندما الموج يتهادى يرقص الفالس ، عندما الجو منعش ببرودة لذيذة تغزو جوانحي مدغدغة مشاغبة ، هناك في المكان الذي أنت تحبه أكثر ، حيث تلهو روحك الحبيبة نشوانة جذلى ، حيث تكون أحلى و أغلى و أكثر بدائية و طهارة
كانت السماء مندغمة بمياه البحر في تناسق لوني عجيب مثير و مدهش
مقعدان كانا أمامي في مقهى بحري يشبه *العرزال ، مقعدي شغلته أنا .. أما مقعدك فقد
بقي خاليا منك ، يحتله طيفك ...
لطالما كرهت البحر و كرهت مويجاته ،لطالما أزعجني جوه الرطب و لزوجته ، لطالما رأيت في ارتفاع مده قبورا مفتوحة ..
لكنني اليوم وقفت على الشاطىء أراه بعينيك للمرة الأولى ، أسمع صوت اصطخاب الموج ..كم أصبح مريحا لنفسي مهدئا لروحي ، للمرة الأولى أرى هرولة الزبد الأبيض أمام الموج مشاغبا مثرثرا ، للمرة الأولى أسمح للرمال أن تداعب قدمي ...يااااااه يالنعومتها!
اقتربت من مياه البحر فداعبت موجة صغيرة قدمي بدفء مياهها ، لطيفة بادرِتها تلك الموجة ، خلتها رسولا من روحك يغريني بنزع رداء الخوف و التردد و التحفظ و الغوص في المياه أكثر ، و قد فعلت ، كانت التجربة جديدة علي لكنها متفردة بمقدار السعادة التي غمرتني، مثيرة أيضا تدعوني لتكرارها مرات و مرات

هنا اليوم رسوت على أرصفة مينائك ، وقفت على الشاطىء الذي تحبه
كانت السفن التي تراودك كثيرة كثيرة ، و أنا عدتي صغيرة ضيئلة ،
لكن للغرابة الشديدة استقبلتني أرصفة مينائك بلهفة..بشوق لم أتوقعه ، شكوت لي طول الإبحار و الأمواج الثائرة الهادرة و مياه المحيط الغادرة،كانت أسماك القرش أشد ما يؤرقك و كان أخطرها هذا الموبي ديك المستقوي بوقاحة من يعرف أن المكان له!
شكوت لي جبال الجليد أيضا التي تخفي في عمق الماء ثلثي الحقيقة و لا تظهر سوى جزءا واحداً منها
كنت أصغي لنبضك ، لشكواك ، لعذب كلماتك .
طفلتك المدللة .. قطتك الشامية ، كانت هنا تصغي..
هل أحد يشكو همومه لطفلته؟ لقطته الشامية ؟
هنا بالجوار كنت أنا ،بينما أنت ترتشف قهوتك و تدخن سجائرك ، كنت أنا في أشد الشوق ليديك و لدفئهما المميز
انتظرتهما كي تصوغا العطر في جداول ،كي تنسجا أغنية فيروزية تصدح في صباحي فتشع فوانيسي بإشراقات روحك
هذا ما كان ..عشقتك أكثر ، و أنا أحدق في البحر ..

* العرزال : بيت من قصب يقام في على أغصان الشجر من أجل قيلولة الفلاح و استراحته



طرطوس/ سوريا 20 /10/ 2007