الموضوع: حلم
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
6

المشاهدات
4118
 
سناء محمد
كاتبــة الشمــس

سناء محمد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
357

+التقييم
0.08

تاريخ التسجيل
Apr 2011

الاقامة

رقم العضوية
9873
10-15-2011, 08:15 PM
المشاركة 1
10-15-2011, 08:15 PM
المشاركة 1
افتراضي حلم
لا أسماء ولا أية عناوين .. هكذا الاتفاق منذ البدء.. تعمد إضاعة التقاويم .. واستأثر الحلم على ما كان .. واختار رحابة البحر
ميقاتاً ينطلق منه إلى جميع الأسرار
لم يكن بالإمكان المراهنة على ماضيه بعد أن أجاد العزف على أوتار الصمت و اتخذ من الكتمان ملاذاً آمناً عن عيون الناس وألسنتهم رغم الضوضاء التي أحاطت بالمكان .. ..
ولكنه فضولٌ أشعل في داخلي كثيراً من التساؤلات .. وشوقٌ إلى كل ما تضوعه رائحة ماضيه وذكرياته وترغمني على معاودة الحديث معه مرات ومرات ..
كانت السماء غائمة .. وهدير الموج ينبئ بريحٍ وعاصفة .. وصخورٌ رابضةٌ في مكانها تتحدى كل ما قد يأتيها .. تشبه قلبه الذي بين جنبيه .. ولازلنا في البداية ..نسمع زفرات صدورنا وقد آثرناها على جميع الكلمات
بدا الأمر سهلاً عليه .. بعد أن تعود قلة الكلام واستعاض بقلمه وأوراقه في بث شكواه .. وآنسه طول المكوث رائحة البحر ورذاذه .. فلم يمل يوماً ولم يندم على أي شيء قد قال ..
ولكني تمنيت معرفة الكثير .. وتعلمه .. وتمنيت أن أصبح مثله واستحوذ قلوب الطيور من حولي .. وكيف أرفع هامتي عالياً في السماء .. .. بدأت بالكلام .. وكنت أصف صفعات الحياة رعوداً مدوية .. هزائمي كبرقٍ يخطف بالأبصار .. وأحزاني شتاءٌ باردٌ يفتك بالأجساد ..
لم يهتم .. لم يتأثر ..وربما لم يسمع ..أطلق لعينيه العنان يبحث عن شراعٍ وسارية .. ينتظر غائباً .. يأمل عطايا القدر .. ينتظر ختاماً للحكاية لكنه ضل طريق السفر وبقي وحده مع ذات أوراقه وذات القلم ..
لم أجد بداً من ثرثرتي الفارغة وطفقت أبحث في عينيه معنى أن أكون وحيداً وأنا بين آلاف البشر.. أرسم لوحةً زاهية الألوان ليراها الناس ضبابيةً بلونٍ رماديٍ قاتم .. وأسرد حكايتي ليتسلى بها أصحاب المجالس ..ولا زلت كما أنا ..
قليل من الدفء والطمأنينة أحاط المكان .. هدأ البحر و تقشعت غيوم السماء .. أشرقت شمس الصباح على استحياءٍ من تأخرها عن الميعاد .. أدركت أن الانفراجات ليست واحدة ..بل تأتي على عجل لتحارب الحزن من جديد وتسحق الألم وتعيد إلينا نشوة الحياة ..

تناول أوراقه وقدمها لي قائلاً : لا حاجة لي فيها بعد الآن .. خبأتها وقتاً طويلاً ولم أجد من يستحقها ..
ابتسمت بملء سعادتي : هي لي؟؟
- نعم .. شرط أن تقلبها في يومك مئات المرات كما كنت أفعل ..

شكرته من أعماقي و تعلمت عندها كيف تقدس الذكريات ..





بقلمي..