الموضوع: كم صديق لديك؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-2010, 05:43 AM
المشاركة 6
علي بن حسن الزهراني
أديب وإعلامي سعودي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأستاذة هند طاهر..
كنت قد طرحت سؤالا مثل هذا، ولا أدعي الأسبقية عليك طبعا !، كل عام في قاعة الدرس، أو فصل الدرس، وكانت الإجابات أن أقل طالب في القاعة لديه عشرون صديقا، أو أربعون..لم يكن طرح السؤال لإضاعة وقت الدرس، بل هو جزء من التمهيد له، حيث كان النص:
إذا كنت في كل الأمور معاتبا
صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
فعش واحدا أو صِل أخاك فإنه
مقارف ذنب مرة ومجانبه
وها أنت تثيرين الشجون مرة أخرى على مستوى الكبار، ومستوى الطرح ومكانه، وهنا يتميز سؤالك عن سؤالي كل عام..
سيدتي..
كثيرون لا يفرقون بين "زميل" و"صديق"..بين "الهواء" و"الماء".. بين "ماء العطر" و"العطر" !..
هل نختار أصدقاءنا أم يختارهم لنا آباؤنا كما أنهم هم الذين اختاروا لنا أسماءنا؟! هكذا كنا نعتقد إلى أن كبرنا وبان سِرّ الاختيار من تحت عصابة الجدة والخالة و...الحظ أيضا !
هل كنا نخطط لصديق منذ الصغر بعيدا عن أبناء العمومة والقرية الصغيرة المعلقة في سقف جبل؟! أم أن الصداقة في تلك المرحلة تخطيطا منزليا صرفا؟!
هل ارتبطت الصداقة بالتلازم المكاني، والمعرفي، وحتى الأفلاطوني؟! أم أن الصداقة رمز للتضحية والتنصل من الذات، والتضحية مرة أخرى؟!
صدقيني - أختي هند - لا أملك إجابة لكل تلك الأسئلة التي تواردت إلى ذهني كتوارد مئة ناقة عطشى على حفرة صغيرة فيها ماء ! فقط فيها ماء !!
ولكنني سأجيب على سؤالك، أو هو - بالأحرى - سؤال في تساؤل، والمزج بينهما كالمزج بين صديق وصديق !
لدي صديق واحد فقط !
نعم ! لدي صديق واحد، وكل من قبله، أو ربما بعده، مجرد فقاعات صابون تنتفخ بالهواء وتذوب في الهواء أيضا، وهو جامع لكل شيء جميل، وعظيم، وفيه من صفات الخير ما علمته وما لم أعلمه بعد..
ويكفي أن يكون صديقي رجلا بكل ما تعنيه هذه الكلمة، وأحسبه كذلك، والله حسيبنا جميعا..
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.. وفقك الله أختي هند.
أبو أسامة

زحمة وجوه وعابرين!