عرض مشاركة واحدة
قديم 12-24-2010, 01:07 AM
المشاركة 2
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

نعم، إنّ الأوروبيين يجتمعون حول المزار الذي يمثّل عندهم(كنيسة فاطما)، ويطلبون منها تبديل حياتهم بحياة أخرى، ويؤكّدون أنه ما من زائر عاد من البقعة المباركة وهو خالي الوفاض .


في جانب الكنيسة الأيسر هناك جناح خاص للزوّار المرضى طالبي الشفاء، الذين يقضون الليل في الدعاء والتسبيح، ولا توجد لهم لغة يمكن لها أن توضّح حقيقة تلك الجاذبية العميقة التي يشعر بها الزوّار وتوسّلهم العجيب ؟


أليس عجيباً سفر أولئك الناس من عالم المسيحية إلى عالم الإسلام للدخول في دائرة الحُب والإخلاص القلبي لابنة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) ؟ !
إنهم يسبّحون تسبيحات فاطمة وهم يضعون الصليب على صدورهم ؟ !
يسبّحون تسبيحات الزهراء ويبنون كنيسةً باسمها ؟ !
يسبّحون تسبيحات الزهراء ويطلبون النجدة والمساعدة منها؟ !
وقلوبهم ملأى بذكرى حدث اهتزاز الشمس العجيب وظهور تلك الرؤيا المنوّرة .


لا ليس عجيباً ما يقومون به لأن قدرة فاطمة وقوّة فاطمة وطُهْر فاطمة ونزاهة فاطمة بنت الرسول فاقت كل تصوّر حتى غدت تسيطر على قلوب الملايين .
كيف لا نقتنع بذلك ونحن نرى هذه الجموع تنذر لفاطمة وتمشي المسافات من أجل زيارتها والتبرّك ببقعتها، وتركع في محرابها طلباً للمغفرة وللحصول على الطُهر والروحانية .

ولعلّ زيارة البابوات لـ (فاطيما) ليست ظاهرة بسيطة، كما أن اهتمام وتعلّق الآباء اليسوعيين بسيدة نساء العالمين ظاهرة توضح بنور ساطع للعيون المؤمنة بفاطمة أحقيّة هذا الطريق، وهي ظاهرة تشير إلى عمق نفوذ سيدة نساء الإسلام الكبرى في عالم المسيحية .

لقد كان من بين زوّارمدينة(فاطيما) البابا جان بول الثاني لتقديم شكره لمحضر فاطمة بعد أن أنجاه الله من أحد الحوادث.
لا بد من الإشارة إلى أن الناس في مدينة(فاطيما) البرتغالية يطلقون على بناتهم اسم(فاطيما) حتى يكاد أن لا يخلو منزل من هذا الاسم المبارك .


أخي القارئ الكريم، ما رأيك أن تتعرّف إلى الدعاء الخاص الذي يبتهل به كل زائر لمقام فاطمة في البرتغال .
إنه دعاء يبلسم الروح حيث يقول: " أنا الآن مضطر لأن أبتعد عنك، أنا الآن مجبر لأن أنأى عنك في المكان، إلا أنني أرجو من الله وأتوسّل إليه أن لا يكون هذا آخر العهد مني، وسيبقى الرجاء وهذا الشوق حيّاً في كياني ووجودي، يا فاطمة وداعاً، الوداع يا سيدتنا الزهراء الطاهرة " .


الإعلام وقصة مدينة فاطيما :


لقد أخذت قصّة مدينة(فاطيما) حيّزاً كبيراً من اهتمام عدد من الباحثين الإيرانيين الذين صوّروا فيلماً وثائقياً عن هذه المدينة بعدما نشرت مجلات سروش وكيهان فرهنكي ودانشمند وزن روز قصّة المدينة، وقدم عرض الفيلم في تلفزيون الجمهوريّة الإسلامية عدّة مرّات وكذلك في تلفزيون المنار في لبنان حيث لاقى إقبالاً جماهيرياً غير عادي .


من اكتشف مدينة فاطيما، وكيف أخذت طريقها للإعلام المعاصر؟


مسؤولة التحقيق في مشروع(أطلس العالم الإسلامي) في (مؤسسة فاطمة الزهراء الثقافية) في طهران السيدة(حاجيان) أجابت عن سؤال حول اكتشاف المؤسسة لمدينة(فاطيما) فتقول: إنّ محور العمل في مؤسستنا هو النهضة الإسلامية العالمية والتحضير لمشروع الأطلس العالمي الذي له ارتباط وثيق بشخصيّة سيّدتنا المقدّسة، حيث يتمّ تعريف المؤسسات والهيئات المختلفة بالسيدة الزهراء (عليها السلام)، وضمن أبحاثنا وتحقيقاتنا تعرفنا على(كنيسة) تحمل اسم(فاطمة) وهذا ما قوّى دوافعنا للغوص في بحثنا الأساسي، ومن المثير للإنتباه أن دراستنا قادتنا كذلك إلى بعض السيدات المسيحيات في (سيراليون) يحملن أسماء تلفظ باللهجة المحلية(فاطيما)، كما أنّ هناك كنائس في إسبانيا والبرازيل والبرتغال تحمل اسم (فاطمة) .


ومن خلال هذه الدراسة اتضح لنا أنّ اسم فاطمة هو اسم متداول، وهناك العديد من آثار وبقع مباركة متعلّقة بالسيدة الزهراء في العديد من الدول، وليس الأمر مقتصراً على البرتغال لكن تعرفنا على مدينة فاطيما في البرتغال دفعنا إلى إعداد فيلم يحمل اسم (فاطمة)، وكان لعرض الفيلم صدى حسَن ووقع كبير لدى الجمهور .


تضيف السيدة(حاجيان) الشيء الواجب ذكره هو أنّ السيدة(سانتوس) وهي الوحيدة المتبقية من أقرباء الأطفال الثلاثة الذين أخبرواعن الظهور العجيب هي الآن سيدة عجوز وكبيرة السن للغاية، ومعتكفة في أحد الأديرة، وقد قطعتْ كل ارتباطاتها بالعالم، ولا يوجد أي اتصال بها، لكننا نفكّر بطريقة للوصول وإجراء مقابلة معها لتسجيل معلومات أكثر .
وتقول السيدة(حاجيان) أنه يوجد في الكتب والمذكّرات التي حصلت على تأييد الفاتيكان ذكر واضح بأن(فاطمة) بعد الظهور، عرّفتْ عن نفسها بأنّها ابنة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) وهناك العديد من النشرات الأصلية التي صدرت عن الفاتيكان كانت تذكر بصراحة اسمابنة نبي الإسلام، إلا أن هذه النصوص تعرّضت فيما بعد للحذف والإضافات .


إنّ من المسلّم به والبديهي لدينا? تضيف حاجيان? أن اسم فاطمة يؤدّي في تلك البلاد إلى تداعي ذكر السيدة الزهراء (عليها السلام)، في كتب اللغة والقواميس ودوائر المعارف إشارة إلى ترادف اسم فاطمة مع القرية التي جرى ذكرها .
إننا نشيرإلى أنّ السيدة التي ظهرت بذلك الشكل الإعجازي لم تكن سوى السيدة الزهراء لوجود عدّة قرائن :
أوّلاً: هناك اسم فاطمة .
ثانياً: أن السيدة المنوّرة يعني اصطلاحاً السيدة الزهراء، وهو اسم ابنة الرسول الأكرم (صلى الله عليه و آله) .
ثالثاً: أن صاحبة التسبيح لا يمكن أنْ تكون غير السيدة فاطمة(عليها السلام) ونشير أيضاً إلى أنّ الفيلم الوثائقي الذي أعدته الكنيسة ينقل عن علماء المسيحية العبارة التالية :Fatima the Daughter of Mohammad
أي : فاطمة بنت النبي محمد (صلى الله عليه وآله)


وقد تمت الإشارة في هذا الفيلم إلى أن تعبير(فاطمة) هو مرادف للسيدة التي هي أشدّ إشراقاً من الشمس وهو معنى " زهراء " نفسه، وورد تعبير " السيدة النقيّة " التي تعني "الطاهرة". وأيضاً أن الأطفال الثلاثة ذكروا بأنهم رأوا فاطمة حزينة باكية، وهذا ينطبق على حال الزهراء(عليها السلام) بعد وفاة أبيها، حيث كانت في آخر عمرها الشريف محزونةً وكثيرة البكاء .


إنّ من النقاط الجديرة بالتأمّل هي أنّ بلاد البرتغال ومدينة " لشبونة " والمدن الأوروبية الأخرى التي توجد فيها رموز معمارية تشير إلى حادثة الظهور، يوجد أعداد غفيرة من المرضى والمعاقين وأصحاب الحاجات يتوسّلون بهذه السيدة " فاطمة "، وهناك العديد من الإحصاءات المتوفّرة عن هذا الموضوع موجودة في مؤسستنا . تختم السيدة حاجيان .


مشاهدات مدير عمليات التصوير :

مدير عمليات التصوير في فيلم " فاطمة " السيد(حاتمي كيا) كان له حديث عن تجربته العيانية في هذا الصدد فيقول: لقد سافرتُ إلى مدينة "فاطيما" في البرتغال، وكان لديّ إصرار على أن يتمّ هذا السفر بهدوء وبلا جلبة أو ضوضاء وأن أكون في مدينة (فاطيما) لوحدي لرؤية وتفحّص ذلك المحيط، واصطحبتُ معي آلة تصويري حتى ألتقط مشاهداتي بشكل دقيق، وكان قطاف هذا النشاط والبحث فيلماً تمّ عرضه عدّة مرّات في تلفزيون الجمهورية الإسلامية، وباعتباري رجلاً مسلماً معتقداً بفاطمة الزهراء(عليها السلام) ومخلصاً لها، قمتُ بتوثيق وجود هذا الاسم المقدّس في كلّ زاوية ومكان منذ ساعة وصولي الأول إلى هذه المدينة البرتغالية .
لقد كنتُ أسأل الناس مباشرة: لمن اسم فاطمة هذا؟ وكانوا يجيبون بصراحة: إنه اسم ابنة نبي الإسلام(صلى الله عليه وآله) "، إنهم يطلقون على بناتهم اسم " فاطمة" وهم يعتقدون أنهم بهذا يبعدونهن عن نار جهنم .

وأضاف حاتمي: لقد كان لديَّ تصوّر بأنّ الناس المسنّين وكبار العمر فقط هم الذين يغمرهم هذا الإعتقاد، إلا أنّ الأمر لم يكن كذلك، فهناك رأيتُ حضوراً مكثّفاً للشباب ويمكن بسهولة مشاهدة التنوع في طبيعة وأعمار الناس الآتين للزيارة وأداء النذور والحصول على الحاجات من السيدة صاحبة التسبيح .

ويردف السيد حاتمي: إن هذا الأمر بالنسبة لي كان كثير العجب، ذلك أنّ شيئاً مثل هذا يحدث في أوروبا هو أمر يغمر القلب بالأمل، لهذا بدا لي الأمر مهماً في أن أتصدى لهذه المسألة، وأن أصنع فيلماً عن هذه الحادثة المليئة بالرمز والإيحاء، في ساحة غير إسلامية، بل في أوروبا المسيحية نفسها، لكن ليس مهماً أن نمهر تلك البقاع بمهر الإسلام أو المسيحية بل المهم عودة الناس في أوروبا إلى الدين، وهو أمر يحدث الآن بالتدريج، وهو مايمكن مشاهدته ومعاينته بوضوح﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ[1]

من أسرار هذه التسمية وهذا الظهور :


ليس أدنى شك في أن لهذه التسمية سببا وسراً، وقد يكون لهذا الأمر أكثر من سر، فقد يكون هناك سراً إلهياً في المسألة أراد الله جلت قدرته أن يُعرف قدر الزهراء ومنزلتها، وهي المجهولة قدراً المعفية قبراً من جهة، ومن جهة أخرى أراد الله عز وجل أن يبعث بشعاع من نورها المبارك الى تلك الديار لتضيء(عليها السلام) بنورها عالم الغرب ولتهتك حُجب الظلام المهيمن على تلك البلاد .

وأما السر الآخر الملموس والواضح فيكمن في وجود قرية دينية في البرتغال تسمى فاطيما أو فاتيما، أو FATIMA، وكلها مسميات تعادل الاسم العربي " فاطمة " والتي هي السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله).


(منقول)

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)