عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-2015, 01:36 PM
المشاركة 49
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
"و.س.جورنال" ترد على موجة الإلحاد: هكذا ينتصر العلم للإيمان بالله
نشرت: السبت 03 يناير 2015 **



مفكرة الإسلام : نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية بحثاً لـ"إريك ميتاكساس", يرد فيه من وجهة نظر علمية بحتة على موجة الإلحاد التي تتصاعد في العالم.
ويقول الكاتب تعليقا على عنوان نشرته مجلة التايمز عام 1966 تتسائل فيه " هل مات الله؟": أن " كثيرون تقبّلوا الفرضية الثقافية القائلة إن الله انتهت صلاحيته، وإنه مع تقدم الزمن لم يعد ثمة حاجة لإله يفسر وجود الكون من خلاله. لكن ثمة ما يؤكد أن الإشاعات التي تفترض موت الله كانت متسرعة، والمذهل حقاً أن الانتصار لفكرة وجود الله جاء مؤخراً من حيث لا يتوقعه كثير من الناس؛ من العلم نفسه."
وأضاف أنه "في نفس العام الذي نشرت فيه مجلة "تايم" ذلك العنوان الذي بات الآن شهيراً، أعلن رائد الفضاء كارل ساغان أن ثمة خاصيتين مهمتين لابد من توفرهما في أي كوكب حتى توجد على سطحه حياة: أولاً، وجود نجم من النوع المناسب، وثانياً وجود كوكب يقع على مسافة مناسبة من ذلك النجم."
وأشار إلى انه مع وجود ما يقرب من أوكتيليون كوكب (واحد وإلى يمينه 27 صفراً من الكواكب في الكون) فمن المفروض أن يكون هناك ما يقرب من سيبتيليون من الكواكب تصلح للحياه (أي واحد وإلى يمينه 24 صفراً، التي تصلح الحياة فيها).
ويضيف الكاتب*انه فى ضوء الإحتمالية السابقة إتجه العلماء الى البحث المضني عن وجود حياة خارج كوكب الأرض من خلال عدد ضخم من المشاريع التى مولها القطاع الخاص و أيضا اتجهت لتمويلها بعض الحكومات, و التى من خلالها كرس العلماء الوقت و الاليات للتصنت لأي إشارة د تصدر من الفضاء الخارجي. ولكن مع مرور الزمن وتقلب السنين كان الصمت الوارد من أرجاء الكون صاماً للآذان.
وتابع أنه في عام 1993 قرر الكونغرس التوقف عن تمويل مشاريع البحث عن حياة خارج الكوكب الأرضي، ولكن استمرت بعض الأبحاث بتمويل من القطاع الخاص. بحلول عام 2014 اكتشف العلماء أن إحتمالية و جود حياة خارج كوكب الأرض هى صفر.
ويشرح الكاتب فى مقالته ان الذى أدى الى تقلص إحتمالية وجود حياة على كوكب أخر هو تزايد عدد العوامل الضرورية لتوفر الحياة على الكوكب و ليس مجرد فرضية الكوكب و النجم و المسافة الملائمة بينهما.
يقول "إريك ميتاكساس": "وبذلك تقلص بقدر كبير العدد المحتمل للكواكب التي يمكن أن توجد فيها حياة. لقد انخفض العدد إلى بضعة آلاف من الكواكب ثم استمر في الانخفاض مع مرور الأيام...و حتى أنصار البحث عن الحياة خارج الكوكب الأرضي يقرّون بالمشكلة"
ومع استمرار اكتشاف المزيد من العوامل وصل عدد الكواكب المحتملة إلى صفر، ومضى إلى ما دون الصفر. بمعنى آخر، انقلبت الاحتمالات لتصبح ضد وجود أي كوكب في الكون، بما فيه الكون الذي نعيش فيه، يمكن أن توجد فيه حياة, فحسب الاحتمالات الناجمة عن عملية الحساب ما كان ينبغي أن تكون هناك حياة على كوكب الأرض.
هناك اليوم ما يزيد عن 200 معيار معروف لابد من توفرها في أي كوكب حتى توجد فيه حياة، ولا مفر من توفر كل واحد من هذه المعايير، وإلا فإن المنظومة بأسرها ستتعرض للانهيار. دون كوكب هائل في الجوار مثل المشتري تساهم جاذبيته في إبعاد آلاف الأجرام السماوية، التي لولا المشتري لكان سطح الأرض هدفاً لها. ببساطة، احتمال وجود حياة في الكون لا يكاد يذكر.
و يتسائل الكاتب عن التفسير العلمي لوجودنا على الكوكب بالرغم من عدم توفر المعايير اللازمة للحياة " نعترف بأن العلم هو الذي يقول لنا بأننا لا يمكن أن نكون هنا بمحض الصدفة؟ أو ليس من الأسهل الإيمان بأن خالقاً هو الذي أبدع هذه الظروف المثالية، مقارنة بالاعتقاد بأن كوكب الأرض القادر على استيعاب الحياة صدف وجوده هكذا، بالرغم من استحالة ذلك بموجب حسبة الاحتمالات جميعاً؟"
"وهناك المزيد. إن الضبط الدقيق المطلوب حتى توجد الحياة على سطح كوكب ما، لا تكاد تقارن بالضبط الدقيق المطلوب حتى يوجد الكون أصلاً".
فعلى سبيل المثال، يعرف علماء الفيزياء الفلكية الآن بأن قيم القوى الأساسية الأربع: (الجاذبية، والقوة الكهرومغنطيسية، والقوى النووية القوية والضعيفة) إنما تحددت بعد أقل من واحد على مليون من الثانية بعد الانفجار الكبير. لو طرأ تغير على أي قيمة من هذه القيم لما وجد الكون. فمثلاً، لو كانت النسبة بين القوة النووية القوية والقوة الكهرومغنطيسية زائدة أو ناقصة بقدر متناهٍ في الصغر – حتى لو كان ذلك واحد على 100 أس 15 (1على1000000000000000) لما تكونت أي من النجوم على الإطلاق. إبلع ريقك ولا حرج.
أضرب قيمة واحد فقط من المعايير بكافة الشروط الأخرى المطلوبة، والنتيجة هي أن احتمالات عدم وجود الكون ستبلغ من الضخامة ما يوقف القلب عن الخفقان، وبحيث تصبح فكرة أن كل شيء "وجد هكذا بالصدفة" مجافية لما يقبله العقل السليم. يشبه ذلك أن يرمي المرء بقطعة نقود 10 كوينتيليون من المرات (أي 10 أس 18) وفي كل مرة يحصل على الوجه نفسه دون انقطاع. هل هذا ممكن؟
قال العالم الفلكي فريد هويل، الذي صاغ مصطلح "الانفجار الكبير" إن إلحاده تعرّض لهزة عنيفة بسبب هذه التطورات. ثم كتب بعد ذلك يقول إن "التفسير المعقول لهذه الحقائق يقترح بأن قوة ذكية خارقة قد تلاعبت بالفيزياء وكذلك بالكيمياء والأحياء.. إن الأرقام الناجمة عن هذه الحقائق تبدو لي دامغة جداً لدرجة تضع هذا الاستنتاج فوق الشبهات".
ويقول عالم الفيزياء النظرية بول دافيس إن "الدلائل على حدوث الخلق دامغة". ويقول الأستاذ في جامعة أكسفورد، الدكتور جون لينوكس: "كلما ازدادت معرفتنا بالكون، تعززت النظرية القائلة بوجود الخالق، واكتسبت المزيد من الصدقية كأفضل تفسير لوجودنا هنا".
ويختتم الكاتب مقاله بالقول: إن أعظم معجزة على مر الزمان هو وجود الكون، ولا يكاد يقترب شيء من عظمة هذه المعجزة. إنها أم المعجزات. إنها المعجزة التي تشير حتماً عند كل ومضة ضياء تنبعث من كل نجم من النجوم إلى شيء، أو أحد، فوق الكون.