الموضوع: رجل الظل
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-08-2014, 05:06 PM
المشاركة 31
د. زياد الحكيم
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الظل والضوء متلازمان دائما. ومع ذلك فان لكل منهما معانيه ودلالاته.
وتختلف معاني الظل ودلالاته باختلاف سياق النص. فالظل له
معاني متعددة في الادب وفي علم النفس وفي الفنون التشكيلية
وفي علوم الفلك والعمارة الخ. فهو قد يرمز الى الموت او الروح
او الامل او الجمال او المعرفة او الحياة الخ. ولهذا السبب استعمل
الظل استعمالا مجازيا في كثير من الموضوعات.

وفي الادب يرمز الظل الى الجانب المظلم من النفس الانسانية،
وهو الجانب الذي نسعى جميعا الى اخفائه عن العيون، وابقائه
بعيدا عن الضوء كي لا يراه احد. وهو لهذا يمثل الجانب البدائي
من الشخصية الانسانية. وهو كذلك يمثل الجانب السالب من الشخصية الانسانية.
اي هو يقف على الجانب المقابل لكل ما نعتبره ايجابيا في المساهمة في بناء الشخصية الانسانية
في ضوء ما يجيزه او لا يجيزه المجتمع الذي نعيش فيه من قبيل العيب والجائز
والممنوع والمباح وغير المباح الخ. اذن للنفس الانسانية وجهان: وجه نسميه
العقل الواعي ووجه نسميه العقل اللاواعي. واذا كان الجسم يمثل العقل الواعي
فان الظل يمثل العقل اللاواعي.

والظل الذي يأخذ شكل حصان في هذا النص
قد يمثل القوة والفتوة والميول الجنسية الجارفة.
اي هو يمثل الجانب الذي يشجع المجتمع على
اخفائه وابقائه بعيدا عن الضوء لاعتبارات مجتمعية
ودينية كثيرة. والراوي في القصة يعرف ذلك. فهو يشعر
بالحرج مما يمثله الحصان في المجتمع وهو يتمنى ان يعود ظله الى
"طبيعته" او ان يكون ظله ظلا لفأرة او دودة بحيث لا يلاحظه احد
وبذلك يستعيد حريته ويعتبر انسانا "طبيعيا". وعندما يصل الراوي
الى الشيخوخة يفارقه "ظله الحصاني" اذا جاز التعبير
وتفارقه الميول الجنسية الجارفة التي لازمته ايام الشباب.
ولم يعد ثمة ضرورة لاحساس بالحرج من ذلك كله. اذن
نحن امام قصة نفسية تستعمل الرمز لتصف ما يجري
على طرفي شخصية الراوي – العقل الواعي والعقل غير
الواعي والعلاقة بينهما.

شكرا للاستاذ ايوب صابر على طلبه مني ان اعلق على هذا النص.