عرض مشاركة واحدة
قديم 11-08-2013, 11:18 PM
المشاركة 6
عمر مصلح
فنان تشكيلي وأديب عـراقـي
  • غير موجود
افتراضي


تحية للأستاذ عمر و الأستاذ عبد الستار ناصر .

المسرح أبو الفنون ، قوته التشخيص و الحركة الميمية ، إضافة طبعا للحوار المعبر . إذا كانت الرواية للكتابة للقراءة ، والأسلوب ، و الشعر جوهره الإلقاء و النظم ، فالمسرح تمثيل بالدرجة الأولى .
قبل التمثيل لا بد من اختيار فضاء مناسب ، يضع الجمهور في المكان و الزمان و الحقبة ، الديكور والإنارة عاملان حاسمان في نجاح العمل المسرحي ، لذلك أكاد أرى الأشخاص أمامي هنا يتحركون على الخشبة ، أكاد أتحسس المشهد كاملا وهنا قوة كاتب السناريو المسرحي .
المقبرة ، تعبير صارخ عن الفناء ، تعبير عن انسداد الآفاق ، تعبير عن المصير الصادم ، تعبير عن نهاية الآمال ، تكاد تكون الأطلال تحمل نفس التعبير و الصورة لم تتغير كثيرا ، فقط الأطلال تفيد أن الحياة كانت هنا بمعنى أدق ، و تفيد الحنين إلى الماضي و استرجاع الأمجاد ، تعبّر عن عدم مجاراة الجيل الحالي لما قدمه الأقدمون ، تعبر عن الإفلاس في التجديد .

بداية النص بالظلام و انعدام الإضاءة ، إقحام مسرحي للمتلقي في الجو العام ، الذي يشير إلى ظلمة الآفاق ، و استفزاز حواسه .
اختيار الأشخاص غلب عليه الطابع النسوي ، هنا ليس فقط لأن النص يتناول العنوسة كظاهرة اجتماعية ، رغم أنها ليست إلا مجرد قنطرة للتعبير عن الوجع الحقيقي وإن كانت تمثل تمظهرا من تمظهرات الخلل العام الذي تواجهه الأمة .
المرأة هنا تعبير عن الخصوبة تعبير عن الحياة ، تعبير عن الرغبة في التواجد ، تعبير عن الوطن . حتى اختيار أولئك النساء لم يكن اعتباطيا فيكاد يمثل الفسيفساء العامة للأمة ، الحالة الاجتماعية ، والحلالت الوجدانية للأفراد ، و الإثنيات ، والتوجهات السياسية.

سأكتفي بهذا القدر
وأترك النص مفتوحا للجميع

تحياتي لكم أستاذي



كما تفضلتم أيها المتألق
ألمسرح عالم يجمع كل الفنون تحت لوائه، لذا فهو أداة توصيل باذخة..
وعلى المخرج أن يؤلف النص ثانية، ويوظفه في مكان يخضع لقوانين الأسلوبية..
وبما أن النص، يحتوي على رمزية عالية، رغم لبوسه الواقعي..
قررت أن أخلق جواً غرائبياً نوعا ما، كي أمعن بتوصيل الفكرة للمتلقي.
إضافة إلى الإضاءة، وباقي المؤثرات.
لكن المهمة التوصيلية الأكبر، كانت بجعل الجمهور من ضمن ساحة العرض، لا التفرج.
حيث أجلست الممثلات بين الجمهور، وخارج صالة العرض، وعلى الخشبة.
أما الشموع فقد أدت وظيفتها بشكل رائع، حيث كنت أجلس في الصف الأخير من الصالة، وأراقب العرض.. فإذا بي أنسى للحظات، بأني خالق هذا الفضاء.
وأوجعتني روحي، حتى شعرت بعنوستي، فكتبت على إثرها نصاً شعرياً أسميته "عنوسة مضجع".
فقضية العنوسة التي استشرت في بلد الحضارات والأنبياء والجمال..
ونحن نغرد خارج سرب الغضب.. جديرة بالتأمل، وإجهاد الفكر، لوضع عهر السياسات والحروب والمكائد والعَوَز، على الطرقات، لتداس بأقدم الحلول.
أرجو أن يكون العمل قد تمكن من مداعبة مشاعرك الشفيفة.
مع وافر امتناني لمرورك الأنيق.. أيها الأنيق أبداً.