عرض مشاركة واحدة
قديم 11-10-2019, 06:24 PM
المشاركة 12
عمرو مصطفى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: تلبيس إبليس على الصوفية ( للإمام ابن الجوزي)
بسم الله الرحمن الرحيم..

رداً على مشاركة الأخ ياسر الأخيرة..

يقول الأخ الكريم :

تقول حضرتك "أنت لديك مشكلة.. التعميم والإطلاقات " ، كيف
ذلك و انت الذي يطلق الاتهامات باختيار مواضيع هجومية بحتة !!!

وأقول :
تنسى أخي الكريم أن الموضوع ما هو إلا نقل من كتب أهل العلم والفضل، ودائماً ما أحيلك على رأس الموضوع ، لكن دائماً ما تخلط بيني وبين ما أنقل، واتهامك لي سينسحب على الإمام ابن الجوزي.

تقول :
أخي الكريم انا لست صوفي و لكني عاشرت القوم و قرأت بعض ادبياتهم و لم أجد ماتقوله حضرتك من تعميم و اطلاقات


أقول :
ولماذا لست صوفياً؟.. هذا غريب منك.. إن كانوا كما تقول متمسكين
بالكتاب والسنة فهم على الحق، وإن لم تنتسب لهم فأنت تعني أنك مجانب للحق.. والحق واحد لا يتبعض.. والطريق إلى الله واحد.. والتفرق والتشرذم لطرق وجماعات وأحزاب هو ضد ما جاء به الكتاب والسنة، فإما إنهم في انتسابهم للصوفية على الحق فعليك أن تنتسب إليهم وتتمسك به.. أو أنهم في انتسابهم لغير سنة الرسول على الباطل فعليك أن تجتنبهم.
الأمر الأخر أن علماء السنة ردوا على الصوفية، وبينوا ما هم عليه من مجانبة للسنة بأدلة من كتب الصوفية أنفسهم .. فالصوفية أباطيلهم مدونة وكرامات أوليائهم مسطورة في طبقاتهم وخلافه.. وأنت تأتي لتنفي وتقول لم أر ولم أسمع.. نقول لك المثبت مقدم على المنفي.. والمثبت هنا هم علماء كبار من أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن الجوزي وغيرهم كثير.. وأباطيل الصوفية اليوم صارت مبثوثة بالصوت والصورة.. عوام وخواص حتى لا تقول أن هذه أمور شاذة منسوبة لهم زوراً.. لو كل ما بث وكتب ودون مدسوس على الصوفية فخبرني بالله عليك.. ما هو التصوف الذي تعرفه.. ما هي أصوله ومبانيه حتى نعرضها معاً على ميزان الكتاب والسنة..
وأنا سبق وسألتك أن تأتي بدليل من الكتاب والسنة على سلوك طريق التصوف، ولم تفعل.. على الأقل أذكر لنا أصول التصوف التي تعرفها حتى نعرضها على الكتاب والسنة، فما وافق منها قبلناه وصدعنا به وما خالف رددناه.. بانتظارك.

تقول :
لم ارى احد منهم دعى الى عبادة القبور


الرد :

ذكرني هذا بقصة عدي بن حاتم الطائي حينما سمع آيات من القرآن تؤكد عبادة النصارى لأحبارهم ورهبانهم فأنكر أنهم كانوا يعبدونهم وقد كان على النصرانية قبل الإسلام.. هنا بين له الرسول كيفية عبادتهم إياهم.. طاعتهم في التحليل والتحريم عبادة..
فلا يلزم أن يعترف المبطل بباطله..
بل أكثر المبطلين يسمون الباطل بغير اسمه، وبعضهم يجهل حقيقة أنه على الباطل.. هل الخوارج يعترفون بأنهم خوارج.. ويعتبرون أنفسهم تكفيرين.. بالطبع لا.. بل يعتقدون أنهم على الكتاب والسنة.. كذلك الصوفي.. لن يعترف أن ما يمارس عند الأضرحة من دعاء للأموات أنه عبادة.. لكن الشرع حكم أن الدعاء هو العبادة.. فلا حجة لهم ولا لك في نفي عبادة القبور.. وطبعاً الحكم بكفر النوع لا يعني تكفير المعين.. فأنا لا أكفر أعيان الصوفية الذين يستغيثون بالبدوي وآل البيت عند المشاهد ويسجدون وينامون ويقبلون العتبات لأنهم جهال لم تقم عليهم الحجة.. لكن الحكم على الفعل بأنه كفر شيء، وتكفير من وقع في الفعل الكفري شيء أخر يحتاج لتوفر شروط وانتفاء موانع وهو راجع للعلماء الكبار والقضاء الشرعي، وليس لمن هم مثلي ومثلك..


تقول :

بالنسبة الى عقيدة الحلول فهي تفسير لامور البعض يطلق عليها الفناء و الامر عميق و قد تاه فيه البعض لذا قام الامام ابن القيم بتفسير معنى الفناء تفسير دقيق و بأسلوب ازال اللغط "


الرد :
فرق كبير بين الحلول ـ حلول الله في خلقه سبحانه وتعالى عما يصفون ـ الذي هو كفر محض، وبين مصطلح الفناء الموهم، الذي قد يحتمل عقيدة الحلول أو وحدة الوجود وقد لا يحتمل، وهذا الذي بينه ابن القيم وأستاذه ابن تيمية. ليتك تأتي بكلامهم رأساً حتى يتبين لك الأمر. وابن القيم وابن تيمية كانا حرباً على هذه العقائد وعلى شيوخها والأمر أشهر من أن يذكر.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ‏الفناء‏‏ الذي يوجد في كلام الصوفية يفسر بثلاثة أمور:
أحدها‏:‏ فناء القلب عن إرادة ما سوى الرب، والتوكل عليه وعبادته، وما يتبع ذلك، فهذا حق صحيح وهو محض التوحيد والإخلاص، وهو في الحقيقة عبادة القلب، وتوكله، واستعانته، وتألهه وإنابته، وتوجهه إلى اللّه وحده لا شريك له، وما يتبع ذلك من المعارف والأحوال‏.‏
الثاني‏:‏ فناء القلب عن شهود ما سوى الرب، فذاك فناء عن الإرادة، وهذا فناء عن الشهادة، ذاك فناء عن عبادة الغير والتوكل عليه، وهذا فناء عن العلم بالغير والنظر إليه، فهذا الفناء فيه نقص، فإن شهود الحقائق على ما هي عليه، وهو شهود الرب مدبراً العبادة، آمراً بشرائعه، أكمل من شهود وجوده، أو صفة من صفاته، أو اسم من أسمائه، والفناء بذلك عن شهود ما سوى ذلك‏.
الثالث‏:‏ فناء عن وجود السوى‏:‏ بمعنى أنه يرى أن اللّه هو الوجود، وأنه لا وجود لسواه، لا به ولا بغيره، وهذا القول والحال للاتحادية الزنادقة من المتأخرين كالبلياني والتلمساني والقونوني ونحوهم الذين يجعلون الحقيقة أنه عين الموجودات وحقيقة الكائنات، وأنه لا وجود لغيره، لا بمعنى أن قيام الأشياء به ووجودها به، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم‏ ‏‏‏"‏أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد‏:‏ألا كل شيء ما خلا اللّه باطل" وكما قيل في قوله‏:‏ ‏{‏‏كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ‏} ‏‏‏[‏القصص‏:‏88‏]‏ فإنهم لو أرادوا ذلك لكان ذلك هو الشهود الصحيح، لكنهم يريدون أنه هو عين الموجودات، فهذا كفر وضلال‏".
انتهى من مجموع الفتاوى المجلد العاشر.


تقول :

فاذا كنت ترى اخطاء عند بعض اخوانك المسلمين فمن حقك وواجبك ان تنبه عليها لكن يجب ايضا ذكر فضائلهم و اعتراف بانهم مسلمين ثم انتقادهم ، و ليس هجوم فقط كما هو الواضح من اسلوبك ،،



الرد :
الوجوب الذي تدعيه أعلاه.. من الذي أوجبه.. هل لديك دليل من الكتاب والسنة يلزمني بذكر محاسن وفضائل من أحذر منهم، وأرد على أباطيلهم.. وما قيمة التحذير بعد ذكر المحاسن، والدين النصيحة..
هل ذكر الأئمة محاسن من صنفوا الكتب في الرد عليهم من أهل البدع وهم مسلمون عندهم؟ هل ذكر الرسول محاسن الخوارج وهم مسلمون لهم محاسن .. بل ذكر ما يتبادر للذهن أنه مدح لهم على سبيل الذم.. فقال يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم.. يعني لا ينتفعون به فيصل إلى قلوبهم.. وقال عنهم كلاب النار..
هذه البدعة تسمى عند أهل السنة ببدعة الموازنات.. إذا أردت أن تحذر من مبطل فعليك أن تذكر حسناته إلى جانب سيئاته.. بدعة ما أنزل الله بها من سلطان.. ولا تصح حتى عقلاً.. ويفهما العوام حتى في الأمور الدنيوية، يعني أنا أريد أن أحذرك أنت من شخص سيكون بينك وبينه معاملة مادية.. هل يعقل أن أقول لك: أحذر هذا الرجل فهو رجل سوء يغش ويفعل و يفعل، لكنه يصلي ويتصدق ويحج ويعتمر. فهل هذه نصيحة؟ وما الفائدة مما سبق إلا التهوين من تحذيري لك أو تركك في حيص بيص..
وهذا كله بسبب الخلط بين التحذير من أهل البدع وبين الترجمة للأشخاص من الجانب التاريخي.. في الترجمة للشخص تذكر ما له وما عليه، أما في باب الجرح والتحذير لا نذكر إلا ما عليه ليحذره الناس. وعد في هذا لكتب الجرح والتعديل وكتب التراجم وستعرف الفرق.

الشمس أجمل في بلادي من سواها والظلام..
حتى الظلام.. هناك أجمل فهو يحتضن الكنانة..