عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-2013, 12:06 PM
المشاركة 33
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي

19
..خطة مزدوجة

رتبت داليا حجرتها بعناية..كان قد مضى شهرين على رحيل عمها احمد الليثى ..طفرت عينيها بالدموع وكأنها تريد حزناً فوق حزن.. ترامت اليها ضحكة ندى وصياحها..تنهدت ..لا بأس ..للبعض القدرة على تجاوز الاحزان ..اما هى فتتعايش معها حتى تصبح جزء من كيانها..ارتدت زى مضيفات الطيران لديها رحلة الليلة لبرلين..تعشق هذه المدينة التى تنام منذ الثامنة مساءا..لتستيقظ فى السادسة صباحاً ..اخذتها الذكرى لسنوات ماضية لشتاء برلين الثلجى فى زيارة لها مع عمها احمد الليثى مكافأة لها على تخرجها بامتياز من الجامعة...جلست
على احد الدببة الخشبية التى تشتهر بها المدينة بينما نظرات الاستهجان تلاحقها
.رنت ضحكته العابثة ..دببة برلين للمشاهدة وليست للجلوس ..غضبت وهى تقوم
منتفضة يبدو انها ارتكبت خطأ ما..سارت مبتعدة عنه.. لكنه تابعها وهو يمد لها
كوب ملئ بالقهوة الساخنة..
تفضلى ..اعتذر
..انتبهت لحظتها انه قالها بعربية واضحة..خرجت من
افكارها مرة اخرى على صوت ندى المشاكس يخالطه صوت ديان..كانت قد جاءت
للأقامة معهم ..لم تحب ديان ابداً..شيئاً بها يثير الريبة..خرجت وهى تسحب حقيبة
سفرها خلفها..نظرت لندى
ندى ..الم يكن لديك محاضرات اليوم
اجابت ندى وهى تجعد انفها
بلى..ولكن لدى وديان بعض اللقاءات فى كافيه الاوبرا
رفعت داليا حاجبيها بتعجب:
لقاءات!!
شعت نظرة ديان لها بالكراهية..النفور بينهما متبادل.لكنها اكملت
نعمل على مساندة حركة جديدة اسمها تمرد لسحب الثقة من محمد مرسى
ردت داليا بهدوء دكتور محمد مرسى
تدخلت ندى فى الحديث .داليا من مساندى وهى تكرر الكلمة بسخرية الدكتور محمد مرسى..رغم انها لا تنتمى للاهل والعشيرة
تجاهلت داليا مشاكسة ندى..لا تريد مزيد من التوتر
القت ندى نظرة على ملابس داليا
هل لديك رحلة
نعم هذه المرة لبرلين ..التمعت عينيها بشئ من الدموع..تعلم ندى ماذا تعنى هذه المدينة لداليا..احتضنتها.. وهى تقول
ترجعى بالسلامة
ضحكت داليا كى تدارى دموعها ..فقط دون الواح الشيكولاتة والعطور
ضحكت ندى بمرح..ندى كبرت يا ابلة داليا
قرصت ندى من وجنتها واصطدمت نظرتها بنظرة كراهية تشع دوما من عيينى ديان نجحت بسرعة فى تغيرها..هتفت داليا فى اعماقها ..هذه الفتاة لا تؤتمن
دخل عامر فى تلك اللحظة ..نظر لاخته وابنة عمه
هل انت مسافرة ..هل اوصلك للمطار..قالت داليا ..مع انى سيارة الشركة ستمر ..لكن لا بأس من عرضك
نادته ندى فلم يجب..عقدت داليا حاجبيها..المشاجرات بين ندى وعامر اصبحت رهيبة ..وعامر غاضب من شقيقته ويخاصمها
خرج مسرعا من باب الفيلا وهو يسحب حقيقبة داليا
فى الطريق
داليا ..عامر ..حاول ان تجد حلا لك مع ندى.. لااحب ان اراكما هكذا
تنهد عامر و يقود السيارة..اصبحت ندى هجومية وعنيفة
اومأت داليا..الاعلام مجند بشكل غريب ..اشعر اننا أمام خطة ممنهجة لتشويه التيار السياسى الاسلامى..لا اعرف سبب لهذه الحملة الشعواء..اشعر بأن شيئاً سيئاً سيحدث..لا اثق فى تلميعهم فى صورة احمد شفيق..تعلم بحكم عملى فى مصر للطيران انى اعرف الكثير عن مصائبه..من تفتتيه للشركة لثلاثة عشر شركة وتعين اذياله الى بيع الطائرات الى عمل كوبرى خاص يصل المطار الى منزله.. يؤلمنى ان دكتور مرسى لا يتخذ ردود فعل قوية مع هذه الحملة ضده..يسمح بأهانته ويتغاضى عن حقه
اومأ عامر
الرجل يعمل بجدية ..لديه هدف يريد الوصول اليه
ردت داليا هذا حقيقى لى صديقة ..زوجها يعمل بالحرس الجمهورى
يقول ان الرجل شعلة ..وانه لا يستطيعون ملاحقته..تخيل فى زياراته الخارجية لابيت ليلة زيادة توفيراً للنفقات..وانه يعامل حراسه ببساطة ويعطى لهم حقوق لم يحصلوا عليها قبلا
كانوا قد وصلوا صالة السفر الدولى
انزل الحقيبة ..حينما ادرات داليا ظهرها
ناداها فعادت..ترجعى بالسلامة..ضحكت وهى توصيه بندى
لم تعتبر ندى وعامر اولاد عمها بل اخوتها الصغار.
عاد عامر للمنزل عازماً على مصالحة ندى ..لم يجد احد فى المنزل سوى الصمت الذى احتل اركانه..حانت منه التفاته لصورة والده ..لمعت عينية بالدموع..ثم احتلت صورة ديان افكاره ..وانقبض قلبه بشدة ..لا يعرف لماذا صدقها بأن ابيه طلب منها الاقامة منها لديهم..لكنها اخته قبل اى شئ..صحيح انه لا يشعر تجاهها بهذا الشعور ..لكنه امر يقره الواقع..طلب ندى على الموبيل فلم ترد
@@@@@@@@@@@@@@@@@@
الكافيه بصحبة ديان سالتها ديان بخفة
لماذا لم تجيبى
هزت ندى كتفيها
انه عامر..لم يجبنى فى المنزل فلما اجيبه
ودت ديان لو اعتصرت عنق هذه المدللة بيديها لكنها رسمت ابتسامة صفراء وهى ترتشف العصير
لماذا بكت داليا اليوم..سافرت عدة مرات ولم ارها فى مثل هذه الحالة
همست ندى بحزن
تثير برلين حزن لداليا فهناك التقت زوجها وهناك فقدته
رددت ديان ...زوجها..اعرف انها مخطوبة فقط
قالت ندى باستغراب تعرفين من من انها مخطوبة فقط ..هل اخبرك حاتم
اومأت ديان وقد جف ريقها لهذه الغلطة الغبية
نعم حاتم
تنهدت ندا ..لم يوافق حاتم او والدى على زواجها ..ووضعا العراقيل امامهما..وافقا امام الحاح داليا على خطوبة ..يوم سمعت داليا الحديث بالصدفة بين حاتم وأبى باعتزامهم فض هذه الخطوبة باى شكل
قررت داليا ان تتزوجه..كتبت كتابها ..وعادت لتخبرهم..كانت فى الثالثة والعشرين من عمرها وعاد هو لبرلين هل تركها تواجه الامر وحدها
- مطلقاً..اتى معها ..وقد تلقى من حاتم اللطمات واللكمات ..كان رجل حقيقى ..مازلت اذكر طرد والدى له ..كانت فضيحة فى الحى كله ..ظن الجميع انها خطوبة فقط اضطر للعودة لبرلين لأن اقامته انتهت ..عمل حاتم ووالدى على طرده بأى طريقة ولكنه لم ييأس استطاع عن طريق احد اقاربه اخراج داليا والسفر بها الى برلين..حتى الان لا نعرف ماذا حدث ..هى لا تحكى ابدا ..فقط تقول انها فقدته هناك
- ديان ولماذا كل هذا التعنت
- بسبب جنسيته
- جنسيته ؟
- نعم يحمل الجنسية الفلسطنية
- ولكن كيف يعيش فى المانيا ..
- يحمل اقامة مدى الحياة لانه كان متزوج من المانية سابقاً..تغيرت داليا بعدها تماما..التحقت بعدها بطاقم الضيافة..فى كل زيارة لبرلين ..اشعر ان ورائها شيئاً ما
ارتشفت ديان العصير ببطء وقد اكل الحقد قلبها
ابحثى ما بدا لك داليا الحزينة..حبيبك يقبع فى اقذر سجون تل ابيب..عقدت حاجبيها ببطء..يجب الا تحزنى كثيراً داليا على هذا النذل فقد باعك منذ سنوات ..بينما انت تبحثيت وتبحثين كان هو يقبع فى احضانى..شيئأ غير خططه يا داليا ..شيئاً اتى به لاسرائيل
انه يستحق انتقامى..اخذت نفسا عميقاً يستحقه بكل تأكيد..رددت العبارة الاخيرة بالعبرية..نست ندى التى تجلس امامها
اى لغة تتحدثين
انتبهت بذعر هذه الغلطة الثانية لها..ضحكت بعمق..الايرلندية
لم تكمل ندى كلامها فقد ستة افراد من الحملة..حملة تمرد
@@@@@@
جلس سالم الجارحى والدها لسلمى فى الاجتماع المغلق الذى جمعه برجال عمال اخرين هذه الوجوه يألفها جيدا منذ اجتماعات الحزب الوطنى..وصل المسؤل الكبير..وجل لوهلة..انه احد الوجوه المميزة واحد اخطر الوزرات فى الحكومة الحالية
شدد على الجميع بالسرية التامة..ووضع الخطة..خطة شل مصر..واختلاق ازمات البنزين
@@@@@@@@@@@@@@@@@@
وقف رجل ادارة الازمات فى الدولة العظمى امام رئيسه
روبرت ..تقريرك رائع..سفيرتنا تقوم بمهمتها على اكمل وجه..تساعدها مخابرات واجهزة دول عربية عدة
ضحك رئيسه
هؤلاء العرب بلهاء يتكالبون لحماية عروشهم
يظنون ان الخطة هى القضاء على الاخوان فى العالم
بل الخطة مزدوجة
الم نفعلها قبلا فى الجيش السورى حينما زج به فى حرب لبنان..ثم الحرب فى سورية الان..وقبلها الجيش العراقى
غمم روبرت فى سخرية
ان خطتنا رائعة ولن نجد فرصة مثلها ابدا
ضرب جيشهم الاسطورة..وضرب جماعتهم الاسطورة
ترك تقريره وهو يمضى عبر الباب بينما تعلقت عينى رئيسه بعبارة كتابة منمقة
خطة تحطيم الجيش المصرى والاخوان فى ضربة واحدة
تنهدت فى رضى يلهو بميدالية مفاتحيه التى حملت نجمة دواود