عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
7

المشاهدات
2651
 
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6


عبد السلام بركات زريق is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
9,393

+التقييم
1.85

تاريخ التسجيل
May 2010

الاقامة
سوريا - حماة

رقم العضوية
9229
04-15-2019, 04:58 PM
المشاركة 1
04-15-2019, 04:58 PM
المشاركة 1
افتراضي نَقْشٌ عَلَى جُرْح
نَقْشٌ عَلَى جُرْح


تائهٌ مرَّ وأَوعى ودَنا = لفَّ مِحرابَ ظُنوني وحَنا
واشْتكى من لوعةٍ ثمَّ بكى = ثمَّ أَغضى في حَياءٍ وانْثَنى
بِبَنانٍ سُكِبتْ من فِضَّةٍ = يمسحُ الدُّرَّ نَفيسَ المُجتَنى
فتَرَى شكواهُ دُرًّا ذائبًا = وترى نَجواهُ سِحرًا وسَنا
أَأَعيبُ القلبَ في غُلوائهِ = وصُدودي أمْ أَعيبُ الزَّمنا ؟
وكلانا يدَّعي أنَّ الهوى = فيهِ أَمضَى نصلَهُ ما أَوهنَا
فإذا حدَّثَ ريشٌ طائرًا = لم تجدْ في النُّطقِ قولًا بَيِّنا
وأنا أُشفِقُ في طلعتِهِ = وخزَ أشواكي..أنا الجَاني أنا !
يا دُموعًا دمُهُ مازَجَها = فاسْتفاقتْ في عُروقي سَوسَنا
ضاعَ جُلُّ العمرِ يا سيدتي = ما تبقَّى غيرُ أيامِ العَنَا
ومَضى منِّي ربيعٌ زائفٌ = ما جَنَى قَلبي ولا كَفِّي جَنى
بيدي واللهِ ما لي حيلةٌ = وقِطارُ العُمرِ يمضي مُذعِنا
في مسارٍ ضلَّ , ما خطَّتْ يدي = دربَهُ المُسرفَ في إثرِ الفَنا
وأنا اثَّاقلْتُ منْ أحمالهِ = عندما أَبَّطُتُ وهمي كفنا
وكأني أَرقبُ العمر الذي = - وأنا طفلٌ - سَرابًا مُوْهَنا
قصَّةُ العمرِ عذابٌ قصَّها = شَجَنٌ أَملى وطرفٌ دوَّنا
كلَّما رفَّ بجَفْنِيْ خاطرًا = صارَ سَطرًا في كتابي مُعلنَا
يا بلادي الجُرحُ غضٌّ نازفٌ = أسعِفيني بعضُ نِسْيَاني غِنى
مُرَّ بيْ في غُربتي يا طيفُها = وانظُرِ الضُّرَّ الذي حلَّ بنا
لم تكنْ أَنتَ ملوماً بدمي = دَمُك المطلولُ.. ما كنتُ أنا !
***=***
يا رِمالَ التَّوقِ هل يذكرُنا ؟ = سِنْديانُ الحُبِّ لمَّا ظلَّنا
والعصافيرُ بأوتارِ الرِّضى = تنقُشُ الألحانَ وشمًا بينَنَا
بجَناحاتٍ غَشَتْها سَكْرةٌ = من رَحيقِ الطَّلِ شطَّتْ إذْ دَنا
يا صَباباتي وأَحلامَ غَدي = سطَّرتْها عينُهُ لمَّا رنا
خاطرٌ إنْ َمسَّني أرَّقَهُ = وإذا أسألُ ربِّي أمَّنا
وإذا ضجَّتْ بِيَ الشَّكوى بكى = وإذا بثَّ لنجوى عَنْعَنا
وإذا ما سَكنتْ في خافقي = خبَّرَتْهُ الرِّيحُ عنّي الحَزَنا
تَخِذَتْ بعضَ حُروفي مَسْكَنًا = وبأهدابِ القوافي مَوْطِنا
فمَضَى مُنتشِيًا من لَهَفي = واتْخاذي حبَّهُ ليْ وَثَنا
صمتُهُ أسفارُ حبٍّ خطَّها = حُسنُهُ الطَّاغي سِهامًا وانْثَنى
إنْ تَولَّى سافرَ النبضُ على = أثرِ الخَطوِ سَرابًا ودَنا
فالخوابي مُترَعاتٌ بالهوى = والأماني دانِياتُ المُجتَنى
سُقْتُ أحلامي ودُنيا لَهْفتي = دونَ عيْنَيهِ انتحارًا مُعلَنا
سُقتُها بعَصا صَبري جَوٍ = مُقلةً بَحرًا ودَمعًا هيِّنا
سُوطُها يجلِدُ آلامي دُجًى = وأُداريْ في ضُحاها بالغِنا
يا زمانًا شفَّني في صدِّهِ = كلمَّا ساءلتُهُ عن حبِّنا
يا رمادَ الجُرحِ تاريخُ دمي = زوَّرَتْهُ الرِّيحُ مرَّتْ من هنا
خاطَهُ وهمٌ بِكَفَّيْ أكمهٍ = وبخيطٍ عنكبوتيِّ البِنا
وشفاءُ الجرحِ نفْسٌ سألتْ = بُرءها ثمَّ دواءً حَسَنا
فإذا كانت جراحي غُربتي = ربَّما كان شفائي وطنا

7-3-2019