عرض مشاركة واحدة
قديم 02-24-2011, 01:38 AM
المشاركة 41
رشيد الميموني
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
حب و دموع
السنة الدراسية تلفظ أنفاسها الأخيرة .. والاستعدادات على قدم وساق لتوديع موسم حافل بالنشاط و المعاناة أيضا .. اتفقت أنا وتلامذتي على تنظيم حفل ألححت على أن يكون بسيطا لإقامة نهاية في المستوى للمسابقة الثقافية التي بدأت إقصائياتها منذ بداية السنة ..
وصلت الفصل بعد أن عرجت على مكتب المدير و الحارس العام كي يكونا على علم بما سأقوم به ، فاستقبلني تلامذتي بالهتاف معلنين عن حبورهم بما سوف يعيشونه من تشويق .. لكن الذي أثار استغرابي هو وشوشتهم و همسهم ، بل إن بعضهم وقف أمامي عند باب الفصل قائلا :
- أستاذ .. يرغب الحارس العام في رؤيتك .. لقد مر من هنا منذ لحظات ..
- لكني كنت معه ولو يخبرني ..
تبادلوا النظرات ثم استدرك أحدهم قائلا :
- ليس الحارس العام الذي كنت معه .. الآخر .. يريدك في موضوع . هكذا قال ..
- حسنا ، ضع محفظتي هذه على المكتب وسأعود بعد قليل .. لا تحدثوا الضجيج ..
قفلت راجعا ودلفت إلى مكتب الحارس العام المعني ، فوجدته جالسا أمام أكوام الدفاتر المدرسية . رفع إلي نظره مبتسما وقال :
- تفضل ..
- خيرا إن شاء الله ؟
- طبعا خير .. انتظر لحظة لأتمم هذا العمل ..
وطال انتظاري حتى بدأت أشعر بالملل و القلق لما سوف يشعر به تلامذتي من امتعاض لتأخري عن إعطاء الانطلاقة للمسابقة النهائية . لكني لم أظهر شيئا من هذا القلق .
وأخيرا وبعد أن نظر مليا إلى ساعته اليدوية ، أخرج هاتفه المحمول و تحدث لحظات ثم التفت إلي وقال :
- أعتذر عن الإزعاج . العمل لا ينتهي . سوف أخبرك عن الموضوع . لا أريد أن أؤخرك عن تلامذتك .
نهضت مستغربا مما يحصل وأسرعت إلى الفصل مهيئا كلمات الاعتذار لصغاري ..
ومن بعيد تراءت لي رؤوسهم الصغيرة تطل منتظرة قدومي ثم تختفي ..
فتحت الباب ، فإذا بي أمام قاعة مختلفة تماما عن قاعة الدرس .. مناضد مصفوفة و مغلفة باقمشة ملونة و ورود منبثة في كل الأنحاء , وقد توسطت القاعة تورتة كبيرة :
- عيد ميلاد سعيد .. عيد ميلاد سعيد يا أستاذ ..
وورائي اقبل المدير و الحارسان العامان يضحكون ملء فيهم .. هكذا إذن ؟
همس لي أحد الحارسين : "هذا هو الموضوع الذي أردت التحدث إليك بشأنه .. ماذا أفعل ؟ الشياطين ألحوا علي متباكين كي تكون مفاجأة لك .."
ترى من أخبرهم بتاريخ ميلادي ؟ الجواب لم يتأخر .. لقد توسلوا إلى المدير أن يعطيهم إياه فلم يعارض .
بعد انتهاء المسابقة و الحفل .. ارتجلت كلمة شكرتهم فيها و معربا عن أسفي لفراقهم لأن أغلبيتهم كانوا سيغادرون إلى الثانوية العامة .
بكى الكثيرون .. ولم أكن أتوقع نهاية كهذه .. لكنني كنت أعددت فقرة للنكت .. فتغير الجو وتبددت الكآبة و .. دق الجرس الأخير .. في اليوم الأخير .