عرض مشاركة واحدة
قديم 02-02-2014, 11:56 PM
المشاركة 45
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ملاحظات أولية تكملة


الإسلام كله اختياري وليس فقط حب الرسول! هل أسلمت أنت مجبراً أم باختيارك؟ دعنا من حب الرسول الآن، فإن قلت إجبارياً فهذه كارثة وعليك أن تسلِم من جديد مختاراً فالله يقول {لا إكراه في الدين}.


صدق الله العظيم " لا إكراه في الدين" و " لكم دينكم ولي دين" فالإنسان مخير بالفعل في فعله و مسير أيضا في العديد من الأشياء . و لا إشكال هنا .
لكن هذا لايعني يا أستاذي أنك عندما تدخل في دين الله أنك مخير في حب رسوله فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ".
و لست مخيرا في التلاعب بالدين تأخذ ما تشاء و ترمي ما تشاء ، فالإسلام التزام و ليس أهواء ، فهذه الجملة التي بدأت بها فيها الكثير من المغالاطات : فلا يمكن أن يكون الإسلام اختياريا كله ، تأخد منه ما تشاء و تدع ما تشاء كأن تأخذ الأخلاق و تترك الباقي ، وتجعل من التوحيد شيئا ثانويا و هو أساس الدين كله .
قال الله تعالى : " وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ْ" الآية 36 من سورة الأحزاب
لاحظ ذلك الاختيار كيف يلغيه الإسلام بنص صريح ، ولاحظ أن السورة تتحدث إلى المؤمنين ، الذين حققوا عقيدة التوحيد فهم ملزمون بإعطائها حقها . فقد جاء ردك أن العبودية "الرق " غير أخلاقي في الإسلام ، لكن هذا لايعني سيدي الكريم أن تعممه فالعبودية لله وحده من صلب الدين و تحقيقها هي غاية خلق الإنسان ، ولا يمكن تحقيقها أبدا إلى بوجود عقيدة التوحيد و إلا تنازع الطواغيت عبوديتك و استحلوا حرماتك .

جئت بهذه الآية التي أتمنى أن تتمعنها جيدا لتعرف قوة العقيدة قال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا * وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا } سورة الأحزاب 57 و58

إن كنت لا تولوي العقيدة الاهتمام اللازم سيتساوى في ذهنك الأذيان ، هنا الذين يؤذون الله ورسوله والذين يؤذون المؤمنين ، لأن هناك احتمال أن يؤذي المؤمن أخاه المؤمن و يطلب العفو والمغفرة ، لكن ليس هناك احتمال مطلقا أن يؤذي المؤمن الله و رسوله ، لأنه هنا خرج عن دائرة الإسلام الذي لا يقوم بغير عقيدة .

لاحظ أخي الكريم أني قلت إن الشرطية التي لا تفيد احتمال الوقوع و لم أضع إذا .

ورد في ردكم :
"ما مرجع هذا الكلام في القرآن؟ الله قال لإسماعيل وإبراهيم أسلما فقالا أسلمنا لرب العالمين، وأمر إبراهيم أن يذبح إسماعيل ليجرب ويختبر مصداقيتهما، فصدّقا الرؤيا وكانت كلمة أسلمنا ليست كلمة باللسان، فتحققت عبوديتهما."

هل تشك هنا أن اسماعيل لا يخضع لله ، أم لا يحب الله .
الخضوع هو معنى العبودية ، لكي تكون مرتبطة بالتوحيد وجب الحب المطلق لله ، لأنه نجد عبدا لا يحب سيده وهذا احتمال قائم في عبودة البشر للبشر ، أما العبودية لله فهي نعمة ودرجة كبرى خص الله بها عباده ، لذلك تستوجب الحب .
قال تعالى :" قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ" آل عمران 31
فكما لا عبادة بغير توحيد ، فحب الله من الإيمان . " فهم لا يحبون الله وإن قالوا نحب الله بألسنتهم لأنهم لايتبعون الرسول و ما جاءت به رسالته و منها العبادات ، فلا توجد عبادة مستقلة عن حب الله "
وربما اهتديت في البحث إلى آية أخرى وأحاديث تعزز أن العبادة هي خضوع كامل و حب كامل .