عرض مشاركة واحدة
قديم 02-02-2014, 05:46 AM
المشاركة 44
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

ملا حظات أولية :


جاء في ردكم ما يلي : أرجو مراجعة كلامي مرة أخرى، وآية {اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً} ترددت أكثر من مرة في القرآن،

أستاذي العزيز لا يكفي أن تقول أن هذه الآية ترددت كثيرا في القرآن ليكون الأمر كذلك ، بل شيء من التمحيص أفيد ، فدلني عليها في موضع آخر غير الذي ذكرت لك . نحن هنا نتحرى الإفادة للجميع إضافة إلى أنك هنا ذكرت شيئا غريبا جدا أن العبادة أولى من التوحيد ، وهذه مسألة لا يمكن تجاوزها ببساطة و ليست حتى قضية فلسفية ، بل مسألة يقينية لا غبار عليها ، فكيف تكون هناك عبادة بلا توحيد .
وسأعزز هذه الآية الكريمة من سورة النساء بآية قريبة منها ، فالأولى تحدث المسلمين المؤمنين بالله أصلا ربا واحدا وقلت أنها مجرد تذكير لهم وتوكيد و ترسيخ لإخلاص العبادة لله الواحد الأحد .

قال الله تعالى : " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ " آل عمران (64) -
لاحظ أستاذي الكريم هنا أن الآية تخاطب أهل الكتاب الذين يؤمنون بوجود الله بل يدعون أنهم يخلصون له العبادة و لكن ذلك لا يكفي من غير توحيد ، فهناك كلمة سواء هنا هي عبادة الله بين المسلمين و أهل الكتاب لكن لا تساوي شيئا من غير توحيد ، " ولا نشرك به شيئا " مكررة مرة أخرى ، ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله ، فإن تولى هؤلاء والله يعلم أنهم لا يقبلون ، فقولوا أيها المسلمون : إننا نوحد الله و نخلص له العبادة .

كما ورد في ردكم أستاذي : قصدي أن التركيز على عبادة الله ألزم من التركيز على عدم الإشراك، وهذا هو منهج القرآن وهذا هو المنطق، بينما الحاصل الآن هو التركيز على عدم الإشراك الذي يسمى التوحيد ثم العبادة
يا أستاذي الكريم ، هذا عذر أكبر من الزلة ، فعندما قلت لكم أن الإيمان توحيد ربوبية وتوحيد ألوهية لا يتم أحدهما إلا بالآخر ، فقد عززت بآيات من كتاب الله لا غبار عليها وتأتي أنت بآية تكرهها على قول يا يوجد في عقلك ، أو فقط لتعاكس ما يقوله المفسرون أو لست أدري لماذا ، لعلمك أخي الكريم أن لا مشكلة لي معي الأخلاق و سأدرج إن شاء الله العديد من الآيات الكريمة و الأحاديث النبوية الشريفة التي تحض على الأخلاق أكثر مما أدرجت إلى الآن ، و لكن لا تحاول لي النصوص و القفز على ما يعززها فقط لتتميز ، فرحمة ربنا خير من كل التميزات .

ورد في ردكم :
بشهادة القرآن فأول ركن هو العبادة، قال تعالى {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً} فهل أنت تعلم الإسلام أكثر من القرآن؟! العبادة أولاً ثم التوحيد، أي توحيد العبادة.

يا أخي الكريم : أنا لا أدعي العلم و لا أنفي على نفسي التعلم ، فهذا بشهادة الله الذي لا إله إلا هو فالإسلام بني على خمس كما في حديث جبريل أولها أشهد أن لا إله إلا الله . "
و أعلم علم اليقين أن الإنسان ما خلق إلا ليعبد الله وحده . ولا تتم العبادة إلا بالتوحيد ، أي الإيمان بالله الذي لا إله إلا هو .


ورد في ردكم : كيف يكون مسلماً بلا فضيلة؟ هذا ما تريد أن تصل إليه أن يكون مسلماً بلا فضيلة، فانظر لصفات المؤمنين في القرآن كلها أخلاقية، هذا ما تريد أن تصل إليه أن يكون مسلماً بلا فضيلة، فانظر لصفات المؤمنين في القرآن كلها أخلاقية"


يا سبحان الله ، أوتظن المسلمين ملائكة يا أخي الكريم ، لا يخطؤون ، هل هذا يعني أن كل من ارتكب خطأ يخرج عن دائرة الإسلام ، ما هذه المثالية ، أولا يعلم الله أن الإنسان بضعفه خطاء ، فلماذا وضعت التوبة و شرعت الحدود ، و لماذا يحب الله التوابين ، و كيف للإنسان أن لا يخطئ ، وأن لا ينسى وأن لا يأخذه السهو و الغفلة وأن لايقع في المحرمات لظرف من الظروف ، ألم يجعل الله كفارات لكل الذنوب والمعاصي ، أليس باب التوبة مفتوحا إلا لمن أراد التمادي في الغي و الكفر والفجور ، أأنت أعلم من الله بعباده و تخرج من تشاء من الدين فقط لأنه أخطأ . هذه رؤية خاطئة أخي الفاضل ، فالله أنبأنا أنه لو لم يخطئ الناس لأتى الله بخلق آخرين يخطؤون ويطلبون المغفرة فيغفر لهم ، كما أن أنبأنا أن كل ابن آدم خطاء و خير الخطائين التوابون ، أم أنك تؤمن بالعصمة لمن لم يعصمه الله من الأخطاء .
ما قولك في الذي قتل من الناس الكثير و أراد التوبة وجاء واحدا من هؤلاء الذين يسدون باب التوبة و يعتبرون الفضيلة في الحلقة الأقوى فقتله ، و وجد واحدا من أهل العلم فدله على الرحيل لعل الله يقبل توبته ، فهاجر إلى الله فوجده غافرا للذنب قابلا للتوب .

قد يخيل إليك أنني هنا أدعو إلى المعصية و أعوذ بالله من هذا ، و لكن دين الله وضع لنا خريطة الطريق ، لا يزيغ عنها إلا هالك . فالإيمان بالله وحده هو الذي يدلك على هذا السبيل ، إيمان لا تشوبه شائبة أبدا عقيدة صلبة لا تزعزعها كل تلك الالتواءات ، فمن عرف الله عرف الطريق السليم ، فالصلاة كلها تكبير تقول الله أكبر ، أكبر من كل ما يوجد في عقلك أخي الكريم و عقول كل الناس جميعا ، فمن أنت ومن أنا ومن هم هؤلاء كلهم يريدون أن يعلموا الله الأخلاق ، و يتهمون المسلمين بالكفر ظلما وعدوانا .


كيف يكون مسلماً بلا فضيلة؟ تمنيت لو ابتعدت عن هذا السؤال لأنه يجر الموضوع إلى شيء آخر ، وإذا نفيت الإسلام عن كل من قام بمعصية فهذا ظلم عظيم .


ورد في ردكم : الإسلام كله اختياري وليس فقط حب الرسول! هل أسلمت أنت مجبراً أم باختيارك؟ دعنا من حب الرسول الآن، فإن قلت إجبارياً فهذه كارثة وعليك أن تسلِم من جديد مختاراً فالله يقول {لا إكراه في الدين}.

يا سبحان الله تخير من شئت و تخرج من الملة من شئت ، قلت لك يا سيدي عندما تعلن إسلامك ، أي أنت مسلم ، شهدت أن لا إله إلا الله وشهدت للنبي برسالة الإسلام ، فلست مخيرا إطلاقا في حب الرسول لأنه من العقيدة ، أما من اختار الكفر فأصلا لا يعنيه الإسلام في شيء و من لا يعنيه الإسلام فلا يعنيه رسول الإسلام عليه أفضل الصلوات وأزكى السلام .

لديك خلط كبير في بعض الأشياء و تدخل هذه في تلك أم تود تطويل ما يمكن أن يكون قصيرا لكن لا بأس فأنا مؤمن أنه عندما يكون هناك نتيجة خاطئة كإختزال الدين في الأخلاق ، لابد أن الاستدلال خاطئ ولو بدا متسلسلا ، فهناك خطأ منهجي ما و بدأت تظهر تلك الأخطاء تباعا .

ورد في ردكم ما يلي : أنا لم أقل أن الإسلام أخلاق فقط دون عبادات

أحيانا تصيبني الحيرة في تفسيراتك ، قلت أن الدين كله أخلاق يا سيدي و الآن الدين لي كله أخلاق ما هذا الخلط .

ورد في ردكم : " أنا هنا أساير طريقة التفكير السائدة التي تفصل بين الأخلاق والعقيدة، هذا الفصل الخطير.
حلال علينا وحرام عليهم ، تساير طرحا معينا متى شئت و ترجع عنه ماشئت ، هذا ليس من العلمية في شيء .
ورد في ردكم : " نعم الدين كله عقيدة إذا سايرتني كما وضحت لك
الدين يا أستاذي ليس أن تسايرني أو أسايرك ، فهذه ليست مسألة توافقات ، هذا دين الله ، قبل أن تكتب فيه كلمة يجب أن ترتعش الأصابع خشية أن تهوي بكل أعمالك و إلا قلت الله و رسوله أعلم كما كان يقول كبار الصحابة ، وكان الإمام مالك عليه رضوان الله يقول بكل شجاعة لا أعلم و العلم لله ، وما أوتينا من العلم إلا قليلا ، وما عقلنا إلا بالقاصر عن المعرفة الحقيقية إلا ما علمنا الله في كتابه أو في سنة نبيه الكريم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه ، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ماكان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله بها سخطه إلى يوم يلقاه " من موطأ الإمام مالك "كتاب الكلام" باب ما يؤمر به من التحفظ في الكلام ، و هو حديث صحيح أخرجه البخاري و مسلم عن أبي هريرة .
جئت بهذا الحديث خصوصا ردا على كلامك أستاذي الذي قلت فيه :
لا يصلح أن يكون لنا تحسس من مصطلحات ككلمة أخلاق وفلسفة وعقل، فإما أن تبين المشكلة فيها منطقياً وإلا فلا قيمة للتحسس؛ لأن فلان تحسس منها فأنا أتحسس ولأنه نفر منها أنا أنفر! فهذه ليست بصيرة.

بما أنك جعات الموضوع شخصيا أكثر و تدخل به إلى الأنا و الأنت ، فاعلم أخي الكريم أن هذا المنبر الذي نكتب فيه هو المنبر الاسلامي " وهو مكان يقصده من يريد أن يعيش لحظات بين يدي الله بعيدا عن المشاحنات ، فهو مكان تحفه الملائكة ، فيه قرآن وحديث و ليس مكانا للسجالات الفكرية والفلسفية " منذ البداية تمنيت أن يكون هذا الموضوع مطروحا في منبر الحوارات الفكرية . أنئذ تبقى الأفكار مجرد رؤى تحتمل الصواب والخطأ ، أما هنا فعذرا فهو لليقينيات. بها يسترشد المرء و يحس فيه طمأنينة .
عندما قلت لا حساسية لي مع الفرق الدينية الإسلامية و المدارس الفكرية العالمية فأعني ما أقوله جيدا ، فأنا مؤمن أن هناك جزء صحيح من كل المذاهب والنحل ، وهناك جزء خاطئ ، فلنأخذ الصالح و نتبرأ من الطالح . ولم أقصد أبدا ما ذهبت إليه ، فالعلمانية ليست فقط فصلا للدين عن الدولة إن كان هذا ما يزعجك ، ولم تبدأ عند الغربيين بل بدأت في الفكر الإسلامي .

تقولون سيدي :
انظر.. فالعقيدة لم تخلصك من هذه السقطة، فصرت تفترض إمكانية أن يحلل الله الخبائث! وأي أحد يحلل الخبائث هو خبيث! إذن قبلت إمكانية نسبة الخبث إلى الله تعالى! وإمكانية الظلم إلى الله تعالى!

هل تعتبر العقيدة تنزيها من الأخطاء ، فكل من اعتقد وأسلم فهو عالم تقي ورع صالح مصلح ، خالط الناس لتعرف حقيقة الأمر ، و ترى الحياة بالمنظار السليم ، لا كما تتصور بعيدا عن الحقيقة .
أخي الكريم ، أدرجت ردي على موضوع الخنزير والخمر لأنني أولا : لا أنتقي ما هو في صالحي فقط ، و أقفز عن " أخطائي " لأني لا أبتغي فقط أن أقنعك كما تريد أنت و صرحت به ، فأنا هنا أتحاور بحثا عن الحقيقة و أتحاور و أستفيد ، و أصحح معلوماتي ، وأتعرف على معلومات جديدة و أتذكر ما طمسته السنين .
وفي الوقت ذاته لا أزال أبحث عن دليلك المقنع و إن شاء الله متى وردت أدلة مقنعة في الموضوع سأتنازل باعتذار إلى من قرأ لي وتوبة إلى الله من سقطات اللسان .
فالله يقول أن الخمر فيها من المنافع الكثير ، لكن اثمها أكبر من نفعها ، فهنا الله أبرز بوضوح أنها حرمها رغم ما فيها من المنافع ، هناك من يشير أن بمجرد تحريمها رفعت منافعها و أصبحت من الخبائث ، فلا تتعجل و أفدنا بما لديك و لا تتسرع في إعلان النصر ، فنحن هنا لنتعلم أولا و قبل كل شيء .
ورد في نصك ما مضمونه أن الدين كله مجرد تذكير : وليس فيه تعليم ، ما رأيك يا أستاذي في و علم آدم الأسماء كلها ، وما رأيك في " الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم . أليست هذه الآيات من القرآن الذي نفيت أن يكون الدين فيه تعليم .

يتبع إن شاء الله