الموضوع: طرفة بن العبد
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-05-2011, 11:55 AM
المشاركة 2
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عاش طرفة يتيماً حيث فقد حنان الأبوة، إذ مات أبوه وهو صغير السن فكفله أعمامه إلاّ أنهم أساؤوا تربيته وضيقوا عليه فهضموا حقوق أمه وإخوته فقال مقطوعته الشعريه الرائعة في سن مبكرة:

ما تَنظُرونَ بِحَقّ وَردَة َ فيكُمُ
صَغُرَ البَنونَ، ورَهطُ وردة َ غُيّبُ

قد يَبعَثُ الأمرَ العَظِيمَ صغيرُهُ
حتى تظلّ له الدماءُ تَصَبَّبُ

والظُّلْمُ فَرّقَ بينَ حَبّيْ وَائِلٍ
بَكرٌ تُساقيها المَنايا تَغلبُ

قد يُوردُ الظُّلمُ المبَيِّنُ آجناً
مِلْحاً، يُخالَطُ بالذعافِ، ويُقشَبُ

وقِرافُ منْ لا يستفيقُ دعارة ً
يُعدي كما يُعدي الصّحيحَ الأجْربُ

والإثُم داءٌ ليسَ يُرجى بُرؤُهُ
والبُّر بُرءٌ ليسَ فيه مَعْطَبُ

والصّدقُ يألفُهُ الكريمُ المرتجى
والكذبُ يألفه الدَّنئُ الأَخيَبُ

ولَقد بدا لي أَنَّه سيَغُولُني
ما غالَ"عاداً"والقُرونَ فاشعبَوا

أدُّوا الحُقوق تَفِرْ لكم أعراضُكم
إِنّ الكريم إذا يُحَرَّبُ يَغضَبُ

يُعبّر طرفة كثيراً في شعره عن ظلم أقاربه وسوء معاملتهم له فظهر ذلك جلياً في شعره وفي ذلك يقول:

وظلم ذوي القرباء اشّد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهنَّد

ويقول في تخلي رفاقه عنه:

كل خليل كنت خاللته لا ترك الله له واضحة
كلهم أروغ من ثعلبٍ ما أشبه الليلة بالبارحة

هذه المعاملة من أقربائه جعلته متفرداً منكفئاً على ذاته متحللا من التقاليد الاجتماعية مندفعاً منذ شبابه الباكر في حياة الفروسية واللهو والمتعة.



استاذ عبدالله علي باسودان

شكرا لك على اهتمامك بتاريخ الادب وهي قضية غاية في الاهمية وشكرا لك على اهتمامك بطرفة بن العبد اليتيم. لا شك ان عبقرية طرفة جاءت من يتمه وما تبع ذلك من الم اصابه وليس في عروقه شعر كما هو مدون هنا... فالشعر ترجمة لينابيع من الطاقة تفجرت في الذهن كنتيجة لزيادة حادة في نسبة الالم الذي يصيب الشخص واعظم مصادر الالم على الاطلاق اليتم.