عرض مشاركة واحدة
قديم 06-09-2011, 01:01 PM
المشاركة 711
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
علوي الغريفي
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

هو العلامة الكبير السيد علوي ابن السيد أحمد ابن السيد هاشم ابن السيد أحمد ابن السيد علي ابن السيد أحمد ابن السيد علي ابن السيد علوي ابن السيد أحمد المقدس ابن السيد هاشم ابن السيد علوي عتيق الحسين ابن الشريف العلامة السيد حسين البحراني المتصل بالإمام الكاظم ()
مولده
ولد السيد الغريفي من أبوين علويين غريفيين و كان يوم ولدته الخامس عشر من شعبان الذي يصادف يوم ولادة الإمام المهدي (عج) لسنة 1339 هـ - 1919م وكانت ولادته في منطقة النعيم (غرب المنامة).

والده السيد أحمد من قرية عالي توفي في النعيم ودفن في مقبرتها و كان عمر السيد حينذاك 12 سنة.
أما والدته فهي السيدة عفيفة بنت السيد محسن الغريفي تنحدر من أسرة علمائية عريقة، وكان لها الدور الكبير في حثه على الدراسة و قد توفيت في النجف الأشرف أيام هجرته إليها لطلب العلم و دفنت في مقبرة الغـري.
نشأته
نشأ السيد الغريفي يتيما حيث توفي عنه والده وهو في سن الثانية عشرة من عمره، وتكفلت به والدته السيدة عفيفة بنت السيد محسن الغريفي
التي كان لها الدور الكبير في حثه على الدراسة ومواصلتها في حياة أبيه وبعدها، حيث كانت تصحبه إلى معلم القرآن ليدرس القرآن الكريم والكتابة عند السيد كاظم بن السيد علي بن السيد علوي بن السيد حسين وختم القرآن الكريم وعمره لم يتجاوز الحادية عشرة.
أخلاقه ومعاملته
نورد من سيرته وأخلاقه ما يعرب عن تلك النفسيّة القدسية العلوية التي ترى أن الجهاد في الإصلاح وترويض النفس أولا، والارتقاء في العلم والإرشاد وتوجيه الناس بعد ذلك.
نعم هكذا كان خط السيد الغريفي ونهجه في الحياة، تربية النفس وترويضها وتوجيهها إلى الخط المحمدي الأصيل وخط أهل البيت عليهم السلام حتى إذا انصاعت إلى ذلك وتمكن منها صاحبها وأصبح زمامها بيده (وهو ما عبر عنه "ص" بالجهاد الأكبر) انتقل إلى الخطوة التالية من وعض وإرشاد وتربية للآخرين. كان يتمتع بأخلاق حميدة وصفات كريمة وسيرة حسنة وسريرة طاهرة، لين العريكة، لطيف المعشر ، قمة من التهذيب في سلوكه ومعاملته مع الآخرين خاصة أبنائه وأهله.
عرف عنه بساطته وتواضعه مع تلامذته يحترمهم ويوقرهم ويستمع إلى رأيهم خاصة ممن يجد فيه الجد في التحصيل والدراسة. فان للعلم والعلماء منزلة خاصة عنده ، حتى إننا رأينا في معاملته مع ابنه السيد أحمد (ره) حيث أنه يعامله معاملة خاصة لما يتمتع به من علم ورأي ونبل وتقى، كان يستمع إلى رأيه ويناقشه فيه مناقشة العالم للعالم فإذا رأى فيه الدليل القوي و الحجة الدامغة تبناه واخذ به، وإلا أرشده ووجهه بطريقة سلسة احتراما لعلمه ومقامه، ولما سمع بخبر وفاته تجلد وصبر واحتسبه عند الله وكثيرا ما اسمعه يقول "الآن فقدت بصري"، ولم يهدأ له بال حتى أرسل حفيده السيد محمد هادي ابن السيد أحمد (ره) إلى قم المقدسة لمواصلة الدراسة الحوزوية عسا أن يراه خلفا لأبيه وحلقة وصل لهذه الأسرة العلمية العريقة، نسال الله سبحانه وتعالى أن يحقق أمنيته ويبلغه فيه وفي أخوته. كانت له عناية خاصة بأهله، يحرص على صلتهم وتفقدهم ورعايتهم وقضاء حوائجهم.
دراسته في البحرين
واصل السيد دراسته الحوزوية في وطنه البحرين وهو لم يبلغ الخامسة عشرة بعد، فبدأ بالمقدمات المتعارفة في اللغة العربية والمنطق والبلاغة والأصول والفقه. وكان من أساتذته في البحرين:
  • العلامة الشيخ عبد الله المصلي (ره): درس عنده كتاب قطر الندى وتبصرة المتعلمين و كتاب وسيلة النجاة للسيد أبو الحسن الأصفهاني.
  • العلامة الشيخ محمد علي حميدان (ره): درس عنده ألفية ابن مالك ولكن الدرس لم يستمر .. بسبب انشغال الشيخ في القضاء والخطابة الحسينية.
  • العلامة الشيخ باقر العصفور (ره): أكمل عنده كتاب ألفية ابن مالك، ودرس عنده كتاب شرائع الإسلام، وحاشية الملا عبد الله في المنطق.
  • العلامة الشيخ عبد الله بن محمد صالح آل طعان (ره): درس عنده البلاغة وبعض أجزاء اللمعة الدمشقية، وكتاب معالم الدين(في الأصول)، وحضر معه في الدرس الشيخ محمد علي زين الدين (الدرازي) (ره) والشيخ منصور الشيخ محمد الستري (ره) والشيخ حسين الشيخ عباس الجزيري (ره).
  • آية الله الشيخ عبد الحسين الحلي (ره): درس عنده بعض أجزاء اللمعة الدمشقية (الجزء الثاني وكتاب المواريث والقضاء) ودرس عنده السطوح في كتاب المكاسب في الفقه والكفاية والرسائل في الأصول وكتاب العروة الوثقى (في الميراث).
وكان الدرس في مسجد الخواجة ومسجد بن خميس الكائنين في وسط المنامة، وممن حضر معه الدرس الشيخ منصور الشيخ محمد الستري (ره) والشيخ أحمد بن الشيخ خلف العصفور والسيد محمد صالح العدناني وغيرهم.
ذهاب بصره
عندما بلغ السيد الغريفي سن الثامنة عشر أصابه مرض الجذري في عينيه وأطرافه وكان هذا المرض شائعا ذلك الوقت في البحرين ومنطقة الخليج، ولم يكن الطب متقدما ولا الدواء متوفرا فزادت حالته يوما بعد يوم إلى أن ذهب بصره.
حفظه
كان السيد الغريفي دائم القراءة محبا إليها يبحث دائما عن الجديد من المسائل والبحوث العلمية، كان نشطا ذا ذكاء حاد وذاكرة قوية وذهن وقاد له ملكة في الحفظ ونظرة بعيدة في استيعاب الأمور وتحليلها.
دراسته في النجف الأشرف
لم يكن فقد البصر عائقا أو مانعا أو مهبطا من عزيمة السيد الغريفي من مواصلة دراسته فبعد أن أنهى السيد الغريفي دروس المقدمات و شيء من دروس السطوح على يد علماء البحرين الفضلاء، هاجر إلى مدينة العلم و العلماء النجف الأشرف وقد تلقى الدروس العليا فيها عند أكبار الفقهاء.
أولا: دروس السطوح، حضر عند كل من:
1. آية الله الشيخ عباس الرميثي (ره) (وهو من أهل الحلة) في كتاب الكفاية و المدارك و المسالك الجزء الثاني.
2. الشيخ علي سماحه الحلي (ره) تتمة كتاب الكفاية و كتاب الرسائل.
3. آية الله السيد باقر الشخص (ره) (وهو إحسائي الأصل) تتمة كتاب المدارك و كتاب المطّول.
4. السيد هاشم الإحسائي (ره) الأصول في كتاب الرسائل.
دروس بحث الخارج
1. آية الله السيد باقر الشخص (ره) في الفقه
2. آية الله الشيخ عباس الرميثي (ره) في الفقه و الأصول
3. آية الله السيد علي الفاني الأصفهاني (ره) في الفقه و كان البحث على متن المدارك و الحدائق.
4. المرجع الأعلى آية الله العظمى السيد محسن الحكيم (ره) في الفقه وكان البحث على متن المسالك (وكانت الدروس تلقى في منزل السيد الحكيم وبعد ذلك انتقلت إلى مسجد عمران)
5. المرجع الأعلى آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي (ره) في الفقه على متن العروة الوثقى ، و الأصول وكانت الدروس في مسجد الخضراء.
وانشغل السيد بالدراسة لم ينقطع عنها، يحضر الدرس حتى إذا كان مريضا. وكان الذي يصحبه إلى الدرس المرحوم الشيخ محمد سعيد القطيفي حيث كان ابنه السيد أحمد في المدرسة، وإذا رجع إلى المنزل يقرر له البحث ابنه السيد أحمد.
.
نشاطاته
بالإضافة إلى الدرس والتدريس كان يلقي في مجلسه بعد صلاة العشاء بصورة منتظمة درس في الفقه في كتاب منهاج الصالحين للسيد أبو القاسم الخوئي (ره)، وكان الكثير من الشباب يحضرون درسه ويتزودون من علمه، وكان مجلسه مفتوحا صباحا ومساء للرد على أسئلة المؤمنين واستفساراتهم وقضاء حوائجهم ومساعدتهم في أمور دينهم ودنياهم، بالإضافة إلى تصديه إلى أمور التزويج والطلاق. كما كان يستمع لمشاكل المتخاصمين ويصلح فيما بينهم ويوجههم إلى الطريق الصحيح.
الحوزة العلمية
أسس الحوزة العلمية منذ رجوعه إلى البحرين أي منذ ما يقارب 38 عاما، وكانت بدايتها في مجلسه المتواضع الصغير حيث كان هو وابنه السيد أحمد (ره) يدرسون فيها، إلى أن ازداد عدد الطلبة والمدرسين وأصبحت الحاجة إلى مكان أوسع، وفرت له الأوقاف الجعفرية هذا المكان الذي توجد الحوزة فيه الآن، فما كان منه إلا أن وسع فيها وافتتح حوزة خاصة للنساء وكان ذلك في عام 1990م، فانتظمت فيها الطالبات من جميع أنحاء البحرين ، فأمر السيد بان توفر المواصلات تسهيلا لهن و لتشجيعهن على الدراسة ومواصلتها.
صلاة الجماعة
كان السيد الغريفي يؤم الجماعة قبل ذهابه إلى النجف الأشرف و كان عمره 18 سنة، وأول مسجد صلى فيه الجماعة مسجد السيد محمد الكائن في غربي النعيم، و بعد رجوعه من النجف الأشرف تصدى لصلاة الجماعة في مسجد الشيخ يعقوب (القريب من منزله) الثلاث الفرائض وبسبب ضيق المكان وقدمه انتقلت الصلاة إلى مصلى النعيم، كما كان يصلي بصورة منتظمة في:
  • ليلة السبت - مسجد الأمام علي (ع) في قرية عالي.
  • ليلة الأربعاء - مسجد الزهراء في القفول.
  • ليلتي الخميس والجمعة - مسجد الأمام الصادق في القفول.
  • يوم الجمعة - مسجد الخواجة في وسط المنامة.
عبادته
كان مواضباً على النوافل وقراءة القرآن الكريم والأذكار والأدعية خاصة بعد صلاة الفجر حيث يعقبها بالمأثورات حتى طلوع الشمس. يحث دائما على قراءة القرآن الكريم وتعلمه وتعليمه حتى انه يحضر مدرسين خاصين لأبنائه وأحفاده في العطلة المدرسية ليدرسوهم القرآن الكريم وعلومه.
مداوما على زيارات أهل البيت عليهم السلام وخاصة زيارة الإمام الحسين ، وحضور المجالس الحسينية ولو كان مريضا، وإقامة المجلس الحسيني أيام الجمعة والمناسبات في مجلسه.
مكتبته
أسس السيد الغريفي مكتبة حاوية شاملة بدء في اقتنائها وجمعها منذ أن كان في سن الرابعة عشر، و كان يقتني الكتب من عدة مكتبات وأفراد حتى انه إذا أراد أحد اصدقائه أو معارفه السفر وسأله حاجة أوصاهم بان يحضروا له الكتب التي لا تتوافر في البحرين. لم تقتصر مكتبته على الكتب الدينية فقط بل قد أصبحت مكتبة زاخرة بالكتب المتنوعة في مصادرها و بحوثها، كما أنها تضم بعض الكتب القديمة والمخطوطات.
كان السيد الغريفي شديد التعلق بالكتاب والمطالعة يتعرف على الكتاب وهويته ومحتواه قبل أن يضمه إلى مكتبته وبعد ذلك يقرؤه من خلال بعض أبنائه و اقربائه وأصحابه مثل أبنه السيد أحمد و السيد عبد الله الغريفي والأستاذ عبد علي باقر آل خلف والشيخ مجيد الحداد والشيخ محمد نوح وحفيده السيد علي وبقية أحفاده.

قال فيه أحد تلامذته وهو سماحة الحجة العلاّمة السيد عبد الله الغريفي :
ومن أهم ما يميز الاستاد السيد علوي الغريفي وأبقاه:
(1) الشفافية الروحية التي تجتذب القلوب والنفوس، فكل الذين عاشوه وألفوه أصبحوا مأسورين لشفافيته الروحية، مما يعطى للجلوس معه نكهة خاصة يعرفها الذين يجالسونة ويعاشرونه ويخالطونة.
(2) ذكاؤه الحاد، وذاكرته القوية، فرغم حرمانه من البصر في وقت مبكّر إلا أنه استطاع أن يتوفر على مستوى علمي متقدم، وأن يحظى بدرجات عالية من التحصيل الحوزوي، ويبد وذلك واضحاً من خلال دروسه وحواراته ومناقشاته في مسائل الفقه والأصول، وفي مطالب اللغة والنحو والبلاغة والمنطق والكلام، ومما يميّزه في هذا المجال أنه كان يستثمر لفاءاته مع العلماء والفضلاء في إثارة المباحث العلمية الجادة والهادفة إيمانا منه بضرورة توظيف الوقت والاستفادة منه في تنمية الكفاءات والقدرات، وتحريك الذاكرة العلمية.
(3) شغفه الكبير جداً بقراءة الكتب في شتى المجالات، وقد لازمته زمناً طويلاً، كنت أقرأ له، فما وجدته يمل من متابعة المدونات المطبوعة والمخطوطة، ولم تكن متابعاته من أجل الترف الذهني، وإنما من أجل التحصيل والاستفادة، واستيعاب المضامين والمطالب والأفكار وكان يملك قدرة متميزة في التعاطي مع الكتب والمدوّنات، وقد منحته هذه القراءات والمتابعات رصيداً علمياً جيداً، ولو قدّر له أن يستمر في الحوزة العلمية، وأن يتحرك في أجوائها لكان له شأن كبير
(4) منذ أن بدأ استقراره في البحرين بعد عودته من النجف الأشرف كان همه الكبير أن يؤسس لحركة علمية هادفة، فانطلق من خلال مجلسه ليشكّل حوزة نشطة فاعلة احتضنت أعداداً من الطلاب والدارسين للفقه والأصول، والمنطق وعلوم اللغة، وقد أنتجت هذه الحوزة الكثير من العلماء ممن أصبح لهم حضورهم الكبير في الساحة البحرانية.
(5) التواصل الاجتماعي أحد الخصائص البارزة التي تميز حياة السيد الغريفي فكان جزء كبير من وقته يخصصه للعلاقات والزيارات واللقاءات، مما خلق له حضوراً في أوساط الناس وفي قلوبهم وعواطفهم فأحبوه وأخلصوا له وليس على مستوى منطقة النعيم التي كان يسكنها بل على مستوى مناطق البحرين كلها.