عرض مشاركة واحدة
قديم 10-05-2011, 12:03 PM
المشاركة 4
ساره الودعاني
كاتبة وأديبة سعودية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

[مجانين الأعراب ]

حكا الأصمعي قصة مجنون بني سعد فقال :

بينما أنا جالس عند محمد بن سليمان الهاشمي والي البصره إذا دخل عليه رجل فقال :

أصلح الله الأمير , إن بالمربد أعرابيا مجنونامن بني سعدلا يتكلم إلا بالشعر ! فقال الأمير : علي به , فأتى به ,

فلما نظر الأعرابي إليه أنشأ يقول :

حياك رب الناس من أمير ......... يا فاضل الأصل عظيم الخير !

فرد عليه الأمير محمد : وأنت حياك الله يا أخا بني سعد , فقال الأعرابي :

إني أتاني الفارس الجلواز .....والقلب قد طار به إهتزاز !

[ الجلواز ..... الشرطي ]

فقال له الأمير : إنما بعثنا إليكلنشتري ناقتك , فقالالأعرابي :

ما قال شيئا في شراء الناقه .....وقد أتى بالجهل والحماقه !

قال الأمير : ومالذي أتى به ؟ فرد المجنون:

قد شق سربالي وشق بردتي ..... وكان زيني في الملا ومجدتي

فقال الأمير : إذا نخلع عليك . فرد الأعرابي :

نعمك الله وأرخى حالك......... ..وأكثر الله لنا أمثالك

فسأله الأمير بكم إشتريتها ؟ فقال :

شراؤها عشر ببطن مكة ..... من الدنانير القيام السكه

ولن ابيع الدهر أو إزاد ........ إني للربح في الشراء معتاد

فقال له الأمير بكم أخذها ؟ فرد عليه :

خذها بعشروبخمس وازنه ...... فإنها ناقة صدوق ما زنه

فقال له الأمير : بل تحط وتحسن , فتعجب المجنون ورد عليه :

سبحان ربي ذو الجلال العالي ... تسال إحساني وأنت الوالي !

فأراد الأمير أن يستفزهقائلا : إذا نأخذا ولا نعطيك شيئا , فأجابه المجنون :

فأين ربي ذو الجلال الأفضل ..... إن أنت لم تخشى الإله فافعل !

فكرر الأمير عليه إني أسالك أن تحط من قيمتها حتى نشتريها ,فرد الأعرابي :

والله ما يجيرني ما تعطي ..... لا يداني الفقر من حطي !

فأمر لها الأمير بالف درهم وثياب من خاصة ملبسه , فقال الأعرابي :

إني رمتني نحوك الفجاج .... أبو عيال معدم محتاج

طاوي المطيً مع ضيق العيش ... فأنبت الله لديك ريشي

شرفتني منك بالف حاضره ....... شرفك الله بها في الأخره

وكسوة ظاهرة حسان .............. كساك ربي حلل الجنان

فضحك الأمير وقال: من زعم أن هذا مجنون ؟ وددت أني كنت مثله !




وساق الأصمعي حادثة إخرى حكاها عن أبي الشريك المجنون قال :

بينما أنا ذات يوم عند والي البصره إذا قيل :

مجنون بالباب يتكلم بالشعر فقال : أدخلوه , فدخل فإذا هو رجل كأنه نخلة سحوق نتن الأطراف موسوس

فسلم على الأمير فرد عليه وساله من أنت ؟ فقال :

إني أنا ابو الشريك الشاعر ....... من سال عني فأناإبن الفاغر

فقال له الوالي : ما أمدحك لنفسك ! فقال :

لأنني أرتجل إرتجالا ... ما شئت يا من البس الجمال !

فقال الأمير للاصمعي : ما هذا بمجنون فألق عليهما عندك ,

فسال الصمعي ا أبو الشريك , ما الر ًيم ؟ فرد عليه :

الريم فضل اللحم للجزار .... ينحره للفتيه الأيسار

[الريم عظم يفضل فيطلب من الجزار ]

[ الأيسار جمع يسر وهم القوم يجتمعون على لعب اليسر أي القمار ]


فسأله الأصمعي : مالحلوان ؟ فرد ابو الشريك :

أليس ما يعطى على الكهانه؟ .... والحر لا يقنع بالمهانه

فساله مالدكاع ؟ فرد عليه :

إن الدكاع هو سعالالماشيه ... والله لا يخفلا عليه خافيه

فساله عن التوله ؟ فقال :

عوذة عنق الطفل عندي توله ..... وقد تسمى العنكبوت

فساله عن الرفه ؟ فقال :

الرفه التين فسل ما شئتا ...... لقد وجدت عالما خريتا

يقول الأصمعي لقد إستحييت من كثرة ما سالته ! فسالني هو وقال :


ورأى إبراهيم بن ادهمريحانه وهي جاريه سوداء , قد آثر البكاء في خديها خطاً ! فذاكرها شيئا من أمر

الأخرهفأنشأت تقول :

صبرت عن اللذات حتى تولت ... وألزمت نفسي صبرها فاستمرت

وما النفس إلا حيث يجعلها الفتى .... فإن إطعمت نامت وإلا تسلت

ولها ايضا :

وما عاشق الدنيا بناج من الردى ....... ولا خارج منها بغير غليل

فكم ملك قد صفر الموت بيته ........... وأخرج من ظل عليه ظليل

ومما انشدته ايضا هذه الجاريه :

تعود سهر الليل ..... فإن النوم خسران
ولا تركن إلى الذنب .... فإن الذنب نيران

فكن للوحي دراسا... وللقراء أخدان

إذا مالليل فاجاهم ... فهم في الليل رهبان

يميلون كما مال ..... من ألرياح أغصان



وقال إبراهيم بن أدهم رحمه الله ذ’كرت آسيه لعبد الله بن طاهر , فدعى بها ,

فأدخلت عليه فلزمت الصمت خمسة ايام , فقال لها عبد الله: أخرساء انت ٍ ما لك لا تنطقين ؟

فردت عليه :

قالوا نراك طويل الصمت قلت لهم ... ما طول صمتي من عي ومن خرس

الصمت أحمد في الحالين عاقبة .... عندي واحسن بي من منطق شكس

قالوا وأنت مصيب لست ذا خطاَ ..... فقلت هاتوا اروني وجه معتبس

أأ نشر البرفيمن ليس يعرفه ..........أم أنثر الدر بين العمي في الغلس

.................................................. ............................................

وفال محمد بن يعقوب الأزدي عن ابيه:

دخلت دير هرقل فوجدت مجنونا مكبلا , فكلمته فوجدته اديبا , فقلت له مالذي غيرك على ما ارى ؟

فقال :

نظرت إليها فاستحلت بنظرة .... دميودمي غالٍ فأرخصه الحب

وغاليت في حبي لها ورأت دمي ..... رخيصا فمن هذين داخلها العجب !








ما الهلــــــلقس والسحساح .... والحمل الرواح لا يراح ؟

فأجابه الأصمعي :

الهلـــلقس : الطمع للحريص , والسحساح : الذي لا يستقر في موقع , والرواح : المهزول !

فرد ابو شريك على الأصمعي :

ما انت غلا حافظ للعلم ........ أحسنت ما قلت بغير فهم

فقال الوالي :

فحبذا كل مجنون مثل هذا , ثم امر لهبعشرة الاف درهم , فلما قدم غليه المال قال :

أكل هذا هو لي بمره ..... تم سروريواعترتني مسره

وأقبل على الأمير وهو يقول يكمل كلامه

رِشت جناحي يا أخا قريش ...... أقررت عيني وأطبت عيشي








خُــلــقــت حــواء مـــن ضـــلــع { آدم }

لــذلــك { هـــي } لا تـــشـــعــــر بـــالأمــــن حـــتـــى

يــــضـــع رأســهـــا عــــلـــى صــــدره !!!