عرض مشاركة واحدة
قديم 01-21-2014, 04:36 AM
المشاركة 7
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
القصة المسلسلة الأولى:

اكتشفت نفسي به..

الحلقة الخامسة:

فتحت والدتي الباب، فإذا بها صديقتي المقربة زينب، والتي كانت تعلم بموضوعي مع الدكتور، تأففت خفية لأني لا أطيق رؤية أحد، حتى المرآة أعرضت عنها منذ زمن..لكني سجنت مزاجي مؤقتا، علها تسري عني قليلا..

جلسَت في صمت مريب وفتحت جوالها ثم سلمته لي، أومأت لي بالاطلاع على شيء، أمسكت به ويدي ترتجف وكأنه قنبلة موقوتة ستنفجر في وجهي..

فانفجر بعد لحظات في قلبي وأصابه بشظايا الغبن والحسرة..

لقد أضافت الدكتور وكأنها لا تعرفني..

كانت قليلة الكلام، لا تسمح بأي شيء يخالف الأدب، حازمة قوية لا تطيل التواصل، شحيحة التواجد، بخيلة المعلومات، برجها عال كلما حاول اقتحامه علا أكثر..

قرر الزواج بها، ولقبها بالعفيفة الطاهرة..

وليس مثلي كان يغرقني غزلا، وشعرا نزاريا تتراقص له مشاعري فأبادله بالمثل..

أربعة أسابيع كاملة علمته كيف يقدرها ويحترمها بل ويتمناها زوجة له..

والتقيا فعلا في حضور صديقة لها..

أعجبته جدا، فطلب منها على الفور أن يتقدم لأهلها..

ومر أسبوع ولازال يجري وراءها وهي تتحجج أنها تفكر، ولا يعلم أنها لا تستأمنه على حياتها ولا تفكر فيه نهائيا، إنما فقط قررت أن تعلمني درسا أن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته وتعلمه أن ليس كل الطير متاح لحمه ..

مررت على الحوارات ( على طولها) بتركيز وتمحيص وتدقيق، وارتج قلبي وجعا ولوعة وأرسلت عيناي دمعا ..

نظرت إلي زينب بقسوة ممزوجة بحرص وحنان مغلف بحزم ورجت كتفي وقالت: لا يستحقك يا ريم وعزة الله لا يستحق دمعة لأجله..

هذا ذكر وليس رجلا، ولو كان فيه خير لصان زوجته واهتم بها عوض القبوع وراء الجوال والحاسوب ليحب هذه وينظم شعرا في أخرى، وينتقي بين العروض التي أمامه في صفوف الأسماء على الدردشة..

كفاك وجعا، قومي واغسلي قلبك بين يدي مليكه، وتوبي إليه وانس أمر التعارف على النت، إنها أقنعة لا يدري المرء من يحدث ولا بواطن من يغرقه كلاما معسولا، ولو كان يجيد الرومانسية، ما كان جفا حلاله ليطلق كلماته في غضب الله..

ارتحت لكلماتها، وشكرتها، وقمت للسجادة لعل الله يرحمني من الأيام السوداء التي ألفتني وأبت الرحيل..

فتحت حاسوبي باحثة عن حل لتفريج همي، فوجدت قصصا عن الاستغفار وأثره في حل أي مشكلة..

تحمست للقصص، وعجبت لنفسي كيف أغفل عن المنبع وألجأ للبشر..

لازمت الاستغفار أياما، شعرت بارتياح عميق، فازددت تعلقا به، بدأ قلبي يرق، وحياتي تنتظم، وأشعر بداخلي يغسل غسلا من الألم ومن الذكريات المقيتة..

مرت ثلاثة أشهر، فكانت المفاجأة التي شفت غليلي بقوة وكانت أفضل من أي انتقام أو انشغال بشخص لا يحل لي ..

يتبع بإذن الله

بقلم: نزهة الفلاح