عرض مشاركة واحدة
قديم 01-19-2014, 05:09 AM
المشاركة 5
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
سلسلة غمزات ونغزات قلبية...

القصة المسلسلة الأولى:

اكتشفت نفسي به..

الحلقة الثالثة:

اقترب وقت اللقاء بعد يومين من الترقب والحسابات والاحتمالات..

مرت الساعات بطيئة جدا على غير عادتها، أم أنا التي كنت أستعجل الموعد الذي سيغير حياتي كلها إن شاء الله، وتنتهي أخيرا حياة الصراخ والاكتئاب والجفاء..

وجاء اليوم الموعود، خرجت مسرعة ووجدت سيارة أجرة بسرعة على غير العادة..

وصلت إلى المكان المحدد قبل الوقت بساعة وجلست أعد الثواني والدقائق وخيل إلي من استعجالي كأنما تعاندني وتتباطأ وربما تختبئ خلف سابقاتها، وقلبي يخفق بسرعة عالية كمثل سيارة آخر موديل في الطريق السيار..

وكلما لمحت رجلا أنيقا، قلت هو هاد..

وأخيرا سمعت من خلفي صوتا جهوريا يسألني: هل أنت الآنسة ريم؟

التفت في خجل وأومأت برأسي ولازلت لا أجرأ على رفع رأسي فيمن يكلمني.. لقد عرفني لأننا حددنا المكان بدقة، في حديقة معروفة في المدينة، في أول كرسي على اليمين عند بوابة الحديقة..

فقال وصوته مرتبك: مرحبا أنا الدكتور آدم.. كيف حالك؟

تداخلت اللهجة مع اللغة في مخارج الحروف فاستعنت بالكلمة الشائعة: بخير.

بدأت الحواجز تذوب تدريجيا مع بداية الكلام..

رفعت رأسي أخيرا، فإذا هو رجل في منتصف الثلاثينات، متوسط القامة، طليق الوجه، هادئ الخطى، ورغم هدوئه جريء النظرة وكأنه يعاين سلعة ، أحسست بانقباض طارئ داخلي، ربما عدم ارتياح له، لكني تجاهلته.

تجاوزت الثلاثين ولابد أن أتزوج.. كفى شروطا وتدقيقا يا ريم: هكذا خاطبت نفسي..

أسمع صوته بصعوبة بالغة، كان منخفضا جدا..

مرت نصف ساعة من الزمن، كنت أقنع نفسي به داخلي..

ثم قام لينصرف بحجة أن لديه التزام في عيادته القريبة على بعد دقائق..وطلب مني أن نأخذ وقتنا للتفكير لنقرر القرار الأخير بالزواج من عدمه، فوافقت على ذلك..

لم أفهم شيئا، وعدت إلى البيت وقد اختلطت داخلي المشاعر، أفعلا أحبه؟ أم أني أحببت كلماته؟ أفعلا مقتنعة به؟ أم تجاهلت من وراء الشاشة واكتفيت بفكره الذي سكبه في نافذة الدردشة لأبني صورة معظمة عنه..

صامت يداي وعيناي يومها عن النت.. وأطلقت العنان لفكري فتلاطمت الآراء داخلي..

وفي اليوم التالي ظهرت أونلاين، فلم أجده، انتظرته قليلا، ثم فتحت صفحته، فوجدته قد علق قبل ثوان على منشور له..

عرفت أنه متخف، فأحسست بالمرارة تكتسح أوصالي، وكأني عرفت الجواب مسبقا..

مرت أيام، وهو متخف على غير عادته..

ضقت ذرعا بالوضع، فأرسلت له رسالة أبث فيها شكواي وأحتج على تجاهله وأطالب بتوضيح الطريق..

فكان الرد صادما لدرجة الضحك وباردا لدرجة البكاء وعاصفة لدرجة التغيير..
ملحوظة: أول مرة أتعامل مع النص بحيادية تامة، ستكون هناك حلول حقيقية كالعادة بفضل الله من خلال القصة


يتبع بإذن الله

بقلم: نزهة الفلاح