عرض مشاركة واحدة
قديم 01-18-2014, 05:54 AM
المشاركة 3
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
سلسلة غمزات ونغزات قلبية...

القصة المسلسلة الأولى:

اكتشفت نفسي به..

ظهرت نافذة الدردشة وأرسل لي السلام عليكم..

رددت التحية.. فبدأَتْ بيننا دردشة محترمة كأغلب الدردشات..

أخبرني أنه طبيب، متزوج حديثا، وأنه أضافني لما رأى من منشورات جميلة على صفحتي..

لم يسألني عن شيء سوى اسمي وأنا أيضا لم أكثر الأسئلة..

مرت أول محادثة مرور الكرام وتركت انطباعا أوليا جيدا ..

ومع الأيام بدأ النقاش أحيانا حول مستجدات العالم العربي والثقافة والتاريخ ومجالات كثيرة.. وأحيانا استشارة في موضوع أو أسئلة عابرة عن أمور شخصية متفرقة، لما أحسسناه معا من راحة في التواصل ..

كان مثقفا وراق في تعامله، دائما ما يكشفني أمام نفسي، معه أشعر أني ضحلة التفكير سطحية المعرفة..

مما كان يبهرني فأشيد بفكره..

وبعد شهر من التواصل اليومي، الذي توطد يوما بعد يوما وبعدما كنت أزور النت ساعتين أو ثلاثة في اليوم، صرت قاطنة أمامه، جل ساعات اليوم أقضيها في الدردشة مع الدكتور آدم، الذي أدمن بدوره التواجد بسببي..

كان يقول أنه تسرع في الزواج بقريبته، وأنه فعلا وجد نصفه الثاني الذي طالما حلم به وتمناه..

وفي ليلة من ليالي بدايات الربيع.. فاجأني بقراره الزواج بي وأنه يود رؤيتي وأنه لم يعد يطيق البعد عني..

نبهته أنه متزوج ولابد أن يعي ذلك، فأخبرني أنه قرر ولن يقف أحد بوجه إرادته..

وفي الليلة الموالية جلست في الموعد المعتاد متوقعة رؤية النقطة الخضراء بجانب اسمه، النقطة التي تهرهر القلب واختفائها يصيبه بالغليان ويصيبني بالانفعال والتوتر..

لا أثر لها وله..

يوم، يومين، أسبوع، أسبوعين..

مروا كأنهم سنة، استبد بي القلق، واعتاد فيها قلبي الخفقان بسرعة والانتظار المؤلم والحيرة القاتلة..

لا وسيلة أخرى للتواصل معه سوى هذا الحساب اللعين الذي خوى مشاعري من الفرح وملأها حزنا ومرارة..

وفي اليوم السادس عشر، ظهر أخيرا وتلقفتني السعادة من جديد.. رحل الحزن واللوم والعتاب الذي جهزت كومات منه لأصبها في نافذة الدردشة تعبيرا عن سخطي واعتراضي من تصرفه..

أهل بكلامه الحلو كعادته.. فسألته بلهفة عن سر اختفائه.

أخبرني أنه كان في مؤتمر خارج البلاد، وأنه لم يتمكن من إخباري لطوارئ ألمت به فأنسته وداعي..

طلب مني أن نلتقي فوافقت على الفور وقد كان بعد يومين من حديثنا هذا..

يتبع بإذن الله

بقلم: نزهة الفلاح