عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
6

المشاهدات
3460
 
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع

نزهة الفلاح is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
267

+التقييم
0.07

تاريخ التسجيل
Oct 2013

الاقامة
المغرب

رقم العضوية
12445
12-04-2013, 04:21 AM
المشاركة 1
12-04-2013, 04:21 AM
المشاركة 1
Question صووورة يا ناس صورة
صووورة

فتح جهازه المحمول وسجل دخوله للموقع الاجتماعي ثم بدأ يبحث بنهم كعادته اليومية في التعليقات التي تقدر بالمئات على المشاركة الواحدة، ويتوقف بين الفينة والأخرى ليضحك من أعماق قلبه معلقا بدوره: أغبياء، صورة يا بشر صووووووووووورة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة...
ثم يحملق في صورة "البروفايل" التي لأجلها ولأجلها فقط وصل عدد الأصدقاء لقرابة الخمسة آلاف، ناهيك عن طلبات الإضافة والرسائل الخاصة المختلفة، من طلبات إضافة وطلبات تعارف جادة لأجل الزواج، وطلبات دردشة...
الصورة التي انتقاها بعناية شديدة كشاب يعلم جيدا دواخل الشباب وما يبهرهم..
أطلق ضحكاته المتتالية على التعليقات المستفزة للصورة لتنطق صاحبتها ال"قمر" ولو أني لا أعلم للقمر أختا في الأرض لكن عش يوما تسمع عجبا....
فجأة اتسعت عيناه وانخرط في ضحك هستيري وهو يقرأ تعليق أحدهم:
يا جماعة الخير، لا تضغطوا عليها، واضح أنها بنت ناس وأخلاقها عالية وتستحي من الرد علينا...
ثم أكمل القراءة والتعليق:
"صاروخ" لم أكن أعلم أننا في وكالة فضاء
"قمر" عوض أن نصعد لاكتشاف القمر، نزل بنفسه ليرانا ***هه
" قنبلة" الحرب قامت يا جماعة...
" سبحان من صورك وأبدع " لو كنت تعرفه حقا لما كنت هنا
" عسل" احذر من هجوم النحل
رؤى مختلفة لصورة واحدة ثابتة لا تتغير منذ أكثر من شهر وكلما سكتت كلما انهالت التعليقات.
لا يهم المهم أنه يشبع نزعة الشعور بالاهتمام التي يفتقدها في واقعه وبيئته
اهتمام بوهم خير من لا شيء
كانت النشوة تقتحم أوصاله مع كل تعليق
نشوة نصر على الثقة المهزوزة داخله
نشوة انتصار على بني جنسه الذين لو عرفوا حقيقته لانقلب الغزل شتما، والثناء إلى ذم، والمدح إلى هجاء...
وبعد ساعات قضاها في التجول في رحاب "البروفايل" وضع رابطا لصفحته الشخصية الجديدة ليختم بها جولته معلقا عليها:
أرجو من أصدقائي الأعزاء أن يعجبوا بهذه الصفحة.
ثم قام إلى سريره متثاقلا تاركا التعليقات تتسابق لتنهال على الرابط فتصفق لها الإعجابات على الرابط والصفحة " لأجل عيون الصورة " وقال ضاحكا " بركاتك يا صورة"
وتمر الأيام ويظل الحال على ما هو عليه لعدم تحرك الصورة. ومازال الصمت ينطق الناس حولها ومازال الممنوع مرغوبا والصمت مستفزا والجمال آسرا ضاربا عرض الحائط المروءة والعزة ومطلقا العنان للسان ليعبر عن مكنونات القلب وخلفيات الفكر...
وما أكثر الصور التي يلتف حولها البشر وماهي إلا ظاهر بلا جوهر ولا حيثيات...
بقلم: نزهة الفلاح