عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
11

المشاهدات
3130
 
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9


ياسَمِين الْحُمود will become famous soon enough

    غير موجود

المشاركات
35,006

+التقييم
5.44

تاريخ التسجيل
Oct 2006

الاقامة
قلب أبي

رقم العضوية
2028
08-29-2020, 11:41 PM
المشاركة 1
08-29-2020, 11:41 PM
المشاركة 1
افتراضي نزر يسير من نزع أخير
" يحسبون كل صيحة عليهم " قرآن كريم أن يقول محمود درويش " على الأرض ما يستحق الحياة " هذا أمر يخصه، فبـ " بخة عطر " تنعش يومك أحيانا .
ولكن امرأة بكامل مشمشها ليست قادرة تضمخ زوجها برائحة المشمش .
من حق عبد الحليم الحمود أن يقول " الليل نيجاتيف النهار " ليسخر بما تجب و ما لا تجب السخرية منه .
لكن صلاح جاهين عندما قال : " الليل نهار أبيض " ، نسي أن يقول " النهار ليل أسود " .
كما أن نظرة فهد عافت السمحة جعلته يطرق باب " ليل بداخل صبحه " كان عليه أن يؤثث دربا آخر ويكسر نافذة "صبح يخبئ داخله الليل " .
عندما كنت طفلة كانو يعلمونني النطق ، وأعرف الآن - بعد ما كبرت - أنهم يعلمونني السكوت وكيفية بلع لساني عندما نخطئ في حق صديق " مُفترض " مقابل خطأ أخطأه بحقك ،،، تتذكر أنه صديق فتخجل من محادثته ، ولكنك تنتهز فرصة رؤيته لتبادره بسلام دافئ ، وحقيقي ، مفترضا أنه سيفهم لغة اعتذارك الصامت معولا على إدراكه ووعيه و " أدبه ".
لكن هذا التعويل يتحول بعد أيام إلى " عويل " عندما يعلن حاجته إلى فرشاة عملاقة لتنظيف أسنانه من اسم مرّ يوما على لسانه ، وعلق بين أضراسه ليبدو ناصعا ببياضه هو ذاته الذي بدأت معه السلام، فصافحك بحذر مريب ، و...و ...ليس في الفم ماء ، بل عطش أجرد ،،، وأشعر بجوع للتعبير ، لكنني أقف في وجه الكتابة مثلما يقف في وجهي طبق من حنظل .
وشعور مثل هذا ينتابني وأنا أقف في وجه الحياة.
لدي رغبة ملحة في كتابة وصيتي على جسدي " الحياة هي ما نحياه " يقول على الصافي في تقديمه لقصيدته ، وإن كان ما نحياه " لا شيء " فأي هامشية يزخر بها العمر ؟ الصراع يدور حول غبار المعركة ،لا حول أسبابها .
قلت لجمع من الصديقات انفضضن من عرس : تعالين لمأتمي .
كنت أسأل ، فردت عليّ إحداهن : لا تسألي ، فالذي يسأل يتوه !جرتني صديقة أخرى إلى حديث حول البنيوية والتفكيكية " بشكلهما الحياتي " وكنت أهزأ بموقف مثل هذا لأننا نتحدث بحزن .
أمضيت وقتا طويلا في ممارسة ترف الكتابة ، كنت أكتب على صفحات بيضاء ، و لاأعي أنني أقف على أرض هشة ، كأن ترعبني رسالة تهديد ممن لم يمر على الذاكرة .
يقول أبي : هناك من يبتدع (( أو يتوهم )) أعداءه (( أو خصومه )) كي يشعر بالأهمية ! قلمي الآن ياخذ شكل السكين ، والورق يأخذ شكل الجلد .
إكتبكتب أيها المشاغب المهزوم.
أكتب بلون أسود فوق ورق أسود.
ما تم ليس صوتي .
إنه صدى صوتي ، فــ " الصدى " هو " روح الصوت "



التعديل الأخير تم بواسطة ياسَمِين الْحُمود ; 10-03-2020 الساعة 08:39 AM