عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
19

المشاهدات
8114
 
أحمد إبراهيم عبد العظيم
مُـفكـر وأديب مصـري

أحمد إبراهيم عبد العظيم is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
117

+التقييم
0.02

تاريخ التسجيل
Mar 2010

الاقامة

رقم العضوية
8957
08-18-2013, 10:02 AM
المشاركة 1
08-18-2013, 10:02 AM
المشاركة 1
افتراضي فوبيا الإخوان .. والانتحار الفكري
إخوان .. إخوان .. إخوان
الإخوان جماعة إرهابية ماسونية صهيونية رافضة خوارج, هكذا يصنفهم أو يصفهم البعض, وقد يحمل الوصف من معنى وكلمات ضخمة ثقيلة تنوء لها المسامع , لكن هل هو عصر الدهشة بما يحمله من كلمات ربما لا يعيها البعض والبعض الأخر يروجها قاصدا غسل العقول وإشباع الأفكار.
في زمن الدهشة خرج الكاتب محمد الغيطي في برنامجه على إحدى الفضائيات قائلا أن الإخوان هم سبب سقوط دولة الأندلس , عقبها عبارات من السخرية على هذا السواد الفكري بأن الإخوان هم سبب كل شيء لأي شيء سبب الحرب العالمية وسبب ثقب الأوزون حتى سخر البعض قائلا "هم من أكل الجبنة" اقتباسا من فيلم " أبو علي" لكريم عبد العزيز و مني زكي حين كانت الأخيرة تزور عمتها و فوجئت بأنها تضرب أولادها وتعنفهم وتسألهم من الذي أكل الجبنة.
على مدار سنوات والآلة الإعلامية تعمل على مدار الساعة في شيطنة الإخوان وزادت ذروتها في العام الماضي فدائما وأبداً هناك شيطان لابد أن يُوجد أو يُصنع وبالفعل نجح الإعلام الأسود في غسل عقول الملايين وجعل الألسنة تهتف بما يريد , مستندا لوقائع من التاريخ وبعض الإخفاقات السياسية للإخوان مثل أحداث (محمد محمود ومجلس الوزراء) التي أعتبرها البعض خيانة أو أخطاء سياسية أو جريمة شرف نالت منهم وفقدتهم الكثير من الاحترام والقبول في الشارع الثوري وكان سبب جديد يضاف لدعوة العنصرية والحذر والإقصاء والعداء ..لكن هل جميع الأطراف على الجانب الأخر ملائكة وشرفاء أم أن حالة الشيطان واجبة لنلقي عليها ونلصقها بعناصر الفشل والكراهية.
إذا اختلفت مع الأخر فأنت بالضرورة إخوان أو من أنصار الإخوان أو أي شيء له علاقة بالإخوان وكأن اللسان والعقل يفران هاربان ويلتصقان في زاوية الإخوان .. لا أدري كيف نشأ الانطباع والتطويع الفكري ..هل لوجود شريحة كبيرة من الجهلاء وأميين الفكر الذي غايتهم الفكر الأحادي بما يستوعب قدراتهم, أم المحتقنين والمكتئبين والمرهقين فكريا وهؤلاء تتقبل صدورهم بأثر مريح فرية الشيطنة , أم النخبة الثقافية التي تزهو فرحا وفخرا بأنها قوالب فكرية ومدارس ثقافية جامدة وهي التي تتحدث بلسان عقيم لا يقبل المرونة وتستقي أفكارها من ينابيع محددة طالما تغنت بها.

هل المارد الإخواني يدفع البعض للانتحار الفكري بأن يعجز عن الخيار ويفر من السيئ للأسوأ؟
هل الكراهية طغت على العقول وألبستها ثوب العتمة تتخبط في أرجاء الأخر وتستلقي في غياهب المجهول؟



اللهم أحفظ مصر وسائر بلاد المسلمين