عرض مشاركة واحدة
قديم 01-05-2013, 09:43 PM
المشاركة 121
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
Independent People

by Halldor K Laxness, Iceland, (1902-1998)

First published in 1946, this humane epic novel is set in rural Iceland in the early twentieth century. Bjartus is a sheep farmer determined to eke a living from a blighted patch of land. Nothing, not merciless weather, nor his family will come between him and his goal of financial independence. Only Asta Solillja, the child he brings up as his daughter, can pierce his stubborn heart. As she grows up, keen to make her own way in the world, Bjartus' obstinacy threatens to estrange them forever


==

أناس مستقلون

هالدور كيليان لاكسنس

ترجمة و تعليق
رشا المالح

قال النقاد في الكاتب والروائي هالدور كيليان لاكسنس الآيسلندي الجنسية الذي فاز بجائزة نوبل للآداب عام 1955، بأنه روائي ذو روح شعرية ملحمية. إذ تضمن نسيج أعماله تاريخ حياة بلده وآدابها المحكية والمكتوبة، كما أكدوا بأن أهم أعماله تحمل روح تولستوي، وفي هذا الوصف كما يقولون الكثير من التواضع في حقه.
وعليه، فإن جميع أعماله تتمحور حول آيسلندا البلد الاسكندنافي الصغير الذي عانى من هيمنة واحتلال البلدان المجاورة وعلى رأسها النرويج، ولم يحظ باستقلاله إلا عام 1944. ولا يخلو أي بيت فيها من كتاب واحد للاكسنس على الأقل فمن المعروف عن شعب آيسلندا عشقه للأدب.ولد لاكسنس في بلدة ريكلافك عام 1902، ونشأ في مزرعة عائلته، وقد شجعته عزلة الحياة في تلك المزرعة النائية على المطالعة والكتابة منذ الطفولة. وتناول تلك المرحلة من حياته في أول رواية له «طفل الطبيعة» التي نشرها حينما كان في السابعة عشرة من عمره فقط.وقبل تحوله إلى الكتابة كان يخطط لمهنته في المستقبل كموسيقي، لإجادته العزف على الكمان الذي ورث حبه له من والده. وبعد تخرجه من المدرسة اللاتينية الآيسلندية ونظرا لتوفر المال لدى عائلته، فقد سافر إلى أوروبا. وعند انتهاء الحرب العالمية الأولى، أمضى زمنا طويلا في أوروبا والولايات المتحدة، وحاول أن يجد لنفسه عملا في هوليوود ككاتب سيناريو.
كرس في بداية سفره إلى أوروبا بضع سنوات، لدراسة الديانة المسيحية واللغات الأجنبية، وفي النهاية قرر عدم دخول سلك الرهبنة. وتجلت تلك المرحلة من حياته في مجموعة قصصه القصيرة وروايته «تحت الشلال» التي تعتبر بمثابة سيرة ذاتية له ونشرت عام 1923.
أما الرواية التي لفتت أنظار الأوساط الأدبية إليه كانت «النساج العظيم من كشمير» ونشرت عام 1929 حيث توجه بعدها لمدة عامين إلى شمال أميركا، وهناك ربطته صداقة متينة بالروائي الأميركي أبتون سينكلير.
وكان للأخير تأثير كبير على لاكسنس حيث أعاد صياغة العديد من أفكاره، إلى جانب تأثره بأزمة الركود الاقتصادي ومعاناة الشعب الأميركي خلالها.وفي عام 1930 عاد إلى وطنه.
وأعلن نفسه اشتراكيا وتفرغ للكتابة ورصد مجتمعه وكانت جميع شخصيات أعماله من الذين يكافحون لأجل البقاء على قيد الحياة، وبذلك ابتعد عن رومانسية الطبيعة والقدرية التي كانت شخصياته أسيرتها في المرحلة السابقة.
وتوج تلك المرحلة بروايته الشهيرة التي حققت شعبية واسعة «سالكا فالكا» ونشرت عام 1931، والبطولة فيها لامرأتين هما الأم ذات الشخصية الضعيفة الاتكالية والابنة المعتدة بنفسها المستقلة بذاتها والطموحة بعقلها. بعد هذه الرواية حصل على منحة من الدولة وتفرغ للكتابة. وأتت جميع أعماله حتى عام 1940 في ذات الإطار أو التوجه الفكري.
وجدير بالذكر أنه بعد زيارته للاتحاد السوفييتي عام 1932 وعام 1938 ورؤيته لفشل النظام الاقتصادي الذي أثمر عن فقر مدقع، صرح مع صديقه بيرتولت بريخت في برلين الشرقية عام 1955 فشل النظام الستاليني والماركسي المتطرف.
وفي عام 1935 حقق نقلة نوعية في نجاحه من خلال روايته الملحمية «أناس مستقلون» التي مهدت لفوزه لاحقا بجائزة نوبل، كما ازداد تألقه حينما نشر ثلاثيته «جرس آيسلندا» من عام 1943 إلى 1946 ويعرض من خلالها ثقافة وتاريخ بلده ابتداء من أوائل القرن الثامن عشر.
ويضم نتاجه 60 عملا مابين روايات ومسرحيات ومقالات وقصص قصيرة وأدب رحلات. وفي عام 1955 انتقل لاكسنس إلى دار للرعاية حيث عانى من مرض الزهايمر وتوفي في 1 فبراير عام 1980.
وفي روايته «أناس مستقلون» تجاوز لاكسنس نفسه على مختلف الأصعدة سواء في الإبداع الأدبي أو في نسيج السرد المتلاحم أو في الشخصيات أو في الحبكة والتوجه الفكري.
ويرسم في روايته هذه صورة حية لحضارة شبه بدائية تعتمد على معتقدات تراثية زاخرة بالماورائيات والأساطير. وهي ملحمة تغطي بشمولية نتاج تعاقب الأجيال وفي ذات الوقت دقات الساعة في ليالي الأرق ودقائق الأحداث العاصفة واللحظات الهادئة.
وهي رواية عن التناقضات سيما فيما يتعلق بالكشف عن نوازع ومكنونات أبطاله، التي تتباين ما بين الوحدة والأسرة، والأفكار الاشتراكية والإحساس بالذنب والخيانة ورموز الحكام التي تعكس الحقيقة المرة للطبقات الدنيا قبالتها إلى جانب مواجهتها لكوارث الطبيعة.وبطلا الرواية المحوريين هما بيارتور المزارع الذي يشتري قطعة أرض بعد خدمته لدى الغير لمدة 18 عاما.
والذي يصارع ويتحدى الأهوال للبقاء مستقلا في حياته وعلى أرضه وإن أدى ذلك إلى موته، أما الشخصية الثانية فهي ابنته أستا سوليليا من زوجته الأولى التي توفيت لدى ولادتها، والتي هي أقرب الناس إليه ويصفها بأنها الزهرة التي تنمو من أسفل الحجر الصلد.
وبينما بيارتور عصبي أناني وأحمق جميل وعنيد، فإن أستا غير عقلانية تقطر أحلاما ودموعا إلا أنها مثله تعتد باستقلاليتها. وعلى الرغم من ارتباطهما يفترق الاثنان حينما يطردها والدها بعد حملها من أحد زوار المنطقة، ولا تتردد أستيا في الرحيل لتبني حياتها مثله معتمدة على نفسها.
وفي النهاية حينما ينفض الجميع من حوله بعد وفاة زوجتيه الأولى والثانية ورحيل ابنه توني الشاب الحساس ذو الخيال الواسع الذي كان يتأرجح بن شخصيته كفنان وبين بقائه في ظل والده كضحية، إلى جانب خسارته لكل ما لديه سواء على صعيد الزراعة أو تربية المواشي، يلتقي بابنته ليتجدد رباطهما.
ويتجلى في هذا العمل رفض بيارتور للموروث والتطيرات ومنها اللعنة التي أشيع أن عجوزا ألقتها على أرضه، وعلى الرغم من جميع الكوارث التي تواجهه والضغوطات المستمرة سواء من المستثمرين أو البنوك أو الطبيعة إلا أنه يظل صامدا متمسكا بقناعته بأن استقلال الإنسان هو هدفه في الحياة وإن كلفه موته.
===============
رشا المالح