[اليوم
حريق جديد نشب في السماء
نتج عن غضب الشمس
تُركت وحيدة طيلة السنة
والآن الوقت وقتها
كي تتذمر
وتتذكر
الخيبات المتتابعة
والفرص الضائعة
وغيرتها اللاسعة

والشمس مخلوق غيور
تغار علينا نحن البشر
وعلى الأرض، وعلى القمر
غداً نار غيرتها
تفوق نار الغضب
ولا ينتهي السعير
حتى يحترق الشجر
فيتسلق الدخان الفضاء
غيمة غيمة
كما يتسلق رضيع نحو الطابق الآخر
درجة درجة

وحين تشم الشمس الرائحة
ترق لحالة شجرة التين
وتطلب السماح من الصبار
فيرفض هذا الأخير الاعتذار
يحتج بإصرار:
"ما يفعل اعتذارك للثمار
وللأوراق
وللأغصان
وكلها قد جفت الآن
وماتت؟"

تتجرع الشمس تلك الحقيقة
سم آخر يا صديقة
تحمل ذيول فستانها وترحل
وتختفي وراء الغيوم
إلى أمد غير معلوم
لا تظهر إلا
حين تبكي السماء اشتياقا
أو عند انقراض الغيم
فتحيد عنها الحجاب
لتبحث عنه في الغاب
في البحار
وفي كل خربة على وجه الكون

الشمس مخلصة
مزعجة، قاهرة
مكروهة، لئيمة
لكنها مخلصة]


- ديفيليا -
09-07-22 | >00:00