عرض مشاركة واحدة
قديم 03-02-2017, 01:48 PM
المشاركة 3
عبدالله علي باسودان
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أخي الأستاذ ياسر

عندما تعيد قراءتك للبحث الذي كتبته تجد ما أعنيه هو فلسفة ما وراء الطبيعة أي الغيبيات. لكن اصبحت كلمة فلسفة وصف لجميع العلوم
وما أشرت إليه أنت " المنقذ من الضلال" و ت[color="red"]تهافت[/color] تهافت الفلاسفة " كلمة تهافت تكررت مني مرتين وهذا خطأ مطبعي لا غير.

نقول:
اصبحت كلمة فلسفة تطلق على جميع العلوم نقول : فلسفة الثورة. فلسفة علم الإجتماع، وهكذا. يعني عندما نقول فلسفة وبعدها وصف لعلم آخر ليست هي الفلسفة ذاتها.
ويقول عالم الاجتماع ابن خلدون، في (مقدمته) الشهيرة، (إبطال الفلسفة وفساد منتحلها ولا سيما الفلسفة الميتافيزيقية ، أي التي تعنى بما وراء الطبيعة، أو بـ الإلهيات. وأوصى من ينظر فيها امن أهل الإسلام أن يمتلئ من (الشرعيات) أولاً، ثم قال: ولايكِبَّنَّ عليها أحد، وهو خلو من علوم الملة، فقلّ أن يسلم لذلك من معاطبها.

وهذا ما أقصده في بحثي.

ما أشرتَ إليه انت ما هو إلا علم الاجتماع وليس الفلسفة ذاتها . وإليك ما يثبت :

كتب ابن خلدون كتابه الموسوم ب- " العبر وديوان المبتدأ والخبر" وهو تاريخ أيام العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر من سبعة أجزاء، والجزء الثامن فهارس الكتاب، وقدم هذا الكتاب بمقدمته الشهيرة وهي دراسة شاملة لفهم مختلف شؤؤن الحياة تناولت علوم الاجتماع والاقتصاد والشريعة والفقه والتاريخ والفكر والسياسة وغيرها من العلوم. وقد ترجمت هذه المقدمة إلى كثير من اللغات العالمية، وبهذه المقدمة علت مكانته وشهرته فقد حظيت المقدمة منذ أن وقعت عليها الأنظاربعناية المفكرين والباحثين والمؤرخين وعلماء الاجتماع و حتى الفلاسفة عرباً ومستشرقين.

قبل أن ندخل في المقدمة نورد شهادات كبار المفكرين يالإشادة بفضل ابن خلدون،

الالماني فريدرك هيجل وابن خلدون

عندما نقرأ لهيجل عالم الإجتماع الألماني الشهير نرى أنه اقتبس كثيراً في أبحاثه في علم الاجتماع من مقدمة ابن خلدون عن الديالكتيكية كمنهج أساسي في قيام الحضارات وسقوطها وهذا ما أشار إليه ابن خلدون في مقدمته. حيث سبقه ابن خلدون وقد أشار إلى ذلك وأثنى عليه في ذلك، ومساره في أن تستخلص الديالكتيكية من مسار نظريته حول قيام الحضارات وسقوطها. وقد أشار فريدرك هيجل أنها هي أساس قوة القبيلة ولا تكون الرياسة إلا في أهل أقوى العصائب، وأن العصبية تهدف إلى الملك وتنقل المجتمع من البداوة إلى التحضر. هذا ما أكده ابن خلدون في مقدمته قبل هيجل بعشرات السنين. كما أن ابن خلدون سبق كبار علماء التاريخ والاجتماع أمثال مكيافيللي في هذه النظريات. وبهذا عبرارنولد تونبي المفكر والمؤرخ الشهير مؤلف كتاب " سقوط الحضارة الغربية ."

مكسيم جوركي :
من رسالة بعث بها في 21 سبتمبر 1912 إلى صديقه المفكر الروسي انوتشين يقول فيها:" إنك تنبئنا بأن ابن خلدون في القرن الرابع عشر كان أول من اكتشف دور العوامل الاقتصادية وعلاقات الإنتاج. إن هذا النبأ قد أحدث وقعا مثيرا وقد اهتم به صديق الطرفين (المقصود به لينين

فلاديمر ألتش لينين :

بعد أن أفاض الثناء على ابن خلدون قال " "تُرى أليس في الشرق آخرون من أمثال هذا الفيلسوف؟ يعني من أمثال هذا المفكر الكبير.

جورج مارسيز:

إن مؤلف (مقدمة) ابن خلدون هو أحد أهم المؤلفات التي أنجزها الفكر الإنساني.

المؤرخ والعالم الإنجليزي جوردون تشايلد :

إن مقدمة ابن خلدون وآراءه في التاريخ – قد استفاد منها إلى ابعد حد كل مؤرخ تصدى لعلم التاريخ والاجتماع حيث أن بصمات ابن خلدون تبدو واضحة على أوراق مئات الدراسات التي كتبت حول التاريخ وعلم الاجتماع والاقتصاد.
إن مقدمة ابن خلدون يمثل ظهور التاريخ كعلم، وهو أروع عنصر فيما يمكن أن يسمى بالمعجزة العربية.
يقول المستشرق : (بروفنسال. أ. ليفي ك
إن صفات العبقرية عند صاحب المقدمة تتجلى في كونه أحرز قصب السبق في مجالات المعارف الإنسانية، مما جعله في مساريثيرنزعة المعاصرين له من المؤرخين، مسار حدد فيه لنفسه مكانته الخاصة المرموقة في مصاف العظماء، ذلك أن منهجيته في فن التاريخ تعكس نظرة مطلقة أهّلته لإدراك حقيقته الخفية ومعناه البعيد.
أرنولد توينبي
ابتكر ابن خلدون وصاغ في مقدمته فلسفة للتاريخ هي بدون شك أعظم ما توصل إليه الفكر البشري في مختلف العصور والأمم.
المستشرق : فانسان مونتيل ترجم مقدمته، وقال عنه :
: " لقد سبق ابن خلدون مفكري التاريخ الأوروبي، خاصة العالم المسيحي الشهير «بوسويه»، بثلاثة قرون إلى فهم حركة التاريخ، وتفسير دلالته ومغزاه، ولكن ابن خلدون سبق أيضا أوغست كونت إلى تأسيس علم الاجتماع بخمسة قرون، لقد طبق ابن خلدون، للمرة الأولى، منهجية جديدة على دراسة المجتمع الإنساني والحضارة البشرية، وكفاه ذلك فخرا ".
روجية غارودي
ففيما يتعلق بدراسة هيكل المجتمعات وتطورها فإن أكثر الوجوه يمثل تقدما يتمثل في شخص ابن خلدون العالم والفنان ورجل الحرب والفقيه والمفكر الذي يضارع عمالقة النهضة عندنا بعبقريته العالمية منذ القرن الرابع عشر ومقدمته هي أكبر دليل على ذلك. ففيما يتعلق بدراسة هيكل المجتمعات وتطورها فإن أكثر الوجوه يمثل تقدما يتمثل في شخص ابن خلدون العالم والفنان ورجل الحرب والفقيه الذي يضارع عمالقة النهضة عندنا بعبقريته العالمية منذ القرن الرابع عشر ومقدمته هي أكبر دليل على ذلك.
تُرى أليس في الشرق آخرون من أمثال هذا المفكر؟ في اعتقدي لا يستطيع أحد في العرب يأتينا بمقدمة مثل مقدمة هذا الرجل العربي العظيم.
الفيلسوف الفرنسي " تياى "
إن هذا المغربي الذي ولِد بتونس سنة 1332م من أسرة ذات أصل عربي، استوطنت الأندلس منذ بدء الفتح، ترك لنا تآليف قيمة، يمكن لنا أن نقول عنها: إنها لم تُثْر الآداب العربية وحدها، بل التراث الثقافي للإنسانية جمعاء، إنه مؤسس علم الاجتماع (السوسيولوجية)، وباعث فلسفة اجتماعية جديدة، كما أنه المؤسس الحقيقي للمنهجية التاريخية. لقد توصل ابن خلدون إلى أن هناك فلسفتين: فلسفة أصيلة صحيحة، وفلسفة كاذبة غالطة، وهذا يعني أن ابن خلدون اهتدى قبل كانط إلى التفكير النقدي الهادف إلى تحديد القواعد والمقاييس المنطقية لاستعمال العقل في البحوث الفلسفية، وانتقاداتها للتفكير الفلسفي الذي يتجاوز المقاصد الهادفة. إن كتاب المقدمة وكتاب العبر لابن خلدون عملٌ نادر ومجهود قيم موجه للناس جميعاً، لا لنخبة من المفكرين أو إلى جماعة محدودة من الفلاسفة. إن التاريخ كما يراه ابن خلدون فرع من حياة الإنسان ، وعلم عقلي. وللتاريخ ظاهر وباطن، إذْ هو في ظاهره لا يزيد على أخبار الأيام والدول والسوالف من القرون الأولى، تنمق لها الأقوال، وتصرف فيها الأمثال، وتطرق لها الأندية إذا غصّها الاحتفال، وتؤدي لنا شأن الخليقة كيف تقلبت بها الأحوال، واتسع للدول الناطق فيها والمجال، وعمروا الأرض حتى نادى بهم الارتحال، وحان منهم الزوال..