عرض مشاركة واحدة
قديم 03-29-2013, 04:49 PM
المشاركة 14
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هذه احدى القراءات لرواية موسم الهجرة الى الشمال ولكن يلاحظ انها لا تعطي قيمة لاهم عنصر من عناصر التأثير سواء في شخصية البطل مصطفى سعيد او في احداث الراوية.
سواء كان الكاتب يدرك ام لم يكن يدرك ما كانت هذه الرواية لتكون لولا ان بطلها يتيم وكل تصرفاته هي نتيجة لحالته النفسية ( السيكولوجية ) التي تتشكل كنتيجة ليتمه وهي العنصر الاهم في هذا التأثير. ولذلك فأن السبب الذي ادى الى قتل النسائ الاربعة لانفسهن هو تلك الطاقة البوزيترونية عالية المنسوب التي يمتلكها الانسان اليتيم ويمكن ان تؤدي الى تأثير سحري على الذي يرتبط بهذا اليتيم وهذا التأثير السحري الكرزمي هو الذي دفع تلك النسوة لتقتل انفسها...وهو ما يحصل احيانا مع الشخصيات اليتيمة وعلى شاكلة ما حصل لعدد من الفتيات المعجبات بالمطرب عبد الحليم حافظ حيث انتحرن رغم ان العلاقة معه لم تكون اكثر من انها علاقة تخيلية كونه مطرب. وعليه فالاغلب ان تلك النسوة قتلن انفسهم لانهن كن ضحية غزوات مصطفى سعيد الذي ذهب الى لندن غازيا بسيفه؟

وما كان لتلك المرأة ان تتزوج بعد مصطفى سعيد لانها تعيش على ذكراه وبقوة دفع طاقاته البوزيترونية التي حينما تتحول الى مخرجات ابداعية تكون خالدة ويتمد تأثيرها لالاف السنين..

ولا بد ايضا من القول بأن سر سحرية هذه الرواية انها تتحدث عن ثانئة الموت والحياة والاهم ان بطلها يتيم وهو ما يجعلها شديدة الدرامية في احداثها وذلك في انعكاس لتلك الطاقة البوزيترونية التي يمتلكها اليتيم وتجعل عالمه سحر استثنائي.
---

الدلالات الخفية للحياة الإنسانية في رواية 'موسم الهجرة الى الشمال'
علي ابايزيد

2013-03-28



تتناول رواية 'موسم الهجرة الى الشمال' بكثافة شأن الحياة الإنسانية لأنها تنظر الى الحياة من ناحية انثروبولوجيا إجتماعية من خلال الاشخاص والأحداث في زمن معين وتقول اشياء بشكل غير مألوف بنص زلق يعطي قراءات برؤى وزوايا موحيه تطرق عصبا حساسا لدى القارئ او المجتمع وذلك باستخدام تقنية الغموض والإيحاء .
استخدم الكاتب السوداني الطيب صالح في روايته الشهيرة تقنيات الكتابة برفع المتلقي عن طريق الدلالات لينفتح على اقصى حالات التأمل ويخرج بقراءة منتجة قويمة تضفي عليه عمقاً وتدعوه للتفكر فيما تنطوي عليه اللحظة من معان.
طرق بأسلوبه موضوع الجسد وكيفية التعامل معه واستعان بالمجاز ليس كبقية الرواة الذين يتناولون الغواية والشهوة والشغف برسم إطار لصورة تبعث التطلع لمعرفة المزيد في تصاعد قصصي يصل الذروة ويحكي المتوقع سلفا لدى القارئ، وانما تناول موضوع عام كان يتم تناوله في فترة الرواية بشكل سري وهو ذاكرة الأنثى وما تحتفظ به من معالم عن الحياة الزوجية .

ولم يعد الإخفاء معمولا به اليوم بالشكل الذي تناول به الطيب صالح حيث تنشر معدلات عالمية عن المقدرات في الحصول على سعادة الحياة الزوجية وذلك عندما استثارت المجموعة في قصة موسم الهجرة الى الشمال ذاكرة المرأة التي تزوجت ثمانية من الرجال .

ولم يقصد الكاتب الذي تشرب قيم الإسلام منذ طفولته وكان من ابرز الدعاة الى الطهارة الإنسانية الإثارة واللحظة بقدر ما حاول إظهار مشكلة إجتماعية باتت تؤرق المجتمعات على مستوى العالم بلسان خبيرة مكنتها الظروف من الإدلاء بشهادة عبر تجربة حياتية امتدت في ظلال ثمانية من الرجال.

وأظهرت القصة تلك المشكلة العالمية التي تؤرق الانسانية عندما لامست المرأة وبعمق حساسية الحياة الزوجية ومدى تكدرها عندما تفقد مقوما اساسيا يتمثل في الرضى وذلك في الوقت الذي لم يتحول فيه الى ظاهرة معترف بها .

وحتى في تناوله للحياة الخاصة لبطل الرواية مصطفى سعيد عرض الكاتب عواقب الزنا واستحضر الآية الكريمة 'ولا تقربوا الزنى انه كان فاحشة وساء سبيلا' وذلك عندما عاقب البطل واوقفه أمام المحكمة نتيجة لإتباعه طريق خاطئ في التعامل الإنساني مع اربع من النساء في لندن المدينة الكبيرة المنفتحة لكل شئ وكان نتيجة تصرفه ان قتلن انفسهن وتجمعت المدينة لمحاكمته .

ورغم ذلك تدرج الكاتب بالبطل حتى اوصله الى شمال السودان حيث بيئة القرية المحافظة التي يتطلب التعامل فيها طريقة مختلفة عن تلك التي كانت في بلاد يموت الحيتان من بردها، ليرفع البطل الى مستوى اعيان القرية وقادتها بالسلوك الحميد والنزاهة التي ادت به الى الزواج بجميلة مرغوبة لدى الاثرياء والأعيان فيما اخلصت هي لزوجها وولديها كعادة اغلب نساء الشمال حيث يحرصون على تربية الأطفال ويعزفون عن الزواج مرة اخرى.

وبذلك كأنه نقل عدة رسائل تتمثل في معنى الطهارة والعفة وأنها ترفع من شأن الانسان في المجتمع المحلي، كما سعى الى الإعلاء من قيمة المرأة العفيفة التي ترد الحياة المفروضة عليها حتى بالتخلص منها كما فعلت بنت محمود اثر زواجها الثاني بعد مصطفى سعيد، زواج رفضتها وعندما فرض عليها اوحت لنا أن المرأة موجودة وتتمسك بقرارها وانها ملك نفسها حتى في البيئات التي توحي الرواية انها ملتزمة بعادات وتقاليد تليدة لا يمكن تغييرها الا ان المرأة لديها كلمتها التي ينبغي ان تسمع من بقية افراد المجتمع .

الرواية كعادتها ترسم بعيدا عن الواقع ولكنها ربما تأخذ من المجتمع اشارات انفتاحية ومن ربما احداث تفتح قريحة الكاتب للولوج في عالمه المتميز بالخيال والغرابة لتنقل لنا عالم الصورة الحياتية المليئة بالفلسفة واشكالات الحياة وكيف عولجت في الزمان والمكان ..

انها رواية لايستطيع القارئ مفارقتها بما فيها من كنوز وعبر ودروس في مجالات معبر عنها بدقة عبر قلم متميز يجيد الرسم بالكلمات.

*كاتب من السودان