عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-2017, 03:50 AM
المشاركة 20
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
يرى البعض أنّ فرويد وماركس أو إن شئت الدّقّة "فيورباخ" و داروين هم الذين سدّدوا ضربات قوية للعقلانية الأوروبية، و معهم بالطبع تيار الرومنسية روسو و شوبنهاور و نيتشه. هكذا تزعزعت العقلنة وجاءت النسبية و فزياء الكم لتضرب بقوة ماتبقى من الحتمية حتى اللاعقلية منها، كحتمية داروين و ماركس و فرويد.

يرى فرويد أن الغرائز هي صاحبة القرار و أن العقل مجرد منظم لها.
يرى فيورباخ أن الوضع الاجتماعي هو المحدد للسلوك والشخصية وليس العقل كبناء فوقي.
يرى داروين أن الانتخاب الطبيعي هو المتحكم.
يرى روسو أنّ الحرية هي الأساس
يرى شوبنهاور أن إرادة عمياء هي ما يقود السلوك الإنساني.
يرى نيتشه على هدى الدروينية أنّ الناس وظيفتهم لا تتجاوز خدمة مشروع السوبر مان.

كانت حتمية نيوطن، التي أسس عليها كانط العقلانية الحديثة في فلسفته المتعالية التي لا تزال تشتغل إلى اليوم عند بعض اللغويين كتشومسكي وحتى عند تيار علم النفس المعرفي و مدرسة الجشطالت في علم النّفس. عكس السلوكية التي اعتمدت المدرسة الأنجليزية بمؤسّسيها لوك وهيوم و آخر أقطابها راسل.

السلوكيون عامة يمكن اعتبارهم يؤمنون بالبرمجة المحضة فواتسون يقول أعطيني الظروف المناسبة أشكل لك أي نسخة بشرية تريدها من عالم إلى نشال. فهذه المدرسة بالأساس تعتمد المثير الخارجي هو الأساس لصدور الاستجابة. أي لا تتحدث عن عقل قبلي ولا عقلانية قبلية. فالعقل مجرد آلة منظمة للإدراكات الحسية ....

للإشارة فراسل يعتبر كانط رغم عقلانيته مجرد إنسان متأثر بالرومنسية " الذاتية"وهذا فيه بعض حقيقة فكانط كان يتتبع خطوات روسو الذي عاصر بدوره هيوم و يعترف كانط بدور الرجلين في مشروعه التوفيقي بين الحسين والعقلانيين.

الرومنسية للإشارة هي تيار يؤمن بمركزية الإنسان و ينشد الحرية.

سؤالك كبير جدّا، ما مقدار صدق العقلانية في السلوك البشري.

حينما نطرح سؤالا فلسفيا يجب أن تكون الإجابة فلسفية " يعني تعرف الصدق وبعده العقل كملكة حكم" وحين نعتبره سؤالا عاديا يمكن القول أن الإنسان دائما يوظف عقله في الحالات العادية كما أشرت سابقا، فتوظيف العقل دائم، لكن ما مقدار حصول العقل على الموقف "الصحيح" هنا تدخل المؤثرات الخارجية، سواء تعلق الأمر بالميول أو المنفعة أو الأخلاق أو المعرفة .....

تحية