عرض مشاركة واحدة
قديم 08-30-2017, 05:05 PM
المشاركة 18
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لماذا الطفولة، لها وقع أكبر.

الطفولة هي مرحلة تكون الجهاز النفسي للإنسان، وهي الفترة ذاتها التي يتشكل فيها عقله و وعيه بذاته والآخر. لذلك فكل خطر تعرض له الفرد في طفولته يكون له الأثر على توازنه النفسي.
في الطفولة توضع الأساسات لتوازن الشخصية، فإن كان الطفل بيولوجيا في حالة نمو، فجهازه النفسي كذالك يكون قيد التشكل والنمو، في حالة تعرض الطفل لخطر بيولوجي تكون الاستجابة بيولوجية، أي تدخل نظام الضبط الذاتي الذي تحمله الجينات لصيانة الجسد من مخلفات الخطر، وكذلك الجهاز النفسي يحاول استعادة التوازن من خلال تقليل أضرار الخوف، وهنا تختلف النتائج هناك من له بنية جسدية تحتوي تصدعها بسهولة وتكون استجابتها فورية، وهناك متوسطة أوضعيفةالاستجابة، لذلك قد يحدث بطء في النمو أو ضعف البنية أو تشوه، وهناك أطفال تتوفرلهم الرعاية والعنية وهناك غيرهم ......
هكذا الاستجابة النفسية إن تمت السيطرة على حجم الخوف و استعادة الهدوء والأمان كان نمو وتشكل الجهاز النفسي سلسا جدّا أما إن لم يستطع الطفل العودة إلى حالته الهادئة أي توازنه السابق فهو يحمل مركب خوف في نفسيته، وتكون له انعكاسات على سلوكه وتفاعله.
وقصة الوعي هنا مرتبطة بالاستجابتين البيولوجية والنفسية.
فالوعي بالأشياء يحدث انطلاقا من توازن معين، فمثلا عندما يقف طفل أمام تمثال، أو رجل مقنع، يختلف وعيه به، هناك من يرى فيه مجالا جماليا يثير فيه النشاط الموجب، وهناك من يجد فيه مخاوفه.

أنا معك في تحليلك، وأن للطفولة دورا هاما في حياتنا ولولا ذلك ما كانت مرحلة تعليمية وتربوية لمحاولة صياغة الفرد صياغة ملائمة للمجتمع و متماشية معه ومع متطلباته. ولا يستطيع الإنسان مهما بلغت درجة انسلاخه أن يتنكر لماضيه وشخصيته ولو بشكل لا شعوري.

إذا كان الطفل يستوعب الأعداد و اللغة وهو في سنته الثالثة فهذا يعني أن جزءا غير يسير من قدراته العقلية قد تكونت، وتشكلت. وبما أن عقله أصبح جاهزا للتفكير فاي مأساة يتعرض لها سيكون لها أثر على نمط التفكير و أسلوبه، وجاهزيته.