عرض مشاركة واحدة
قديم 08-25-2017, 08:30 PM
المشاركة 13
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أهلا وسهلا أستاذي أيوب صابر

لست أدري مدى دقّّة مصطلح الكبت كآلية.

مثلا صعود الشمس هذه ظاهرة طبيعية نراها كل يوم لكن ما مدى دقة ما نلاحظه، هل الشمس تصعد فعلا، أتيت بهذا المثال لأن ألية الكبت لم أقف عليها في مقاربتي، أليتان قويتان توجدان في الوعي وتوجد في الحاسوب مثلا أعطيه عنوانا فيتعذر الوصول إليه ،أنا هنا رغبتي في رؤية هذا العنوان ملحّة أعيد النقر فلا يستجيب هل سأظل أعيد النقر و قد استعصى وجود تلبية الرغبة، هل أكبت الرغبة أم طبيعتي أصلا هي الانتقال من شيء إلى شيء.

إذن الآلية الأولى هي الحفظ " أي الاحتفاظ بالشي و الآلية الثّانية هي الانتقال " الإنتقال إلى موقع آخر .... ، هذا الانتقال يجعل السلوك الأول مكبوتا، اي يتوارى أي أنّني اشتغلت بشيء جديد اللحظة، لكن هل هذا الانتقال ألغى رغبتي في مشاهدة الموقع السابق، بالطبع لا، هنا كلّ ما يتعلق بالرغبات يصعب أن يمارس عليه النسيان أي أنه سيعود مرة أخرى، لأنك لا تستطيع كبته بل مجرد أن طبيعتك جعلتك تنتقل إلى شيء آخر. عند استمرار مثل هذه العملية تظهر لكأنّنا قمنا بنوع من الكبت والتعويض. هي مصطلحات توضح العملية إن شئت أو تقرب الانتقالات التي تقع في النفس البشرية، أو تقع في الكون ونقاربها لغويا بتمثيلات كصعود الشمس.


الأحدات الصعبة ذات العلاقة بالوجود عموما أي الوجودية أو ما اصطلحت عليه المشكل الوجودي، هي أشياء لا تعالج في الغالب إلا بالقوة، مثلا غزالة رأت نمرا هناك مشكل وجودي، غريزتها تؤهلها لاختيار السلوك إما مقاومة أو هروب وكلاهما يعتمدان على القوة لكن الأنسب جدّا هو الموقف الثاني.....

الإنسان شيء آخر يعالج المشكل وفق المقام الذي وضع فيه المشكل، هل هومشكل معرفي أو مشكل اخلاقي أو"قيمي عامة " عندما يقتصر الأمر على المشاكل المعرفية والمشاكل الأخلاقية فهي تحل عقليا في الغالب أي يسيطر عليها الوعي، عندما يضع المشكل في مرتبة وجودية لن يتوان في استعمال القوة. وهنا يختلف شخص عن شخص. وفي الغالب الجرائم ناجمة عن اعتقاد بأن ما يواجهني هو مشكل وجودي أي مرتبط بوجودي من عدمه، قضية حياة أو موت كما يقال.

البرمجة، هل أنا قابل للبرمجة، وهل أصول البرمجة عقلية، البرمجة أصولها غريزية، وهنا ستلاحظ أن المبرمجين قادة الأحزاب السياسية زعيم نقابي...... في الغالب ثقافتهم بسيطة جدّا جدّا، فالمعرفة هنا لا تجدي كثيرا، بل هناك ركوب على رغبة دفينة غريزية " الانتماء" لذلك ترى الجمع بمهندسه و رياضييه و دكاترته قد يقودهم إنسان ليست له قدرات معرفية خارقة، ويمكن أن يدفع بهم إلى التهلكة و يتبعونه بشكل غريب. " هذا الموضوع ايضا طويل وهنا أعطي فقط بعض إشارات."

المآسي والإبداع

هناك علاقة بين الإبداع والمآسي التي يتعرض لها الفرد. لكن هل الإبداع بالمجمل ناتج عن مأساة هذا غير سليم

إن سلمنا أن الإبداع مرتبط بالخيال كأساس وهنا لن أبرهن على الأصول لأن ذلك يحتاج عرض الموضوع بتفصيلاته، أي لماذا لا تسطيع الحيوانت أن تبدع أولا.

المأساة عموما هي مشكل له علاقة بالوجود، أي توجه ضربات قوية للأسس التي تعتمدها الذات لتحقيق وجودها، وهنا يتعذر على الذي تعرض للمأساة أن يواصل حياته بنفس الأسلوب السابق لكن هل وجوده سيتوقف، بالطبع لا هناك دائما " حفظ وانتقال "
عندما يتعذر الوجود الفعلي يسهولة ويسر تتنقل إلى الوجود الخيالي " الحالم" وذلك للحفاظ على استمرارية الذات، وهنا تجد المبدع ينسحب شيئا فشيئا من الحياة الواقعية وحتى إن لم ينسحب لوجود التزامات وعلاقات اجتماعية وغرائز مسيطرة فهي لا ترقى إلى جعله مستمتعا بها، أي بها يحقق وجودا سلسا، لذلك يجد في عالمه الخيالي موطنا خصبا لتحقيق الوجود مادامت الحياة الواقعية أحبطته بمآسيها، شبيهة بنظرية التعويض، لكن لا أعتقد بأنها تعويض بل هي نوع من الاستمرارية في الوجود.