عرض مشاركة واحدة
قديم 08-25-2017, 04:39 PM
المشاركة 12
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مرحباً استاذ ياسر

اتفق معك ان نظرية فرويد تمثل بداية فهم العمليات العقلية وهي ليست بالضرورة صحيحه، ولا يمكننا إنكار التقدم في فهم العمليات العقلية مثلا مبدا الذاكرة ودورها في اتخاذ القرار وان كانهذا الفهم ما يزال قاصرا.

واتصور ان عملية اتخاذ القرارات العقلية عند الانسان مرتبطة حتما بدرجة الوعي ودرجة الوعي وتتأثر سلبا وايجابا بعدة عوامل منها مثلا :
- مدى الثقافة : التي تتحصل لدى الانسان وتتخزن في الذاكرة وبالتالي تكون الأساس او النبع الذي يتولد منه القرار العقلي وهذا ما يميز الانسان عن الحيوان حيث يستفيد الانسان من هذه المعلومات للاختيار بين مجموعة خيارات.
- المرونة في اتخاذ القرار: فمن المهم ان يتمتع الانسان بمرونة عند اتخاذ القرار لان العقل لا يمكنه الحصول على المعرفة الكلية ولذلك لا يمكنه ضمان ان قراره صائب وانما هو صائب ضمن ما توفر من معلومات مخزنه لديه.
- البعد عن الديماغوجية non dogmatic :ويعني ذلك البعد عن التعصب تجاه تيار فكري او معلوماتي معين وهو عكس المرونة وكثيرا ما يقع المنتمين الى الاحزاب في هذا الخطأ كنتيجة لما تقوم به الاحزاب من عمليات برمجة دماغية فتتأثر العمليات العقلية بتلك البرمجة والتي تبدو لغير الحزبي مواقف متعصبة .
- انتفاء الحاجات الغريزية وهذا يعني ان لا يكون الانسان متأثرا بحاجة غريزية عند اتخاذ القرار فمثلا عندما يكون الانسان جائع يندفع لتناول الطعام دون النظر لجودته او نوعيته وقد يأكل من طعام لا يرغبه اصلا في حالات الشبع لكن قراره بتناوله متأثر بالحالته الغريزية التي تسيطر عليه. ونفس الشئ يمكن ان يقال عن اختيار الشريك فغياب الإشباع الجنسي قد يدفع الانسان لاتخاذ قرار متعجل ما يلبث ان يندم عليه عند حصول الإشباع الجنسي.
- مدى قدرة الانسان على التصالح مع ماضيه وماسيه : حيث يخبرنا علم النفس الفرويدي بان الماسي والتجارب القاسية المؤلمة تتخزن في الذاكرة او اللاوعي ويكون لها دور في التاثير على القرارات العقلية ويشرح فرويد هذا التأثير من خلال ما اسماه بميكنزم الكبت حيث يكبت الانسان تجاربه الصعبة وحصيلة صراعه مع المجتمع في اللاشعور وهذا الكبت قد يتفجر لاحقا على شكل جنون او ابداع ومن هنا تكون عمليات التفريغ ضرورية ليحصل الانسان على حالة ذهنية سوية( اي التوازن العقلي ) تساعده عند اتخاذ القرار السليم.
- وعي الانسان بأثر البرمجة العقلية ( بمعنى عمليات مسح الدماغ وتوجيه الراي العام ) وأدواتها ذات التأثير العظيم وقدرته على التخلص من هذا التاثير وذلك من خلال وسائل الاعلام الجماهيرية حيث وكنتيجة لتطور وسائل الاعلام تمكن اصحاب النفوذ من توجيه الراي العام من خلال عمليات برمجة عقلية منظمة وذلك من خلال ادوات التحكم بما يصل الى الأذهان من معلومات وتستخدم الحكومات هذا السلاح في توجيه الراي العام فيتأثر الانسان بصورة غير واعية بهذه البرمجة ويكون قراره مختطف في الواقع رغم ظنه بانه حر الإرادة والاختيار .
- تأثير القائد الكرزمي والبرمجة اللغوية العصبية: وتتم هذه البرمجة بصورة غير واعية حيث يتاثر الانسان احيانا بسلوك بشخص يكون في نظره قدوة يحتذى بها ويكون سلوك هذه القدوة عبارة عن برمجته عقلية بالغة التأثير على دماغ الانسان وبالتالي يكون لهذه البرمجة اللغوية العصبية تأثير على الية اتخاذ القرار.
- الامراض الفسيولوجية والهرمونية: التي تؤثر على الدماغ ومنها مثلا الوسواس القهري والوهم المرضي وهي امراض تؤثر حتما على الية اتخاذ القرار .
- الرغبات الدفينة في العقل الباطن : حيث يرى فرويد بان الحوادث هي رغبة داخلية لا واعية في الانتحار. وحتما تؤثر هذه الرغبات على القرارات العقلية . فلو افترضنا ان شخص يقود سيارة انطلق مندفعا من واقع ما يعتمل في عقله الباطن بسرعة كبيرة ووقع له حادث لكنه نجا من الموت بصعوبة بعد فترة وبعد تامله فيما جرى سيكون لسان حاله يقول اين كان عقلي خاصة اذا ما ساهمت تجربته التي اقترب فيها من الموت من تحقيق نوع من التوازن الذهني.
- بعض الامور يكون لها تأثير ايجابي على القرارات الذهنية مثل السفر واتساع خبرة الانسان المعرفية exposure ومروره باختبارات تنمى لديه قدراته وتجعله اكثر حنكة وحكمة في اتخاذ القرار.

*