ذاكرةُ الجمر
يا امرأةً اقتربتْ كمصرعِ اليقين
وابتعدتْ كشاطئِ حلم ...
صَخبُ المسافاتِ يعلو
تسكنينَ بي ودونكِ الشمس...
أخاف قربَكِ
الاحتراقَ على أعتابِ انتظارك
تشوُّفَ رياح المجهولِ
وأنا مصلوبٌ في عراءِ الأمل ...
الكآبةُ التي تجتاحُ كياني
هي كل ما جنيتُ يوم فتحتُ
مصاريعَ قلبي لرياح جنونك ...
يا امرأةً ....
تصنعُ كلَّ شيءٍ من دمي
حُمرةَ شفتيها
طلاءَ أظافرها
أوتارَ صمتها
حليبَ صدرها ...
راهنتُ بكل ما أملك لتكوني أُنثايَ
مواسم ضَياعي
سلالَ أحزاني ...
ثقبتُ وجهَ البدرِ ليسيلَ ضياؤه تحت قدميك
ولم تقِفي ولو دقيقةَ صمتٍ
أمامَ أضرِحةِ العشق.....
قَبْلي .....
الذين افترشوا بُسُطَ زهركِ الكاذبِ
واغترفوا موائدَ أحلامكِ
وشربوا أنخابَ جمالكِ
أصبحوا هياكلَ رمادٍ على قارعةِ النسيان ...
أُحذِّركِ صحراءَ أحزاني
الجانُّ يرصدونها
الريحُ تُقلِّبُ رمالها بأصابعَ خضَّبتْها من دمي
وغسلتْها من دموعي ....
يكفيني دمعةٌ واحدةٌ من عينيكِ لأُعلنَ النصر
أنا الذي عرفتُ موتي يوم التقيتُ عينيك قبلَ ....
......لا أدري كمْ من الأعوامِ ..؟؟؟...
احسُبي انطفاءَ جمْري في ثلَّاجةِ أعصابك !!
(ذاكرةُ الصقيعِ أزليَّةٌ والجمرُ لا ذاكرةَ له)
14-1-2010