الموضوع: الأدب الإفريقي
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-17-2011, 06:44 PM
المشاركة 3
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي





الآداب الإفريقية المكتوبة باللغات الأجنبية:


الأدب المكتوب بالفرنسية: انتشرت الفرنسية بين المثقفين الأفارقة الذين نشؤوا في المناطق الخاضعة للنفوذ الفرنسي، أو الذين تلقوا تعليمهم في فرنسة، ونجم منهم بعض الكتاب الذين حازوا شهرة كبيرة، وكانت الكتابات التي نشرها بعض مستكشفي القارة ومستعمريها والمبشرين مقدمة لمجموعة من المؤلفات التي تصف القارة وسكانها، وفي طليعتها: «رحلة تومبكتو ودُجينة» (1830) لرونيه كاييه René Caillé، ثم بدأت تظهر بعض كتابات الأفارقة أنفسهم من أمثال عثمان سوسيه من السنغال، وبول هازومي Paul Hazoumé من داهومي، ورونيه ماران من غينيا الذي كان في طليعة الكتاب الأفارقة الذين جابهوا الاستعمار وكشفوا عن مخاطره وأعماله، وعدّ مؤلَّفه «باتولا» الفائز بجائزة غونكور الأدبية (1921) بداية حقيقية للأدب الإفريقي المكتوب بالفرنسية.


أسهمت الدراسات الخاصة بعلم السلالات وتكون الأمم (الإثنولوجية) في ازدياد تمسك الأفارقة بماضيهم، واعتزازهم بأنفسهم، وتقديرهم لتراثهم وتقاليدهم في داخل القارة وخارجها فنشر د. جان برس مارس كتاب «هكذا تكلم العم» في هاييتي (1928) وكان لعمله هذا أثر كبير في تعميق تلك المشاعر لدى الزنوج وازداد هذا الأثر عمقاً مع نشر بيان المثقفين الأفارقة «الدفاع الشرعي عن النفس» (1932) وصدور صحيفة «الطالب الزنجي» في باريس (1934) التي تولى تحريرها ليوبولد سيدار سنغور Senghor من السنغال وليون غونتران داماس من غويانا وإيميه سيزير Césaire من المارتنيك، فنشطت حركة الأدباء الأفارقة وازدهر نتاجها، فأصدر داماس «الأصباغ» (1937)، وكتب سيزير «دفتر العودة إلى الوطن» (1939)، ونشر سنغور «أغاني الظلام» (1945).


وكانت محاولات التخلص من سيطرة المستعمر الأبيض في مقدمة العوامل المنشطة للنتاج الأدبي الغزير في هذه المدة، وقد أصدر هؤلاء الثلاثة مجلة «الوجود الإفريقي» (1947) التي تعد أول مجلة أدبية إفريقية تصدر بالفرنسية، وكان لها أثر ظاهر في إذكاء فكرة الزنوجة التي نادى بها كثير من الأدباء الأفارقة.


ضم الجيل الثاني من الأدباء مجموعة من الكتاب الذين بدأت مؤلفاتهم تظهر في الخمسينات مثل مونغو بيتي Mongo Beti وفرديناند أيونو Ferdinand Oyono وسمبين عثمان Sembene Ousmane وجبريل تامسير وجان مالونفة ونازي بوني الذين دعوا إلى تأكيد الهوية الأدبية الإفريقية من دون تعصب للزنوجة، ويعد الشاعر الكونغولي تشيكايا أوتامسي Tchicaya Utamsi أهم ممثلي هذا الاتجاه، كما يعد مونغو بيتي أبرزهم في ميدان القصة، ويتجلى ذلك في روايته «مسيح بومبا الفقير» (1956) وكذلك فرديناند أيونو في قصصه «حياة صبي» (1956) و«صبي البيت» (1966) و«الوسام» (1967) التي ترمي إلى تسفيه فكرة فَرْنَسَة إفريقية الغربية.


أما الأدباء الأفارقة الشباب الذين ظهرت أعمالهم في مرحلة مابعد الاستقلال فقد أثاروا المشكلات الناجمة من التفاوت الكبير بين البيئتين الغربية والإفريقية، كما هو الشأن في رواية «المغامرة الغامضة» للشيخ حميدو كان (Hamidou Kane - 1961 ويتجه بعض الكتاب إلى تصوير الأوضاع المضطربة في بلادهم بعد استقلالها مثل أحمد كروما في روايته «شموس الاستقلال» وكمارا لاي Camara Laye في روايته «دراموس» (1966) التي يهاجم فيها تسلط الحزب الحاكم في غينيا.


أما المسرح فقد كانت بداياته متواضعة تجلت في مسرحيات صغيرة تروى حكايات شعبية، وتجسد التقاليد الإفريقية الأصيلة، وتوجه ـ في كثير من الأحيان ـ نقداً لاذعاً لأنظمة الحكم الوطنية مثل مسرحية «مأساة الملك كريستوف» لسيزير (1964) و«الرئيس» لمكسيم دبيكا (1970) و«السكرتير الخاص» لجان بليا (1973).




هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)