عرض مشاركة واحدة
قديم 12-29-2010, 08:52 PM
المشاركة 20
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

المعلومة العاشرة ,,


من المعروف والمنتشر أن أسلحة الدمار الشامل تشمل أنواعا عدة أهمها وأقواها وأفدحها تأثيرا هى الأسلحة النووية ومعها فى نفس القائمة الأسلحة الكيماوية كغاز الأعصاب والأسلحة البيولوجية كقنابل الفيروسات
وظلت الأسلحة النووية تتميز بانفرادها فى الإمتلاك والحيازة والتأثير حيث لا زال النادى النووى يضم أعضاء محدودة نظزا لتكلفته العالية وتقنيته الغالية ..
ومن ناحية التأثير يقبع منفردا فى المركز الأول حيث لا يضاهيه سلاح قط فى عمق التأثير وامتداده
بينما بقية الأسلحة المدمرة كالجرثومية والكيماوية أتيحت لمعظم دول العالم
وثمة فارق آخر ـ هو موضوع هذه المعلومة ـ ينتشر كثقافة صحيحة وهو أن السلاح النووى لم يتم إستخدامه قط فى الحروب إلا مرتين معروفتين وهما تجربة الحرب العالمية فى اليابان على اعتبار أن السلاح النووى يقتصر على صورتين فقط وهما القنابل والصواريخ الحاملة للرءوس النووية
وهى معلومة خاطئة رغم انتشارها كما سنرى



التصحيح


فى البداية لم تقتصر الأسلحة النووية على القنابل الذرية والهيدروجينية والصواريخ الحاملة فقط ..
فمنذ خروج القنابل النووية إلى حيز الوجود والجهود تتواصل فى حماقة بالغة لابتكار الجديد فيها فظهرت الصواريخ العابرة للقارات كما ظهرت القنبلة الأم التى امتلكها الإتحاد السوفياتى السابق مع الولايات المتحدة وهى قنبلة رهيبة غير متصورة حيث أنها تكفي لنسف قارة كاملة
كما تجددت جهود العلماء فى ابتكار قنابل نووية محدودة يقتصر تأثيرها على منطقة الإصابة وحدها لتتمكن الدول المصنعة لها من ضرب جيرانها دون خشية لتأثيرات القنبلة عليها
كما كافحت الدول الكبري فى البحث خلف استخدام السلاح النووى بنطاق أكثر فاعلية فى الحروب وأصغر تأثيرا حيث أن المعروف عن السلاح النووى أنه سلاح دمار شامل ولو تم استخدامه فى حرب فمعنى هذا نهاية الحرب فعليا

ونجحت الولايات المتحدة بالفعل فى مطلع التسعينيات فى ابتكار هذا السلاح ألا هو سلاح قذائف نووية مضادة للدبابات والمعدات الحربية المختلفة ولها التأثير النووى بشكله القاهر مع المحدودية فى الإصابة على الهدف وحده ..
وكان الهدف من هذا السلاح ضرب عصفورين بحجر واحد ..
الأول .. ابتكار قذائف غير قابلة للرد مهما بلغت نسبة تدريع ومناعة الهدف , إذ أن القذيفة النووية تدمر أى هدف مهما بلغت مناعته وتحصينه ..
والثانى .. يكمن فى التخلص من النفايات النووية لأن هذه النفايات عبارة عن اليورانيوم المنضب 238 المترسب من عملية فصل اليورانيوم 234 و235 .. عن طريق تكوين القذائف من هذا اليورانيوم المترسب
وتم تصنيع القذائف بالفعل التى حملت تأثيرا محدودا فى قوة الإنفجار يتناسب مع القذائف العادية لكن خطر محتواها النووى فى الإشعاع لا يقل درجة واحدة عن خطر القنابل النووية المعروفة
وفى كتاب { لا تبحث فلن تجد } لمؤلفه الباحث فان داكى أشار إلى تقرير للجيش الأمريكى صدر قبل ستة أشهر من حرب عاصفة الصحراء إلى أن إستخدام هذه القذائف أمر لا يمكن المضي به كسلاح فى المعارك الحربية لأن نتائجه على أرض المعركة ستصيب كل كائن حى فضلا على البشر مدنيين أو عسكريين ومن الجانبين لأن الإشعاع لن يقتصر على المنطقة المصابة للعدو بل سيمتد لأرض المعركة وعلى نطاق بالغ الإتساع مما ينشر معه التأثير الإشعاعى القاتل شديد السمية الناجم عن يورانيوم 238 والمتمثل فى أخطار تحدث عنها البروفيسور الألمانى سيجمارت المرشح لجائزة نوبل للسلام وتتمثل فى أنه بسرطان الدم والفشل الكلوى والأنيميا والتشوهات الخلقية والولادة العاجلة

ولسابق ما تم ذكره ..
كان من الطبيعى أن يتم غض النظر عن سلاح قذائف اليورانيوم المنضب وعدم استخدامها وفقا لما اكتشفه العلماء وما قرره تقرير الجيش الأمريكى الذى وضع فى حسبانه إصابة جنوده بآثار الإشعاع بميدان أى معركة يتم إستخدام هذا السلاح بها
إلا أن ما حدث فعليا وعلى نحو بالغ السرية فيما بعد أمر آخر تماما يكشف لنا أحدوثة من أساطير الزمن الأمريكى
فعندما قامت العراق بدخول الكويت بتحريض مسبق من إبريل جلاسبي السفيرة الأميركية بالعراق وقتها وتصريحها لصدام حسين بأن الولايات المتحدة لا تنوى التدخل فى السياسات الإقليمية ومشاكلها .. قامت الولايات المتحدة بقيادة حملة لجمع تحالف دولى بقيادتها لإخراج العراق من الكويت
ووقعت العراق بين شقي الرحى وتزعمت بريطانيا والولايات المتحدة قوات التحالف التى حملت سببا ظاهريا هو إخراج الجيش العراقي وتدميره لمعاقبة صدام حسين على فعلته
لكن الهدف الرئيسي كما اتضح فيما تم نشره من وثائق الحرب ومن كتابات المحللين أنه كان هدفا إستراتيجيا يتمثل فى القضاء ثانى أقوى جيش مجهز فى المنطقة بالإضافة إلى محاصرة تمرد قيادته , فضلا على دخول منطقة الخليج بجيوش كاملة تحت ذريعة الدفاع عن دولها وعبر قواعد استراتيجية كانت الولايات المتحدة فى حاجة ملحة إليها منذ حرب أكتوبر 1973 م لحماية مصالحها البترولية من تكرار أزمة منع البترول بعد استخدامه فى حرب أكتوبر
وكان السبيل الوحيد للمنع أن تكون قوة الحماية موجودة فى قلب المنطقة وعلى نحو شرعي وبمؤامرة الكويت تحققت الأهداف كلها ببساطة حيث قامت القوات الأمريكية بانشاء قواعدها فى المنطقة بالمعدات والقوات الكافية ودونما أن تتحمل تكلفة بقاء تلك القوات التى تحملتها الدول العربية كمقابل حماية

وبالرغم من كل تلك المكاسب الخرافية والتى تحققت تقريبا بلا تكلفة تذكر على الخزانة الأمريكية إلا أنها لم تكن كافية لجورج بوش وإدارته والذين قاموا بتكرار نفس الواقعة التى فعلها مستشارو الرئيس ترومان عندما طلبوا منه إستخدام القنبلتين النوويتين فى اليابان رغم عدم الحاجة لذلك وكان هذا بهدف اختبار سلاح جديد فى أرض المعركة !
فقامت إدارة بوش بتكرار الحدث عندما طلبت إستخدام السلاح الجديد المتمثل فى قذائف اليورانيوم 238 المنضب فى عاصفة الصحراء رغم كل المحاذير السالف ذكرها والتى لم يكن يعنيهم فيها ما يصيب البلاد العربية بل كان من المفروض أن يعنيهم قواتهم الموجودة فى بلاد الخليج تحت رحمة التسرب الإشعاعى لهذا السلاح
إلا أن إغراء تجربة السلاح مع إغراء التخلص من عدة أطنان من نفايات اليورانيوم والتى لا زالت تمثل صداعا فى رأس أى بلد نووى كان أكبر من كل المحاذير وتم بالفعل استخدام تلك القذائف وبشكل بالغ الكثافة ولم يهتموا بتحذير قيادات الوحدات أو الجيش حسبما احتوت شهادة الميجور اساف ديكورافيتش قائد الكتيبة الطبية السابق للجيش الأمريكى فى حرب الخليج الثانية
كما كان التعاون فى هذا الشأن قائما مع القوات البريطانية وفقا لشهادة ضباط الجيش البريطانى بعد تفجر الفضيحة حيث نصت شهادة ريموند بريستو أحد قادة الوحدات البريطانية فى الحرب والذى عبر عن اشمئزازه من الوقائع والتى أكدها على اعتبار أنها كانت حقائق تحت العين وليست مجرد شائعات كما تحاول القيادات أن توحى
وكان سبب تفجر الأمر كثافة الكمية المستخدمة والتى بلغت فى تقدير العلماء الدارسين مثل البروفيسور كريستوفر كسبي حوالى 350 طنا من اليورانيوم المنضب غزت التربة والهواء فى معظم دول الخليج وكان نصيب العراق منها نصيب الأسد فضلا على الكويت والسعودية فى المنطقة الشرقية
ولأن الكمية كانت خرافية فى ضخامتها فقد ظهرت آثارها فى عشرات الآلاف من حالات الإصابة بالسرطان لا سيما الأطفال فضلا على التشوهات الجنينية مع معظم الأمراض الإشعاعية التى عانى منها المدنيون والعسكريون من الجانبين
وهذا هو ما فسر حالات سرطانات الأطفال التى انتشرت بشكل غير طبيعى فى العراق وكانت تمثل أمام العلماء لغزا مستعصيا حتى تم كشف الأمر
وإذا المتسببون فيه بقلوب باردة هم أنفسهم أصحاب الدعوة ليل نهار إلى حقوق الإنسان وهم أنفسهم من قاموا بتدمير العراق كليا تحت تأثير أنه يطور الأسلحة النووية وهى ذات الذريعة التى تم توجيهها لإيران وكوريا الشمالية ومن أكثر دواعى الأسي والتأمل أن بريطانيا والولايات المتحدة لم تكونا بحاجة إلى تلك الأسلحة أو القذائف ولا حتى إلى ما هو أقل منها نظرا لتفاهة المواجهة مع الجيش العراقي المكشوف كليا وجزئيا
وقد كان بحوزة العراق أسلحة كيماوية وجرثومية تم تحذير العراق من استخدامها فى الحرب من الولايات المتحدة حيث أن التحذير الأمريكى كان نصه أن أى تفكير فى استخدام أسلحة كيماوية أو بيولوجية سيكون الرد عليه نوويا
وصدق العالم هذا الهراء لنكتشف الآن أن السلاح النووى تم استخدامه حربيا للمرة الثالثة وعلى الأرض العربية وبالأموال العربية أيضا ..
ولا تعليق

مصادر المعلومة
* عاصفة اليورانيوم { فيلم وثائقي من إنتاج قناة الجزيرة }
* حرب الخليج ـ محمد حسنين هيكل
* الثقافة العربية وأزمة الخليج ـ د. فؤاد زكريا
* من بيان فو إلى الخليج ـ الجنرال موريس شميت
* عاصفة الصحراء ـ دراسة ممنوعة من التداول أمريكية البحث قام بترجمتها د. محمد مستجير