عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
12

المشاهدات
3235
 
حسام الدين بهي الدين ريشو
مشرف منبر بـــوح المشـاعـر

اوسمتي


حسام الدين بهي الدين ريشو will become famous soon enoughحسام الدين بهي الدين ريشو will become famous soon enough

    غير موجود

المشاركات
7,004

+التقييم
1.47

تاريخ التسجيل
Apr 2011

الاقامة

رقم العضوية
9844
08-15-2019, 10:48 PM
المشاركة 1
08-15-2019, 10:48 PM
المشاركة 1
افتراضي مدخل إلى دهاليز الرواية
مدخل إلى دهاليز الرواية
*****************

حسام الدين بهي الدين ريشو
***************
إذا كان الأدب هو الشكل الفنى الأكثر مقدرة على وصف الحياة وما يدور فيها فإن الرواية هي الجنس الأدبي الذي يحتل المرتبة الأولى في هذا الشأن.

من يكتب الرواية ؟
يخطيء من يظن أن الروائي أو القاص هو من يكتب روايته
إنها كما يقول ميشيل بوتور الأديب والشاعر الفرنسي وأشهر كتاب الرواية الجديدة في فرنسا:
( الرواية هي التى تضع نفسها بنفسها وما الروائي سوى أداة إخراجها ومولدها . ذلك أن هناك مادة ترغب في الظهور.)

وهو نفس القول الذي سبقه فيه الأديب الروائي المصري أستاذنا محمد سعيد العريان :
(يسألوني كيف تُنشِئ القصة؟
إننى إنا نفسي لا أعرف كيف أجيب نفسي
أننى أصنع القصة لا أدري كيف تخلقت حواراتها في نفسي؟ ولا كيف بدأت؟ ولا إلى أين انتهت؟ ولا كيف ضمها هذا الإطار؟
لكنه موضوع يُلْقى إلي فتنفعل به نفسي فيجري على لساني أو يخطه قلمي فإذا هو فيما يصفه الناس قصة أو رواية)

ضمائر الرواية:
تُكتب الرواية أو القصة عادة إما بصيغة الغائب أو المتكلم وهو أمر من الأهمية لدى المهتمين بهذا الفن لأن مايُنقَل إلينا بصيغة الغائب يختلف عما يُنقل إلينا بصيغة المتكلم
وإذا كانت أسس النقد الأدبي قد استقرت على أن أبسط صيغ الرواية هي صيغة الغائب فإن استعمال صيغة أخرى غيرها يكون نوعا من المجاز يتطلب ردها إلى صورتها الأصلية المضمرة
رغم أن هناك ثلاثة ضمائر في كل رواية:
اولا: الكاتب الذي يروى القصة ويقابله في المحادثة الضمير أنا

ثانيا: القارىء الذي تُرْوى له الرواية أو القصة ويقابله الضمير أنت

ثالثا: شخص ما هو البطل الذي تُروى قصته ويقابله الضمير هو

أقنعة الكاتب:
إن الكاتب يبني أشخاصه أو يبدعها شاء أو أبى، علم ذلك أم جهله انطلاقا من أمور مأخوذة من حياته الخاصة
فالشخصيات في روايته ماهم إلا أقنعة يروي من خلالها روايته ويحلم من خلالها بنفسه
ويبدو لنا ذلك جليا اذا كانت الرواية بضمير المتكلم. لأن الراوي يحكى لنا مايعرفه عن نفسه
لذلك يقال إن الراوي هو قارىء نفسه لكنه يشعر أنه قارىء غير كاف فيرغب بشدة في العثور على قارىء آخر يكمله ولو كان قارئا لا يعرفه.
ولعل ذلك يرتبط بكون الرواية فن أدبي يقدم لنا أحداثا متخيلة .أحداثا لم تقع مطلقا وإن كان من الممكن أو من المحتمل أن تقع .

خصائص الرواية:
والدارس لخصائص هذا الفن الأدبي يدرك ذلك إذ أن للرواية أو القصة على السواء خصائص يحددها دكتور محمد عناني فيما يلي:
1 _ إنها فن أدبي منثور
2 _ تتناول أحداثا لم تقع
3_ تقوم على السرد بمعنى متابعة عدد من الأحداث
4_ تعتمد على منطق التسلسل للأحداث والربط بينها سواء كان السرد يتبع خطاٍ متقدما في الزمن أو متعرجا يتردد بين الماضي والحاضر
5_ اسباغ المعنى على الأحداث أو النزوع إلى استخلاص معنى منها
6_ الشخصية أو الشخصيات التى تُبنى عليها الرواية والتى بدونها لايمكن أن يكون للأحداث معنى
7_ أخيرا الحبكة أو العقدة .. والحبكة في أبسط صورها هي الحتمية التى تربط بين الأحداث والمحافظة على التشويق في الوقت نفسه.

خاتمة:
في النهاية اذا أردنا تلخيص كل ماذكرناه عن الرواية كفن أدبي نثري صعب وصعوبته تأتي من كونه يبدو لنا سهلا.
نقول في إيجاز أنه يجب أن يكون واضحا في ذهن الكاتب وهو يخطط لكتابتها العناصر الآتية التي تشكل مبناها :
1_ الفكرة الرئيسية
2_ تقنية السرد التى سيستخدمها
أهي الراوي المتكلم أم ضمير الغائب
3_ بيئة العمل الروائي
ويقصد بها زمن الأحداث ومكانها
4_ الشخصيات
مابين شخصيات رئيسية وشخصيات ثانوية أو فرعية
5_ الحبكة والصراع
صراع داخلي بالذات
صراع خارجي مع الآخر والمحيط الاجتماعي أو البيئة
6_ الحل
أي ومضة الإضاءة التى تجسد المعنى الذي أرادت أن تقوله الرواية.
لذلك فإن الصفحات الأخيرة هي دائما الأكثر صعوبة في الكتابة
لدرجة أن روائيا عالميا كبيرا هو الروائي البريطاني الشهير ويليام بوند يؤكد أنه غالبا مايكتب الأسطر الختامية لروايته قبل الصفحة الأولى.