عَلَى وِسَادَةِ المَاضِي
قُلْتُ :
اقْضِ مَا أَنْتَ قَاضْ
وَ يَا لَيْتَكَ مَا قَضَيْتْ
الرَّحِيلُ أَمْرٌ مَحْتُومٌ .. لَكِنْ !!!
لَمْ يَحِنِ الوَقْتُ بَعْدْ
وَ أَحْسَبُ أَنَّهُ لاَ يَحِينْ
لَكِنَّكَ خَذَلْتَنِي ، عَنِّي تَخَلَّيْتْ
فَلِمَ تَتَوَارَى خَلْفَ المَسَافَاتْ ؟
قَدْ تَصَدَّعَتْ أَرْضُ الانْتِظَارِ
وَ تَلاَشَتْ
وَ دُكَّتْ جِبَالُ الصَّبْرِ
وَ تَهَاوَتْ
ذَبُلَتْ أَوْرَاقُ الاِشْتِيَاقْ
وَ طَارَتْ
مُشْبَعَةٌ بِالدُّمُوعِ
فَانْهَارَتْ
عَلَى أَرْصِفَةِ الحَنِينْ
جَرَفَتْهَا سُيُولُ ذِكْرَيَاتٍ مَهْوُوسَةْ
تَبْحَثُ عَنْكْ
فَمَا عَادَتْ تَقْوَى عَلَى البَقَاءْ
يَطْعَنُهَا صَمْتُ الرَّحِيلِ المُثْقَلُ بِالأَنِينْ
حَتَّى سَقَطَتْ فِي سَحِيقِ الأَلَمْ
وَ بَلَّلَتْهَا دُمُوعُ لُؤْلُؤَةٍ رَغِبَتْ فِي الغَرَقِ فِي بَحْرِ أُمْنِيَةٍ مَوْءودَةْ
مَا أَقْسَى الوِحْدَةَ إِذَا مَا أُجْبِرْتَ عَلَى مُرَافَقَتِهَا
وَ قَدْ مُنِعْتَ مِنْ تَوْدِيعِ مَنْ تُحِبّْ
طَيْفُكَ المُهَاجِرُ المُوَدِّعُ
يَرْسُمُ شَرْخًا فِي ذَاكِرَتِي المُتْعَبَةْ
لِتُعَانِي ذِكْرَيَاتِي الهَائِمَةُ سَكَرَات المَوْتْ
وَ تُوقِظُ فِي أَعْمَاقِي أَلَمًا كَانَ غَافِيًا
عَلَى وِسَادَةِ المَاضِي
أَسَرْتَنِي
قَيَّدْتَّنِي
وَ حِينَ ادْلَهَمَّ لَيْلُ البُعْدِ
خَشِيتُ أَنْ أَطْعَنَكَ بِخِنْجَرِ النِّسْيَانْ
وَ قَدْ عَصَفَتْ بِي رِيَاحُ الخَوْفْ
وَ حَمَّلْتُهَا بِدُمُوعِ رَجَاءٍ بِالعَوْدَةْ
وَ حَوَاس مُشَرَّدَةٌ تَائِهَةْ
تَبْحَثُ فِي اللاَّمَكَانْ
عَنْ اللاَّنِسْيَانْ
لِمَنْ تُقْرَعُ الأَجْرَاسْ
لِسَمْرَاءِ الحُبّْ
أَصَايلْ ...