عرض مشاركة واحدة
قديم 05-09-2022, 12:31 PM
المشاركة 7410
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
3538

.... لَا نَاقَتِي فِي هذا ولا جَمَلِي ....

أصل المثل للحارث بن عُبَاد حين قَتَلَ جَسَّاسُ بن مرةَ كليبًا
وهاجت الحربُ بين الفرقين، وكان الحارثُ اعتزلها، قَال
الراعي:

وَمَا هَجْرتُكِ حَتَّى قُلْتِ مُعْلِنَةً
لا نَاقَةٌ لِيَ فِي هذَا ولَا جَمَلُ


يضرب عند التبري من الظلم والإساءة.
وذكروا أن محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب شرور لما
خرج الناس على الحجاج فَقَال‏:‏ لا ناقتي في ذا ولا جَمَلِي،
فلما دخل بعد ذلك على الحجاج قَال‏:‏ أنت القائل لا ناقتي
في ذا ولا جملي‏؟‏ لا جَعَلَ الله لك فيه ناقة ولا جملا ولا
رَحْلًا، فشمِتَ به حجار ابن أبجر العجلي وهو عند الحجاج،
فلما دعا بَغدَائه جاؤوا بِفُرْنِيِةٍ ‏(‏الفرنية‏:‏ نوع من الخبز
غليظ، نسبوه إلى الفرن، وقَال الهذلي:

نقابل جوعهم بمكللات
من الفرنى يرغبها الجميل
)

فَقَال: ضَعُوها بين يَدَيْ أبي عبد الله فإنه لَبَنِيٌّ يحبُّ
اللبن، أراد أن يدفع عنه شَمَاتة حجار.
وقَال بعضهم‏:‏ إن أول مَنْ قَال ذلك الصَّدوف بنت حُلَيْس
العُذرِية، وكان من شأنها أنها كانت عند زيد بن الأخنس
العُذري، وكان لزيد بنتٌ من غيرها يقَال لها الفارعة، وإن
زيدًا عَزَلَ ابنَتَهُ عن امرأته في خِباء لها، وأخْدَمها خادمًا،
وخرج زيدٌ إلى الشام، وإن رجلا من عُذْرَة يُقَال له شَبَث
هَوِيَها وهَويَتْه، ولم يزل بها حتى طاوعته، فكانت تأمر
راعيَ أبيها أن يُعَجِّلَ ترويحَ إبله، وأن يحلب لها حلبة
إبلها قَيْلًا، فتشرب اللبن نهارًا، حتى إذا أمست وهَدأ الحيُّ
رُحِلَ لها جمل كان لأبيها ذَلُول فقعدت عليه وانطلقا حتى
كانا ينتهيان إلى مَتْيَهة من الأرض فيكونان بها ليلتهما، ثم
يُقْبِلَانِ في وَجْه الصبح، فكان ذلك دَأبَهُما، فلما فَصَلَ أبوهَا
من الشأم مَرَّ بكاهنة على‏ طريقِه، فسألها عن أهله، فنظرت
له ثم قَالت‏:‏ أرى جَمَلَكَ يُرْحَلُ ليلا، وحلَبَةَ تَحْلب إبلَكَ
قَيْلا، وأرى نعما وخيلا، فلا لبث، فقد كان حدث، بآل
شيث، فأقبل زيد لا يلوي على شَيء حتى أتى أهلَه ليلا،
فدخل على امرأته وخَرَجَ من عندها مُسْرِعًا حتى دخل خِباء
ابنته، فإذا هي ليست فيه، فَقَال لخادمها‏:‏ أين الفارعة ثَكَلَتْكِ
أمك‏؟‏ قَالت‏:‏ خرجت تمشي وهى حرود، زائرة تعود، لم تر
بعدك شَمْسا، ولا شهدت عرسا، فانفتل عنها إلى امرأته، فلما
رأته عَرَفَت الشَّر في وجهه، فَقَالت‏:‏ يا زيد، لا تَعْجَلْ وَاقْفُ
الأثر فلا ناقة لي في هذا ولا جمل، فهي أول من قَال ذلك.