غياهب الصمت....
هي حكاية أسطرها بدموع أنثى ضيعت الزمان والمكان لعل مرارة الغياب جعلتها متشنجة من ناحية الفكر والموقف
فكم تمنت فرحا لا تُوقظهُ نهايات الموت المؤجل... ...
حَاولتْ أْن ترسمَ الفرح لَكنَ القلم لا يتجه إلا لبوصلةِ القلب والقلب حزين والعين مغرورقة بالدموع
فأبى إلا أن يرسم للدمع مكانا وللحزن عنوانا وللفرح خريطة منسية
هناك في منتصف الطريق رسمت خطواتها بهذيان حرف لفتاة شرقية الملامح..تغزل من عيون الفجر قصائد
وتغني للورد...وتحلم بحلم بعيد وفي غياهب الصمت ترنح نبضها وغصت بدمعها فهوت على ضفة الطريق ...
استثمرتُ كل طاقة روحي , ولملمت أشتات نبضي
واستلهمت من رحيق الوجدان كي أبقى وفية لك وأبقيك صدى لأنفاسي
بكل لغات العالم كتبت إليك , واستحدثت لغة جديدة فريدة
وُلدت عَلى مَهْدِ فؤادي , لأجلك وَحدك يا فارس أحلامي
لكنني أدركت بعد طي الأيام أنك تحيا لتخنق ابتساماتي
وتسرق فرحتي وتغتال كل جميل في عالمي
تتلذذ بالرقص فوق جرحي , ونسج خيوط من الدخان تكون مصيدتي
وكلما أيقنتَ أني على وشك سكينة ,
توقد في قلبي المكلوم نيران الغيرة فلا تبقي ولا تذر من هشيمي
يوما ما...
كنت لك الوطن الحنون , أضم أناتك تحت الجفون
تغفو في ربيع حروفي وعبير كلماتي
لتغرق في بحر من مدادي نقيا كالشهد
كنت أغار عليك من نسمات الصباح من عطر الورد
من تغريد العصافير من نجمات السماء.
كيف قتلت حنيني إليك ,كيف آثرت الرحيل عن دوحي!!!
وحولت قلبي إلى كرة باردة الملامح مجهولة التضاريس
خُنت العهود واستعذبت نار غيري على جنتي.
ما أتعسني كم انتظرك َ!!!
وكم كتبت إليك ملايين الرسائل ,فلم تحمل لي إلا وجعاً يعلوه رماد البعد
يا ترى..هل ستسامحك عيوني ,واحتراق أناملي في بعثرة الحروف.
أرقت ماء وجهي في انتظار القطارات القادمة انتظرتك في محطات الرحيل ,
رحل الجميع إلا أنا بقيت وحدي انتظر طيفك حتى أدركت أن وجودكَ في حياتي
كدخان القطارات ,كصفاراتها التي تعلن الرحيل عندما تمضي بعيدا
تشق غياهب الصمت وتخلفني وراءك بقايا شظايا مبعثرة تعصف بها الريح
كلما زمجر الرعـد واكفهر وجه السماء
لتترك روحي فوق أضرحة مشبعة برفات الأحلام , لأمضي بعيدا إلى حيث المجهول
أحلامي شعثاء غبراء عارية يخط البؤس على نواصيها حكايا بلون الدجى
متيبسة حياتها تئن تحت وطأة الصقيع في زمن الانكسارات
تعبث بي رياح الخريف وتطبق على صدري فتحيلها خرابا خاويا متصحرا
كعود ٍ يابس ٍ لا حياة فيه ,
هزمتني رياح الخريف وقلبت قدوري أعاصير الشتاء ,
ولفحت وجهي شمس يوم حارق
فلا ربيع أسابق عليه الفراشات ,ولا كراسة أرسم فوقها عمر الجراح
عارية أيامي من الشوق .. من الدمع .. من الفرح ,مجهولة الهوية والتضاريس
لا البكاء ينفع ,ولا يد تمتد إلي لتنقذني من التيه
عارية ذكرياتي .. وهل لمثلي غير باقة ورد فوق قبر رحيله
__________________
بقلمي فاطمة جلال
27/10/2011
[justify]
[/justify]