الموضوع: ممنوع المرور ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-27-2011, 08:48 PM
المشاركة 31
هوازن البدر
أديـبة وإعلاميـة فلسطيـنيـة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بدأ بجمع الأمتعة .. ووقف أمام باب بيته ..
ينظرُ الى حجرته ِ الحزينة ..
التي ستفتقدهُ أكثر منه ...
والى عيون والدته ِ المقعدة .. التي ذرفت كثيراً من الدموع عليه ..
وأنا اشاهد هذا المشهد ..
لم أعرف السبب الحقيقي الذي جعل الشاب يرحل عن والدته العجوز ..
وبين اللحظة واللحظة .. كنت ُ أنتظر بلهفة ماذا ستكون ردة فعله حينما يشاهد أمه في هذا الموقف .. وهي تردد .. ( عُد .. عُد .. ياكبدي .. عُد .. ولاتتركني أعاني الوحدة دونك .. والمرض يأكل جسدي ..)
أيقنت أن المرأة العجوز مصابة بمرض السرطان ..عفانا الله وأياكم ..
ظلت تردد الكلمات .. وهي تحاول النهوض عن هذا الكرسي الذي يكبل حركتها تماما ً ...
حتى ارتمت على الأرض ..
وهي ترفض رحيل ولدها الوحيد ...
وفجأة ...
( نظر الشاب الى والدته .. وكأنه يريد قول شيئاً لها .. )
كنتُ أحاول فهم ما يريد قوله ..
(من المؤكد سيعود لها ويقبل قدميها لا يديها فقط ...)
كنت أتوقع هذا .. ( من الواضح كان علي أن لا اتوقع شيئاً يمدني ببعض الأمل لمساعدة تلك العجوز )
كنت مخطئة تماماً في توقعاتي ...
وهنا المفاجاة التي أصابت قلبي بالوجع ..
وعيني بالبكاء الحارق ..
بدأ الشاب المتعلم !!!.. (حامل شهادة دكتوراه في الطب) ..
بالصراخ على والدته وقال لها أصمتي ..
وعودي الى دارك .. صوتك يزعجني كثيراً ... وشتمها .. أمام الجيران ..
لن أعود ...

بعد قليل ... عرفت السبب الحقيقي في هذا العصيان ..
وقفت أمام منزله سيارة (آخر موديل) ...
وفيها فتاة ..( يعني قمر 14 )..
وبين شفتيها السيجار ....
حقاً ..
أصفق بحرارة لهذه الفتاة التي استطاعت ترويض الشاب المتعلم الذي كنا ننعتهُ بالمثقف .. (لا سمح الله )
لن أكمل ...
لأنني تألمت ُ حد البكاء ..
ولكن سألت نفسي ...
لا أدري وجع الموقف قيد لساني عن الأسئلة

ممنوع المرور ...

لا شيءيضاهي بزوغ الحب الصادق في قلب امرأة ..أمضت الكثير من الوقت راجفة على شواطئ الإنتظار..