عرض مشاركة واحدة
قديم 12-05-2010, 09:11 PM
المشاركة 94
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان رماد الهشيم
رقم القصيدة (1)



إجهاض الحلم




أملٌ أضاءَ وأطفأتْه ظنوني
فهوى عليَّ وما اتَّقتهُ يميني


حاولتُ أمنعهُ السقوط بهمةٍ
نبذت خلايا الذُّلِّ من تكويني


مُذْ كنتُ أقتنصُ النجوم وأنثني
وهناً وأودعها سواد عيوني


أحسستُ أني بالشقاء مقيدٌ
أُقصيُ رؤاه ولم يزل يدنيني


فأنام أنتظر الصباح لعلَّني
بنداهُ أطفئُ حرقةً بجفوني


وأفيقُ يبعثني الضياء محملاً
بالأمنيات مدججاً بحنيني


* * *

وأغيبُ في صور النهار تشدُّني
بالمغريات إلى طريق مجونِ


أتسلق السفح المريبَ لقمَّةٍ
شمَّاءَ كلَّلها السنا بفتونِ


حتى وصلت وفي الطريق تبخَّرتْ
أحلام عمري تحت حَرِّ شجوني


ورأيت ملحمة السراب وقد غدتْ
وهماً توضَّح فوق قبر ظنوني


وتخضَّبت بدماء جهدي علتي
فرسمت لوحاتي بصمت حزينِ


وجمعت أوراق الخريف دفاتراً
وكتبتها شعراً بماءِ شؤوني


* * *

وبدأت مرحلة الهبوط مشيَّعاً
بدم السقوط على غضون جبيني


ألقي أخاديد الزمان بسلةٍ
من غَزلِ أوهامي ونسج جنوني


حتى إذا امتلأتْ حملتُ جمارها
ومضيتُ أطفئها ببرد يقيني


ورجعت ألفظ ما ألوكُ من الحصى
عمراً وكان قوامُها يغريني


أيام كنتُ رهينَ كبتِ عواطفي
ورؤى الشباب بجمرها تكويني


وغدت حساباتي تعبِّر عن مدى
حُمقي وتقذف بي لبحر سكونِ


تترصَّد الحيتانُ نُبلَ مشاعري
لتنالَ من مِزَقي و عَظْمِ أنيني


فسرى دبيبُ الوهن يقتلُ في دمي
حَملاً فأجهضني ومات جنيني



18-11-1996