عرض مشاركة واحدة
قديم 05-24-2016, 01:12 PM
المشاركة 7
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
اما فدوى طوقان نفسها فتقول في مقدمة سيرتها الذاتية :

ظللت طيلة عمري الادبي احس بانكماش ونفور من الاجابة على الاسئلة التي توجه الي عن حياتي، والعوامل التي وجهت هذه الحياة واثرت فيها.

وكنت اعرف السبب، سبب ذلك الانكماش والنفور من الاجابة على الاسئلة، ذلك انني لم اكن يوما براضية عن حياتي او سعيدة بها، فشجرة حياتي لم تثنر الا القليل، وظلت روحي تتوق الي انجازات افضل وافاق ارحب.

اذن لماذا هذا اكتب هذا الكتاب الذي اكشف فيه بعض زوايا هذه الحياة التي لم ارض عنها ابدا؟ بتواضع غير كاذب اقول ان هذه الحياة على قلة ثمارها لم تخل من عنف الكفاح.

ان البذرة لا ترى النور قبل ان تشق في الارض طريقا صعبا وقصتي هنا هي قصة كفاح البذرة مع الارض الضخرية الصلبة، انها قصة الكفاح مع العطش والصخر.

فلعل في هذه القصة اضافة خيط من الشعاع ينعكس امام السارين في الدروب الصعبة. واحب ان اضيف هذه الحقيقة وهي ان الكفاح من اجل تحقيق الذات يكفي لملء قلوبنا واعطاء حياتنا معنى وقيمة.
لا ضير علينا لو خسرنا المعركة، فالمهم الا نهزم ام نلقي السلاح.

ان قوى الشر ، سواء اكانت غيبية ام اجتماعية ام سياسية تقف دائما ضد الانسان وتعمل على تحطيمه، ولكن الانسان يقف امام هذه القوى بكبرياء وعناد بالرغم من ضعفه.

لم افتح خزانة حياتي كلها فليس من الضروري ان ننبش كل الخصوصيات.

هناك اشياء عزيزة ونفيسة نوثر ان نبقيها كامنة في زاوية من ارواحنا بعيدة عن العيون المتطفلة. فلا بد من ابقاء الغلالة مسدلة على بعض جوانب هذه الروح صونا لها من الابتذال.

ما كشفت عنه هو الجانب الكفاحي الذي ذكرت قبل قليل . كيف استطعت ، في حدود ظروفي وقدراتي، ان اتخطى ما كان يستحيل تخطيه لولا الارداة والرغبة الحقيقية في السعي وراء الافضل والاحسن، ثم اصرار على ان اعطي حياتي معنى وقيمة افضل مما كان مخككا لها..
القالب الفولاذي الذي يضعنا فيه الاهل ، ولا يسمحون لنا بالخروج عنه.
القواعد المالوفة التي صعب كسرها ـ التقاليد الخالية من العقل والتي تضع البنت في قمقم التفاهة. كنت توقا مستمرا الى الاتطلاق خارج مناخ الزمان والمكان هو زمان القهر والكبت والذوبان في اللاشيئية...والمكان هو سجن الدار...

هناك من يأتي الي هذا العالم فيجد الطريق امامه مفتوحا ناعما وهناك من يأتي فيجد الطريق شائكا ضعبا..

على هذا الطريق الصعب رماني المجهول ومن هذا الطريق الصعب بدأت رحلتي الجبلية.

حملت الصخرة والتعب وقمت بدورات الصعود والهبوط الدورات التي لا نهاية لها. لا يكفي ان نحمل امالا كبارا واحلاما واسعة . حتى الادراة وحدها لا تكفي..

لقد ادركت ان العمل هو الوجه الاخر للحلم والارادة .. وقررت ان اتعامل مع هذه العملة ذات الوجهين: الارادة والعمل...