الموضوع
:
أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
عرض مشاركة واحدة
08-19-2013, 11:32 AM
المشاركة
1033
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,766
تابع....العناصر التي صنعت الروعة
(
الملامح الروائية والفنية
)
في رواية رقم - 33 -
الاعتراف
على ابو الريش
الامارات
-
تندرج رواية " زينة الملكة " لعلي أبو الريش ، ضمن
الكتابة الحداثية ، وقد استفاد من تقنيات الرواية الجديدة التي تفنن أصحابها في تنويع
أنماط الحديث الباطني وانفتح على التراث العربي الإسلامي ، معتمدا على المحلية
كمنبع ثري لتجديدها و تكثيف دلالتها وتعميق أبعادها
.
-
يطرح علي أبو الريش في
رواية " زينة الملكة "
غربة الإنسان المعاصر
، مصورا همومه وتطلعاته ، أحلامه
وصراعاته ، ومعاناته
إزاء إشكالية الموت
، وذلك من خلال الشخصية المحورية "زينة
الملكة " وبتوظيفه توظيفا
متقنا لأسلوب تيار الوعي والرمز
، متناولا قضية الموت
بأبعادها الاجتماعية والفلسفية محافظا على أصالتها بتوجهه نحو الكتابة التي تعتمد
على الجانب التاريخي والأسطوري
-
موظفا التراث الصوفي الإسلامي مستلهما من الذهنية
الشعبية الخرافية ،
-
مؤكدا أن المحلية هي السبيل المؤدي إلى تأصيل الرواية العربية
وتخليصها من قيود التبعية ،
-
محققا المعادلة بين توظيف التراث والاستفادة من الثقافة
العالمية ،
-
ومبرهنا على أن الرواية لها أن تولد من أرحام القرية
.
-
إن ربط أحداث
الرواية بقرية " المعيريض " بالإمارات العربية المتحدة فإن الرواية تنفتح على
الآفاق الإنسانية الرحبة ترمز إلى واقع الإنسان وما يعانيه من غربة الذات وغربة
الوجود
.
-
ليس غريبا أن يعتبر الموت قضية إشكالية وفد بحث فيه المفكرون في
جميع الفلسفات والحضارات ، وخاض العقل قاصرا غمار هذه المسألة، فكانت الضرورة
لتلبية صوت الإيمان
.
-
إن رواية " زينة الملكة " من الروايات العربية المعاصرة
المندرجة تحت
تيار الرواية الوجودية
يطرح فيها كاتبها قضية الموت بوجوهها المتعددة
وقد كان الموت جرسا مرعبا يدق عبر نسيج الرواية ويعكس الواقع الدرامي المهدد
للإنسان والحيوان على السواء ويسلب الكائنات شعورها بالأمان
.
-
كيف كانت رحلة
زينة مع الموت ؟ وكيف تشكلت صورته في الرواية ؟ وكيف كان أثره على الإنسان؟ ما هي
دلالاته ؟ وإلى أي حد تتجلى رؤية الكاتب وفلسفته في الوجود؟ وما
-
يدق جرس الموت ضربات موجعة منذ الصفحات الأولى ( ص 8) يعلن عن موت " يوسف
الراوي "
زوج زينة وهو الحدث الفاجعة المعذب لنفس
"زينة الملكة " ومنطلق استرجاعها
لذكرياتها وتفاصيل حياتها ، ومكانة زوجها في وجدانها ، وقد عمق علي أبو الريش تلك
العلاقة الرائعة بين الزوجين ، فقد تحابا إلى حد الذوبان وتكللت حياتهما بالسعادة
رغم فقرها واتكائها على هبات الجيران ، وعاشا معا التجربة الحسية بكل عشق وامتلاء
إلى حد التوحد والالتحام .
-
ويمثل
فقدان زينة لزوجها "يوسف الراوي" بداية وعيها بمفهوم الموت ومنطلق بحثها عن الحقيقة
الكبرى: " ظلت زينة مسلوبة باتجاه حقيقة مطلقة واحدة ألا وهي الموت ...والكائنات
على أرض البسيطة تولد ومن ثم تموت وتنتهي إلى لاشيء دون أن تتوقف لحظة للتأمل في
أصل الغياب الأبدي ، بينما هي الوحيدة التي انشغلت منذ غياب يوسف الراوي بأمر الموت
، بل هي ليست مقتنعة أبدا بأسرار الموت التي يجترها الآخرون
(
ص123 ) . إن موت
زوجها سبب لها الشعور بالتيه والضياع وموته هو موتها ، و صارت تتجرع مرارة الخواء
واليأس
.
-
تكشف الرواية عن صورة
عميقة للموت ، تجلت بعد انتقام النوخذا من زوج زينة وهو الحدث الذي ينسج خيوط
الرواية وتتمحور حوله باقي الأحداث وهو العمود والأساس الذي بني عليه هيكل الرواية
، موت زوج زينة " يوسف الراوي " ، بالرغم من قدرته المهنية وكونه الذراع الأيمن
للنوخذا والخبير في مهنة البحر ، إلا أنه لتمرده على ظلم النوخذا الذي يمارس جبروته
على الفقراء ، لقي حتفه ودبر له مؤامرة لغرقه، إنها صورة للموت العقاب لكل من تسول
له نفسه المطالبة بحقه
.
-
و هنا يوثق علي أبو الريش لمرحلة ما قبل اكتشاف النفط
، حين كان القوي يأكل الضعيف والمالك يملك مصائر الفقراء ، وتعكس الرواية طموح
الفرد لتحقيق التوازن الاجتماعي والانسجام بين شرائحه وفئاته
.
-
إن صورة الموت
الانتقام فيها إدانة الكاتب للظلم
.
-
ومن خلال رسمه ليوسف الراوي فهو
يستنهض همة الضعفاء المتخاذلين للثورة على الاستبداد ويطمح أن تمثل هذه الشريحة
المسحوقة جبهة الرفض والتحدي ومقاومة الواقع المتردي والمساهمة في تصحيح الواقع
بصورة إيجابية وفاعلة والوصول إلى التوازن الاجتماعي وتحويل العلاقات القائمة بين
الفئات الاجتماعية من الشكل الصدامي والعدائي إلى علاقة أساسها الانسجام والوئام
.
-
ويدق جرس الموت مرة ثانية :" قي صباح وغد عبوس ، صحت المرأة المفجوعة على الهول
فتحت عينيها على الكارثة ...لا تملك إلا الصرخة تقاوم بها أنياب الفجيعة المباغتة
تلوب في فناء البيت كالمجنونة وتطوف بالزوايا في تيه المفاجآت المذهلة وتهرول في
الاتجاهات بلا هدى لا تعرف سبيل الأسباب التي أدت إلى موت قطتها الصغيرة سلوى
"
(
ص22
) .
-
لقد عمق علي أبو الريش أثر موت القطة على زينة ، فهو شبيه بحزن الأم على
وليدها وهي القطة المدللة التي دأبت على الاحتماء بصدر زينة " بكت زينة بمرارة
الحرمان والعدوان الهمجي ... ارتجفت رفعت بصرها إلى السماء ظلت شاهقة واجمة تنوء
بوزر حزن أثقل صدرها المتعب
"
-
كان موت القطة سلوى نكبة عظيمة في حياة زينة ،
ألح علي أبو الريش على دراميته و صرح به قائلا :" رحيل سلوى فتح فوهة نار حامية ،
طالت ألسنتها اللاهبة شغاف من ألفها ،، في هذا النهار انشقت الأرض وابتلعت دماء
الجسد الناحل ،واستدارت السماء لتكنس الرائحة الطيبة التي خلفتها سلوى " ( ص28
) .
كما هيج موت القطة ذكرى موت زوجها يوسف واسترجعت حنوه الفائق عليها
.
-
وعكس حزن
زينة على قطتها تمردا على الموت ، وهي المرحلة الوجودية التي تعكس الخوف من هذا
السر وكان عزاؤها الأمل في عودة الروح إليها . ويمثل هذا الحدث بداية التفكير في
مسألة الانبعاث . " زينة لا تريد أن ترى القطة جثة هامدة ... هذه قيامة الله في
أرضه هذه الساعة الأخيرة لهيام الأرواح " . و قرب الخيمة تدفن زينة قطتها سلوى
بعناية ورفق وتعي زينة بحزنها الشديد هذا فتحدث نفسها : " مات يوسف الراوي وانتزعه
الموت من كبدي ، وبقيت وحدي تصفعني الزوايا بوحشية الوحدة القاتمة ، إلا أنني لم
أشهد حزنا كهذا الذي أنا فيه رحيل سلوى فتح أمام عيني نفقا أسود لا أستطيع مقاومته
" (
ص24
) .
-
ولعل هذا الجزع الكبير على موت القطة سلوى تبرره دلالتها ، ألا تكن
القطة رمزا للأمل وشعاع النور و الفرحة بالحياة الطليقة الخالصة من أوجاع الواقع ؟
:"
رائحة سلوى تملأ زوايا البيت " و" سلوى قطة رائعة عظيمة بعظمة الموت النبيل
" .
-
وصور علي أبو الريش موقف الإنسان المؤمن من تصرف زينة المتبرم من الموت.
=====================================
الايتام لديهم فرصة اكبر لانتاج روايات عالمية حسب
نظريتي في تفسير الطاقة الابداعية
تعرف لماذا هنا:
http://www.youtube.com/channel/UCHE03RH2wntdVG1beTS4YYg
رد مع الإقتباس