عرض مشاركة واحدة
قديم 07-12-2013, 02:21 AM
المشاركة 8
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


الأستاذ /محمد بن بلغيث الجلبي

هو صديقنا الشاعر و الكاتب الأديب الأريب محمد بن بلغيث الجلبي القوزي ، من مواليد عام 1365 للهجرة ،الموافق 1945 للميلاد ، في بلدة القوز الواقعة جنوب القتفذة حاضرة المحافظة في عصرنا،
كان حدثني يوماً في منزله و في صحبتي الشاعر محمد بن أحمد المرحبي المعروف بـ (خريْص) أن من تولى تربيته و تعليمه أبوه ، و هو شديد التعظيم له ومن هذا قوله: ( كان والدي _يرحمه الله _ أحد الرجال الذين خدموا في سلك التعليم ، بل ومن المؤسسين فهو من أسس مدرسة الحبيل الإبتدائية وكان مقرها المسجد الجامع ، فكان يعمل معلماً ومديرَ مدرسة
وفراشاً، استطاع إقناع أولياء الامور بالسماح لإبنائهم بدخول المدرسة ، رغم معارضتهم لتعليمهم ... )، ثم التحق بالتعليم النظامي و تخرج معلما ً للمرحلة الابتدائية من معهد القنفذة بدرجة دبلوم المعلمين ..... و الجلبي شاعرٌ يجيد كلَّ فنون الشعر من فصيح و نبطي و عامي و كسرات ...... له جهود كبيرة في نشر الثقافة الشعرية في محافظتنا و الحفلات المدرسية و الأمسيات الأدبية خير شاهد ، له أعمال كثير ة، و لم أقف له على ديوان مطبوعٍ حتى الساعة ، غير أن أشعاره مشهورة و منها:
قصيدة (اعتذار):
يا أيها الشعر إني جئت معترفاً = أن المتاعب لا تنفــــــــــــــك تأتيني

أعاتب النفس عن ما خطه قلمي = وما كتبت قديـــــــــماً في دواويني

فإن أسأت بلا قصدٍ على أحدٍ = فاغفرْ أَياربُّ قبل المــــــوت يطويني

فالعذر من كلِّ شخصٍ ناله قلمي = ســألت ربي لدرب الخـير يهديني

قصيدة (هنا وطني)، و كان نشرها في 23 - 3- 2011 م بمناسبة عودة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود من رحلة علاجية:
حنَت لك الدار واشتاقت لعودتكم= وترجم الشوقَ دمعٌ خُطَ بالوجنِ

وذي الربوع بلقياكم قد ابتهجت= وطائر السعد قد غنى على فنن

قد أسعد الشعب يامولاي مقدمكم = لحن البشائر قد أصغت له أُ ذني

ياسيد العُرْب من بدوٍ وحاضرةٍ = فأ نت فينا مكان الروح في البـــــــــــد ن

ما ضرنا ما يُثارُ اليوم من كـــذ بٍ =من عُصْبةٍ عُـــــر فو بالشر والفتن

أما درو أننا اخترناك قائدنا = الـــــــــكل رددها في السر والعلن

أما درو أننا دون الحمى أُسُدٌ =أرواحنا دونه تُهدى بلا ثمن

وكلنا دونكم جُندٌ وأفئدةٌ= وحبكم قد رضعناه مع اللبن

يا من بذلت ولم تمنن على أحدٍ = فكفك الجود لم تبخل ولم تهن

قد عُدت يا أملاً نهفو لطلعته= يادار هذا إمام الشعب فاحتضني

جعلت يا سيدي عيناً لكم وطناً = وقد كتبت على الأ خرى هنا وطني.

قصيدة (متى ذا الجرح يندملُ)
رثى بها صديقه الأستاذ/ أحمد بن بِلْقَاسم الشريف في 9-2-2012م:

بكت عليك أبا بلقاسم ٍ مُقلُ=وكلُّ جسم براه الحزن والعللُ

يامن رحلت عن الدنيا وزخرفها=مصا بنا ياأ خي في فقدكم جلل

تركت في القلب جرحاً لادواء له= فكم سأ لت متى ذا الجرح يندمل؟

تركت في النفس آ لاماً مبرحةً=عنا السعادة والأفراح قد رحلوا

وفقد شخصك أيم الله أحزننا= ولا مردَ لأ مرٍ إن دنا الأجل

فيك المروءة والأ خلاق نعرفها= لكم دعوت الى الفردوس تنتقل

من للمدارس والتعليم غيركمو= قد كنت با لأ مس للأ عباء تحتمل

حققت أعطيت كم أذكيت مجتهداً=حتى غدت جذوة التعليم تشتعل

قد كان فقدك بين الصَحْب صاعقة= حلت علينا فناء السهل والجبل

حتى ابتسا متنا من بعدكم ذبلت= أ صاب أ فراحنا من بعدك الشلل

مجا لس الصحب أ مست شبه خاويةٍ= والأرض يبكيك منها السهل والجبل

ومدمع العين أمسى لايفارقها= كأ ن أ عيننا بالدمع تكتحل

كلٌ له موعد لابد يدركه= وما على ظهرها لا شــــــــــك مرتحل

فالكل يسعى لآ مال يحققها = والموت حقٌ وعنه الناس قد غفلوا

فإ ن رحلت ففي الأ حداق منزلكم = منا القلوب الى الرحمن تبتهل

أ ن يجعل الله في الفردوس منزلكم= فيها المقام ويكسو جسمك الحلل

فإ ن أ طلتُ فما أ وفا كمو كلمي= كلا ولا أ نصفت أفعالك الجُمَل

لكن دعونا لك الرحمن مغفرةً= ما سار بالليل في كُنْه الدجى زحل

قصيدة (رجال المكارم)، نشرها بتأريخ 4-12- 2008 م،و رثى بها الشيخ أحمد بن عبدالكريم الناشري :
ربي إليك رفعت كفي ضارعاً=فأليك يا رحمن ينساب الندا
يا من رأيت النمل في غسق الدجى=وبعثت بالدين الحنيف محمداً
يا من بفضلك ذي الخلائق سبحت=أنت القدير بان تجل وتحمدا
ارحم فقيداً قد بكته قلوبنا=الباسط الكف الندية أحمدا
شيخ تسامى في البرايا جوده=في قومه كان الكريم السيدا
نبع المكارم والفضائل والتقى=فكأنه في الناس توأمه الندى
فهو الربيع بجوده وعطائه=عمَّ السواحل والسهول وأنجدا
ما مات من غنى الزمان بفعله=وبنى حصوناً للوفاء وشيدا
ما مات من كانت كذاك صفاته=شيخ بكل المكرمات تفَّردا
تأبى البشاشة أن تفارق ثغره=شهم على نبل الصفات تعوَّدا
فإذا الخطوب على الجميع تكالبت=يأتيك كالبدر المنير إذا بدا
وإذا القبيلة بالخصام تمزقت=جمع القلوب مقارباً ومسددا
فيسد أبواب الشقاق بحكمة=ويرد بالعقل اللبيب من اعتدا
فبكت تنومة والنماص لفقده=ونعاه ثربانُُ وجاوبه شدا
بل كل دار قد بكته بحرقةٍ=بصفاته ناح الحمام وغردا
لو أن أفعال الرجال مراتبُُ=لوجدته بين الجميع المبتدا
أو أن أرواح الخلائق تُفتدى=لرأيت أفواجاً تهب إلى الفدا
لكن هذا في الحياة مآلنا=ولكل نفس موعد قد حددا
تاللهِ ما قلت القصيد تملقاً=أو مستليناً جانباً متوددا
لكن أفعال العظام بموتهم=لا بد أن تروى كذا ،وتُخَّلدا .

و الجلبي فيه صفة ظاهرة لا تخطئها عين البصيرة ألا و هي الوفاء ،فهو شديد التعلق بمن يعرفهم و كما قرأت فقد كان يمدح و يرثي من حوله محبة و زلفى للقربى و الصديق، و من هذا قوله في أبيه:
تذكرني تلك السنون احبة = لهم في حنايا القلب نهر من الحب
أيا موطن الأحباب هيجت خافقي = فكم فيك لي اهل وكم فيك من صحبي
فلو طلب الغالي من الحب بعضه =للقلت فداك الروح فانزل على الرحب
لقد شاطر القوَزَ الحبيل ُ محبتي = فكان لكل منهما النصف من قلبي
فما زال حبل الود يمتد بيننا =ويقوى مع الايام في البعد والقرب
ففي دوحة التعليم ذكرى لوالدي = فاوصى بها خير وقال اسلكوا دربي
حباها من الاخلاص حنى كأنه = يهيم بمن يهواه كالعاشق الصب
وكان لهم في نهجه خير قدوة = سقاهم رحيق العلم من مورد عذب
فكم انجبت في ساحة العلم انجما = فكانو بفخر في دجى الليل كالشهب
إذا ذُكرالتعليمُ فاضت عيونُهم = وقالوا أيا رباه فلترحمِ الجَلْبِي

و يروي لنا في قصيدته (عتاب الأرض) عتْب بلدته القَـوْزِ عليه، و منها :


مهوى الفؤاد رنت اليَ وعاتبت=ما كنت احسب شاعري ينساني
لم تذكراسمي في قصيدك مرة=هل ما أرى ضرب من العصيان؟
أنسيت اني قد رعيتك يافعا=بل نلت كل محبتي وحناني ...
إلي أن يقول:

قالت كفاك القول عن عصرٍ مضى=والآ ن لوحدثت كيف تراني ؟
فأجبت وجه مشرق قد زانه=هذا البهاء وروعة العمران
يا (القَوزُ) أنت قصيدةٌ قد صغتها=بيراع أشواقي وحبرِ بياني
يا(القَوزُ) أنت اللحن إن أرسلته=رقصتْ على نغماته أوزاني
أنت التي أيقضت فيَ مشاعري=بل أنت نبضٌ مَهْده شرياني .

و بالجملة فله عندي ودٌّ كبير، و لي عنده مثله ، و للجلبي أيادٍ بيض أقلها حفظه غيبتي بكلِّ جميل من الثناء، و ما وصلني من أفواهِ الناس من رواحل حديثه ،لا يقل عن تجارة قريش لأهل قريشٍ ،إن يمَّنت جاءت لي بالطيب من الثناء، و إن شآمت أهدتني أفخر ما أتزيَّ به من الكلام الموشى بالتقدير، و قد حاولت ردَّ بعض ما يجب له من التقدير فقلت فيه :

بئرٌ معطلةٌ و حوضٌ دارسٌ
هَجَرَ الدلاء أساورٌ و بنانُ

مأثورةٌ ترك الندوبَ بجيدها
أثَرُ الرشاءِ بحيثُ قام حِسَانُ

من كرِّ مكرِ الغانيات بصخرها
فاسلم بنفسك أيُّها الإنسانُ

دمنٌ دواثرُ و المغانيَ أقفرتْ
صمُّ المعاهد خانها الخلان

إني تذكرت الهوى و زمانها
فتحدرت فوق اللجين جمانُ

النفسُ تمرض و الجسوم صحيحة
مرضُ النفوس توهمٌ و ذهانُ

طبُ النفوس عناق صبٍّ هاجرٍّ
طب الجسوم مشارب و دهانُ

تتأنق اللفظ الجميل لردها
يُشجيْك منها لؤلؤٌ مرجانُ

جمع الجمال فنونه في دُميةٍ
لو شئتُ قلت بأنها أشجانُ

فمن الجمال وسامةٌ و قسامةٌ
و من الجمال مقالةٌ و لسانُ

اللوذعيُّ إذا تحدث في الورى
قلتَ :المحدثُ للورى سَحْبَانُ

و إذا تتبع عازباً في شاردٍ
في الشِّعر قلت َ كأَنَّما حسانُ

متمدِّنٌ في الفكر إلإ أنَّه
يهدِيه آيٌ محكمٌ و أَذان

منْ معْشر الجود الذين همُ إذا
ظَلمَ الزمانُ على الزمانِ أعانوا


أهلٌ لميسرةٍ و دارُ مَسرَّةٍ
يلقاك فيه بشاشةٌ و خِوانُ

فهمُ البَرآءُ من النَّقيصةِ كلِّها
و همُ لهامةِ عصرنا تيجانُ


قَفْوِ المكارمِ بالمكارمِ دأْبُه
ولكلِّ جودٍ عنده إبَّانُ

فعطاؤكم ماءٌ لبارقةٍ إذا
مسَّ البسيطةَ ماستِ الأغصانُ

لكأنما أنت السحاب بسحِّه
و كأنَّ أنت و قطرنا صنوانُ

مبثوثُ خيرك لا ينامُ سحابه
تغفوا الأنام و جودكم يقظانُ

حاز المكارم فارسٌ أو شاعرٌ
ما المجدُ إلا صارمٌ و بيانُ

قد شاع ذكرك بالحجاز و رنَّمتْ
بعد العراقِ بصيتكم لبنان

ما أنت إمعةٌ يقول لقائلٍ
معكمْ أنا ! فيقوده شيطانُ

لا بلْ وُزعتَ على الفضيلة فطرة
و لأنت في سننِ الهدى سلطانُ

قد فتُّ في صنع القريض مراكضاً
فإذا المُحاول ظالعٌ حسرانُ

و بدعتُ معنىً في القريض مجدداً
فمشى بقوديَ إنسهم ْ و الجَان

لوددت أنّيَ بالقريض وفيتكم
حقاً فتشرفُ حينها أوزانُ

ما زلتُ ألْهَج ُ بالثناء عليكم
حتَّى تطبَّعَ بالثّناء لسانُ

آهٍ لحبِّك يا محمد ُ! إنه
أضحى صريحَ عدوّه الكتمان.


وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا