عرض مشاركة واحدة
قديم 07-18-2017, 04:38 AM
المشاركة 51
صبا حبوش
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
آندريه دوبوس الثالث: لا تفكّر، احلم!
ترجمة : ميادة خليل



أندريه دوبوس الثالث لا يحبذ المخطط التفصيلي. في تحذيره لمواجهة أدلجة العمل ــ “لا تفكر، احلم” ــ أصرّ على أن الرواية تعيش عندما تكفّ عن محاولة السيطرة عليها من خلال العمل على إنهاء المخطط بسرعة.
“نحن نولد مع المخيّلة. كل أنسان يمتلك مخيّلة. وأعتقد ــ وهذا نتيجة سنوات من الكتابة اليومية ــ بأن القصة الجيدة وأحلامنا تأتي من نفس المكان. أعتقد بأن الرغبة في أن تنتقل لحلم شخص آخر، هو دافع كوني نشترك فيه جميعاً. هذا هو الخيال. كمدرب للكتابة الإبداعية، لو لم أقل أي شيء لطلابي إلا هذا فقط، لكان كافياً.
بدأتُ معرفة أن الشخصيات تعيش إذا تراجعتُ. وهذا هو الفرق. هناك فرق عميق بين صنع شيء وتخيّله. أنت تصنع شيئا عندما تفكر خارج المشهد، عندما تكون منطقياً بشأنه. أنت تعتقد: “أحتاج هذا ليحدث شيء آخر من الممكن حدوثه.” هناك جانب من السيطرة على المواد التي لا أعتقد بأنها متقنة. لا أعتقد بأنها تؤدي الى عمل مبدع، بصراحة، كتابتها بشكل جميل غير مهم. يمكنك سماع النبرة السيئة في هذا النوع من الكتابة.
كانت هذه مشكلتي الأساسية عندما بدأت في الكتابة: كنت أحاول قول شيء ما. عندما بدأت الكتابة، كنت واعياً لذاتي بشكل عميق. كنت أكتب القصص على أمل أن تقول شيئا موضوعيا، أو تعالج أمرا كنت أتصارع معه فلسفياً. تعلمت، بالنسبة لي على الأقل، أنه طريق الموت. الكتابة من الخارج بدلاً من الداخل.
لكن خلال كتابتي المبكرة، وبالتأكيد قبل أن أبدأ النشر، بدأت أعرف أن الشخصيات تعيش إذا تراجعت. كان هذا مثيراً، ومرعب قليلاً. عندما تسمح لهم أن يفعلوا ما ينوون القيام به، التفكير والشعور بما يفكرون ويشعرون به، أشياء تبدأ بالحدوث من تلقاء نفسها. إنها كيمياء جميلة ورائعة. وفي كل السنوات اللاحقة، كنت أكتب لأحصل على التشويق: لأشعر بأشياء تحدث من تلقاء نفسها.
لهذا تعلمت على مدى السنوات السقوط الحر فيما يحدث. ما حدث بعد ذلك، هو أن تكتب شيئا لا تريد في الحقيقة الكتابة عنه. أشياء تحدث تحت قلمك الرصاص لا تريدها أن تحدث، أو لا تفهمها. لكن هذا يحدث فقط عندما يمتلك العمل قلب ينبض.”

https://sebaahaboush.blogspot.com/
باحثة عن الرّوح..