الموضوع: الإيجور ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-2019, 03:50 PM
المشاركة 8
خالد الزهراني
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: الإيجور ..
يتردد مسمى " الإيجور " كثيرا هذه الأيام على ضوء ما تردد من ان الصين تجاوزت كثيرا في حق هذه الأقلية المسلمة من شعبها , فأحببت ان أشارك ببعض المعلومات التاريخية والحالية عن هؤلاء القوم ..
شعب الإيجور هم مجموعة عرقية تركية مسلمين سنة , يرجع أصلها إلى جبال ألتاي في وسط آسيا , ويعود تاريخهم كما تقول الدراسات الى اكثر من ٤ آلاف عام , تمكنوا خلالها من تطوير حضارة متقدمة لعبت دورًا بارزًا في التبادلات الثقافية من خلال طريق الحرير , وخلال الفترة من القرن الثامن إلى التاسع عشر كانت إمبراطورية الإيجور قوة سائدة في وسط آسيا الا انها انتهت تقريبا بسبب غزو القوى القومية والشيوعية القادمة من الصين وروسيا ..
يعيش معظم الإيجور في الوقت الحالي وهم حوالي 15 مليون في موطنهم وهو مقاطعة سنجان ذاتية الحكم في الصين , وحتى وقت قريب كان الإيجور يشكلون أكبر مجموعة عرقية في هذا الإقليم ولكن يوجد هناك أقليات في دول أخرى مثل تركمنستان وكازاخستان وقرغيزستان وأوزبكستان وطاجيكستان وغيرها من البلدان المجاورة ..
ومدن الإيجور الرئيسية هي أورومتشي عاصمة سنجان وكاشغر وهي مركز تجاري قديم يقع على طريق الحرير التاريخي بالقرب من الحدود بين روسيا والصين ..
وكالبوذيين في التبت المجاورة يواجه مسلمو الإيجور في الصين قيودًا دينية وسجنًا وأحكامًا تعسفية ويشتكون من أن تقاليدهم الثقافية والدينية يتم منعها عبر ممارسات وسياسات الحكومة الصينية , ومنها تشجيع الحكومة السكان من عرقية الهان البوذية على الهجرة الداخلية إلى مقاطعة سنجان حتى تزيد من تعداد وقوة السكان غير الإيجوريين في هذا الإقليم ..
ولكن أكثر مهمة مثيرة للجدل قامت بها الحكومة الصينية مؤخرا وسلطت الضوء كثيرا على معاناة هؤلاء القوم -وقوبلت باحتجاجات من منظمات حقوقية دولية هي السجن الغامض لقرابة مليون شخص إيجوري في مراكز تدريب خاصة من اجل غسل ادمغتهم وسلخهم من دينهم وعاداتهم وتقاليدهم على اعتبار إن معظم شعب الإيجور يؤيد القومية والاستقلال المسالم عن الصين ..
لقد زادت وتيرة الاضطهاد لهذه العرقية أكثر وأكثر بعد أحداث سبتمبر 2001م في أمريكا؛ وذلك لتحرُّك العالم فيما أطلقت عليه أمريكا "الحرب ضد الإرهاب"، واستغلت الصين الفرصة، وأعلنت عن اكتشافها خلايا إرهابية في هذا الإقليم متعاونة مع تنظيم القاعدة , ومن ثَمَّ أصبحت الحرب الصينية على المسلمين علنية، وكان على أمريكا أن تغضَّ الطرف طبعًا؛ لكي تغض الصين طرفها عن التعدّيات الأمريكية في العراق وأفغانستان وجوانتانامو ، والضحية في كل الحالات مسلمون ..!
الشيوعيون يدركون أن سرَّ قوة المسلمين في عقيدتهم، وأنهم طالما يتمسكون بدينهم فمن الصعب أن تكسرهم؛ لذا كان من اهم الوسائل الرئيسة التي تستخدمها الصين في حربها ضد الإيجور طمس الهوية الإسلامية بكل الطرق، فهم يُغلقِون الكثير من المساجد والمدارس الدينية، ويمنعون الشباب من الصلاة في المساجد، ويمنعون الطلاب في الجامعات من حمل المصحف، ويصادرون ما يجدونه من مصاحف في أي مؤسسة بما فيها المساجد ..!
--------------
الأن الظروف الدولية تغيرت وباتت أمريكا تناصب الصين العداء الاقتصادي ومن الطبيعي ان تثير مسألة اقلية الإيجور كورقة ضغط سياسية ضد الصين , كما ان هناك بعض الانتقاد العلني التركي للممارسات الصينية ضد هذه الأقلية على اعتبار انهم من أصول تركية , بينما بقية العالم الإسلامي يلتزم الصمت حتى إعلاميا تجاه هذه القضية ..
وختاما , قضية الإيجور قضية إسلامية تضاف الى بقية القضايا الإسلامية التي تنتظر نوعا من العدالة فقط لا غير ..
الأخ الفاضل والدكتور القدير عبدالله الشمراني
إن حال المسلمين يجعلنا في مرارة وقهر مما يجري لهم
وليتنا كان بوسعنا مساعدتهم ولو بالقليل أو على الأقل
بالإستنكار والشجب كعادة العرب دوما لكن حتى هذه كممت
شكرآ سيدي لطرحك الرائع ونبذتك القيمة
تقبل الاحترام
خالد الزهراني

و إذا أصيب القوم في أخلاقهم
فأقـم عليهـم مأتما و عويلا