عرض مشاركة واحدة
قديم 12-26-2016, 04:37 PM
المشاركة 2
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]فقر الإنسان إلى الله :[/marq] القرآن يحكم على الإنسان بأنه فقير ، حتى السلطان والأمير والحاكم هؤلاء أخرجهم اللهُ من بطون أمهاتهم لا يعلمون شيئا ، (( وَظ±للَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ ظ±لْسَّمْعَ وَظ±لأَبْصَارَ وَظ±لأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ – النحل 78)) إذا أراد هذا الطفل الماء والحليب يبكي كما تبكي أيُ دابةٍ من دواب الأرض (( يظ°أَيُّهَا ظ±لنَّاسُ أَنتُمُ ظ±لْفُقَرَآءُ إِلَى ظ±للَّهِ وَظ±للَّهُ هُوَ ظ±لْغَنِيُّ ظ±لْحَمِيدُ – فاطر 15 )) هذا هو المبدأ الأول الذي يتوجب علينا الإيمان به أن الناس كلهم فقراء والله هو الغني ، مع الأسف أنَّ غالبيتنا لا يؤمن بالقرآن في مقام العمل ، هذا الغني ... هذا الحاكم من أين جاء بما لديه ؟ هل هو من ذاته ؟ لو كان كذلك لبقي عنده إلى أبد الآبدين بل يخرج من الدنيا بكفن رخيص ... قبل أن يأتي إلى الدنيا يأتي فقيرا وعندما يذهب يذهب فقيرا ، يقول تعالى : (( وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَظ°دَىظ° كَمَا خَلَقْنَظ°كُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَّا خَوَّلْنَظ°كُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ- سورة الأنعام 94 )) ، إذا آمنا بهذه الحقيقة هل تبقى ذرة شك في ضرورة الالتجاء لهذا المنبع الأبدي للغنى ، يجب أن نتصل بالغني المطلق الذي (( أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً – النحل 78 )) ((هَلْ أَتَىظ° عَلَى ظ±لإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ ظ±لدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً - الإنسان 1 )) أوَ بعد ذلك هل من العقل والمنطق أن يكون الإنسان له هذا الجفاء مع الغني المطلق ؟... يقول تعالى عن موسى (عليه السلام) في آية أخرى : ((وَلَمَّا وَرَدَ مَآءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ ظ±لنَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ ظ±مْرَأَتَينِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لاَ نَسْقِي حَتَّىظ° يُصْدِرَ ظ±لرِّعَآءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ(23) فَسَقَىظ° لَهُمَا ٌ ثُمَّ تَوَلَّىظ° إِلَى ظ±لظِّلِّ – القصص 24 )) روي عن علي (عليه السلام) في شأن موسى (عليه السلام) : ( ما طلب إلا خبزا يأكله ) موسى (عليه السلام) كليم الله تعالى عندما يحتاج إلى خبز يقول : ((رَبِّ إِنِّي لِمَآ أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ - القصص24 )) يبدي افتقاره لرب العالمين ، ونحن في أمورنا العادية وكأننا لا نحتاج لرب العالمين ، رغم أن الأدب مع رب العالمين يقتضي أن نطلب منه كل شيء .
--------------------------------------------------------------------
الاثنين
27 ربيع الأول 1438هـ
26 - 12 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي