عرض مشاركة واحدة
قديم 11-27-2011, 10:44 PM
المشاركة 4
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
(1/178)

البديعُ
مُحسناتُ معنوِيَّةٌ. مُحسناتٌ لفظِيةٌ
(1/179)

علم البديع
عندما بلغ الترف في العصر العباسي مداه وشمل جميع أنواع أمور الحياة أبتكر الأدباء البديع تزويقاً لشعرهم وتزييناً لنثرهم. بيد أن من خلفهم أكثروا من أنواعه حق أربت على مئة وخمسين نوعاً ، ولزموا فيها ما لا يلزم من التعمل إظهاراً للبراعة وتنافساً في الصناعة حتى صاروا ينظمون ويكتبون بألفاظ كل حروفها معجمة أو مهملة كقوله أحدا :
أعددْ لحسادك حد السلاح ... وأورد الآمل ورد السماح
وقول الآخر :
فتنتني بجبين ... كهلال السعد لاح
وتعضهم أتى بكلمات حرف فيها معجم وحرف مهمل فقال : (أخلاق سيدنا تحَبُّ). وصنع آخرون كلاما يقرأ طرداً وعكساً منها : (سور حماه بربها محروس) ، (دام علا العماد) ، (سر فلا كبا بك الفرسُ) ، (ربك فكبَّر) ، (رمح أحمر).
ومن الإغراق في التعمُّل أن تظم أحدهم أبياتاً مزدوجة الألفاظ مختلفة المعاني إذاً صحفتْ بان أزيل نقطها بدت كل كلمتين برسم واحد فقال :
زينب زينب بقد َّيقدُّ ... وتلاهُ ؤيلاهُ نهدّ يهُدًُّ
جندُها جيدها وظرفّ وطرفٌ ... ناعسٌ تاعسٌ بخدَّ يخدُّ
فارقتني فارقْتني وشطتْ ... وسطت ثم نم وجدٌ وجدُّ
(1/181)

وإنما أوردْنا هذه المثل للاطلاع لا للأتباع ، واجتزأنا من أنواع هذا العلم بما هو مستعذب مستملح ، واقتصرنا على تعريفه بقولنا :
هو علم يعرف به وجوب تحسين الكلام المطابق لمقتضى الحال ، وهذه الوجوه ما يرجع منها إلى تحسين المعنى يسمى بالمحسنات المعنوية ، وما يرجع منها إلى تحسين اللفظ يسمى بالمحسنات اللفظية.
محسنات معنويةٌ
حسُن الابتداء : هو أن يستهل الكلام بلفظ يهش له السمع ويتقبله الذوق كالتهنئة ببناء قصر :
قصر عليه تحية وسلام ... خلعتْ عليه جمالها الأيام
وكالتهنئة بالشفاء من مرض :
المجدُ عوفي إذ عوفيت والكرم ... وزال عنك إلى أعدائك الألمُ
التورية : هي أن يذكر لفظ قريب غير مراد وبعيد مراد كقوله :
يا سيداً حاز لطفاً ... له البرايا عيبدُ
أنت الحسينُ ولكنْ ... جفاك فينا يزيذُ
الطبَاقُ : هو أن يجمع بين معنيين متضادين نحو : أضحك وأبكى وأمات وأحيا. ونحو : {يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ} وكقول الشاعر :
إن كنت عبداً فنفسي حرة أبداً ... أو أسود الخلق إني أبيض الخُلق
فقد طابق بين الحرية والعبودية وبين سواد الخلق وبياض الخلق.
وكقول الآخر :
لئن ساءني أن نلتني بمساءة ... فقد سرني أني خطرت ببالكِ





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني