الموضوع: أنت طالق...!!
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-17-2014, 10:54 AM
المشاركة 41
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاستاذة مباركة
تقولين من ضمن مداخلتك بتاريخ 13-3-2014 : " ما بين هذا وذاك، يبقى الكاتب هو الناقد الحقيقي لنصوصه"
- اتصور من ناحيتي ان الكاتب اقل الناس قدرة على نقد نصوصه وذلك للطبيعة التي يتشكل منها دماغ الانسان حيث ينظر الى ما يلد من دماغه نظرة غير موضوعية ولذلك تعلمنا في كورسات الكتابة الى الصحافة ان نعطي عملنا لشخص آخر لتصحيحة وتدقيقة. فالاخر يكون لديه النظرة بموضوعية على النصوص وهي لا تتاح لكاتب النص. ولنفس السبب ينصح الكاتب بان يطبع نصه عند رغبته بتصحيحه ويتركه لفترة زمنية ثم يعود اليه بنظرة فاحصة ويتعامل معه وكأنه نص غريب من شخص اخر وبهدف جعله ينظر الى النص بموضوعية.
ولهذا السبب للنقد الادبي دور غاية في الاهمية لتطوير الادب...ومثل هذه الورشة غاية في الاهمية لانها تصبح ورشة تعليمية تتعامل مع ادق التفاصيل ويصبح ما يتم التعرف عليه جزءا من وعي الكاتب المشارك في الورشة فيكون اقدر على انتاج كتابات اكثر تأثيرا فيما بعد.

وتقولين " أما عن سلبية البطلة ، فمغنطيس الأشخاص على أرضية الواقع ،هومن يفرض على الكاتب ذواتهم ،ولا مقدرة له للإختيار، ولربما سلبيتها المفرطة كانت سببا في اقتحامها مركز التخييل ، لتتشبت فيه بكل ما أوتيت من قوة" .


- اتصور ان النصوص السردية تشتمل عادة على البطل hero ونقيض البطل anti hero ويتوقع المتلقي من البطل ان يكون فاعلا صاحب ارادة مقاتل وغير مستكين على شاكلة بطلة القصة هنا...وعلى الاقل طبعا وجب وجود احدهما...

بمعنى حتى لو ان القصة كانت واقعية وكتبت من واقع تجربة واقعية يفترض من القاص ان يمنح البطلة صفات وسمات البطلة وان لا يجعلها او ان يرسمها بتلك السلبية التي ظهرت فيها البطلة في قصة "انت طالق..".

بل لقد تم تصوير هذه البطلة بصورة بدت فيها في غاية السلبية فهي من ناحية تخلت عن حبيبها ( نبيل ) دون قتال، واستسلمت لزوجها العجوز دون قتال، وسلمت لسلطة والدها دون قتال، وعاشت 3 سنوات من الحياة الخانقة دون قتال، كان سلاحها الوحيد الصمت، ثم قررت الاستقالة من عالم الاحياء...


كل هذه السمات تؤشر الى ما يعرف بنقيض البطل وهي وان كانت من الناحية الفنية محبوكة بصورة جيدة ومرسومة بفنية عالية لكنها من حيث الانطباع الذي تتركه على نفس المتلقي وعقله تكون مقيته... وهي تترك حتما انبطاعا سلبيا ويخلص المتلقي الى ان يمقت مثل هذه الشخصية السلبية بسبب سلبيتها متمنيا لو ان بطلة القصة كانت محاربة وقامت باكثر مما قامت به للسيطرة على مصيرها ورسم مستقبلها... هذا الكلام يقودنا للسؤال :

- هل غياب البطل hero في القصة ومحورة النص على نقيض البطل the anti hero ينتقص من العمل الفني وجودة النص ونجاحه؟

- هل دور القاص تصوير الواقع كما هو ام ان دوره يتعدى مجرد تقليد الواقع ومحاكاته بأن يجعل بطلة النص تتمرد على الواقع المرير مثلا؟

- اي هل دور القاص ان يقدم لنا صورة من الواقع ام عليه التدخل لاقتراح حلول تغير من ذلك الواقع؟


- ايهما ابلغ واكثر تأثيرا تصوير الواقع المؤلم كما هو وترك المتلقي يتفاعل مع النص وذلك الواقع ويتصور ما يجب عمله بذاته ام ان على الكاتب وضع العقدة واقتراح الحلول الانسب لها؟

- وهل القاص مصلح اجتماعي يحمل رسالة ام انه فنان يرسم بريشته صورة من الواقع اين كانت تلك الصورة ويترك للمتلقي ان يستنبط من قصته ما يشاء؟

- الم تجعلنا هذه القصة ننقم على المجتمع المتخلف وعلى ذلك الزوج المزواج وعلى ذلك الاب الدكتاتوري وعلى سلبية تلك الفتاة وعلى عجز الحبيب؟

- الم تنجح الكاتبة في تحشيدنا ضد الواقع المر بدلا من ان تفرحنا ونشعر اننا انتصرنا لو انها جعلت البطلة تطلق الرصاص مثلا على زوجها؟

- ثم الم يكن بامكان الكاتبة جعل القصة اكثر درامية بان تدفع البطلة للانتحار مثلا؟