الموضوع: أيها القلم ...
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
7

المشاهدات
1202
 
فيصل أحمد الجعمي
من آل منابر ثقافية

فيصل أحمد الجعمي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
354

+التقييم
0.08

تاريخ التسجيل
Apr 2012

الاقامة
بلاد العرب...

رقم العضوية
11028
12-21-2020, 03:33 AM
المشاركة 1
12-21-2020, 03:33 AM
المشاركة 1
افتراضي أيها القلم ...
( أيها القلم...✒ )

كتبه âœچفيصل أحمد الجعمي

=====================

أيها القلمُ المحمول على أناملِ يدٍ تنشدُ المودةَ والحبَّ والإخاءَ للآخرين ، وإن أنكروها..!
وتتمنى ديمومةَ الخير والسعادة لهم ، وإن جهلوها..!

أيحق لي أن أفاخرَ بصداقتك ياأوفى صديق
احتضن خواطري ومشاعري ، وترجم أفكاري ، ليخرجها على الملأ ساطعة بهية ، زاهية مضيئة ، تسمو بها أهدافٌ نبيلةٌ وغاياتٌ شريفةٌ وإنسانيةٌ إنسانيةٌ فقدتْ في الأوساطِ ، أودفنتْ أوماتتْ ؛ بمافيها من معاني العزةِ والكرامةِ والنخوةِ والمرؤة ، ليبعثها من جديد ، وعلى رغمِ أنفِ الأغلالِ وسلاسلِ الحديد.
لكن ..
إياك إياك أن يستحوذَ عليك اليأسُ ؛ ليثنيك عن إقدامك ، أولترتدَّ إلى الخلف ، وإلى حالة الصمتِ والركود ، الذي خيّمَ عليك فترةً من الزمن ، محاولًا أن يطفئَ شعلتك المتوقدة في ليل الظلام البهيم..!

لقد آن لكَ الأوان الآن ، أن تزرع حروف أنوارك المضيئة في ليل الأفكار على تراب أرضنا ، لترويها بحرارةِ القبل التي توقظها من سباتها العميق !
لكي تصحو وتتهيأ للانطلاق ، نحو غدٍ مشرقٍ وضاء ، ترفُّ أزهاره ، وتتفتح براعمه ، لتنشر أريجها الخالد في الأجواء ، عابقةً شذيةً فواحةً ندية..

نعم :
لقد آن لكَ أن تمتطيَ صهوة جوادك ،
لتكتبَ على سطور هذه الصفحة بعض كلماتٍ ماكان لها أنْ تنفذَ إلى عالمِ الضياءِ ، أو تعرفَ طريقها إلى النور ، لو أبيتَ
أن تمدَّها بمدادٍ من قطراتِ دموعك الساخنة ، المشتعلة بالنار ؛ المتحولة إلى نور ؛ يضيئ في ظلام الليل الحالك !
ليس إلا لمن يستوحي أسرارها ، ويغوصُ في قعر أفكارها ، ويمعن النظر في سر أنوارها ،
أما ماعداهم ، فأنى لهم ؟
أنى لهم أن يروها إلا مسودة حالكةَ الظلام ، خاليةَ المعنى ، فاقدة المضمون ، ناقصة الكلام ..

ولذلك ، فلا تكتبها إلا لعشاقها ؛

لأنهم وحدهم فقط ، من لهم الحق عليك ؛ هم وحدهم من يستحقون منك أن تكتبَ ..

ألا فلتكتبْ لهم أيها القلم :
إكتبْ لهم ماتريد ، ليقرأونكَ كما أردتَ ..
إكتبْ
إكتبْ
لهم ،

ولا تخشَ أن يعترضَ طريقَك يوما ما ..

(قُطاع الطُّرق..)!

لأنهم حتى وإن اعترضوك ، فلن يجدوا معكَ غيرَ فكرٍ فقط ؛
وما أظنهم له إلا من الزاهدين..!!