عرض مشاركة واحدة
قديم 04-29-2014, 02:49 PM
المشاركة 37
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
سبع سنوات عجاف

سبع سنوات عجاف أحاول أن أتلمس أخباره أوشئ عنه من لوسى فلا تجيبنى بشئ وكأنه شبح ظهر واختفى
ولم أحصل إلا على معلومة بسيطة أن نادر ترك خورى واختفى وهكذا انقطع أى خيط يربطنى بهم.. فدوى وبسام
سبع سنوات قضيتها فى القاهرة بين أروقة كلية الطب كنت أبغى أن أصير مثل فدوى وقد تزوج أبى ولكنه طلق زوجته بعد عام.. اخبرنى أنه لم يحب سوى لوسى وأنه لا يعرف سبب رحيلها وعدم عودتها
كنت أحفظ سر أمى فلا داع لفتح جرح لن ينس أبدا . ففعلة عمى الشنعاء بأمى ومقتله على يد جدى أمرا لا يمكن سرده هكذا بكل سهولة .. أمرا دمر لوسى لسنوات وسنوات ولن أفتحه مرة أخرى خاصة وأنا أعلم أنها عادت للقصر وأنها فى السنوات الآخيرة تولت زمام الأمور فى مؤسسات خورى
وهذا الصباح اتانى صوتها تطلب بصوت حنون أن أجئ على وجه السرعة لبيروت لآن غسان خورى فى النزع الأخير
هبطت بيروت بصحبة أبى حيث وجدنا سيارة فى انتظارنا اقلتنا على الفور للمستشفى .. كان غسان قد هزل كثيرا وصار شخص آخر يهذى بينما جلست لوسى بجانبه وتعلقت عيون أبى بها مرة آخرى ثم ما لبثت أن صحبته خارج الغرفة للتتركنى مع غسان الذى برقت عينيه بشدة وهو يقول
ناتالى هل أتيت..ناتالى لا ترحلى
عند الظهيرة كان قد رحل بكل ما فى داخله .. بعشقه الغريب لرفيقة صباه الذى منعه من الزواج حتى الأربعين من عمره .. بحقده الدفين على سيلين .. بحروبه التى خاضها لتكوين أمبراطورية .. رحل تاركا كل شئ ورائه باسم ناتالى خورى التى لا ودود لها
كنت أنهى إجراءات دفنه فى المستشفى مع أبى بينما تركت لوسى معه.. حين لمحتها فى الممر .. لاشئ تغير فيها .. هى بنفسها وقامتها الفتية فدوى الجارحى وكأن الزمن توقف بى ولم أصدق عينى ولم تصدق هى أيضا لكنها اخذتنى فى حضنها بسهولة .. كنت أخشى أن تضيع منى طلبت عنوانها ووعدتها بالزيارة
فى الغد
فى المساء كانت أمى منغمسة فى الإعداد لجنازة غسان خورى وقد قظننت انها قوية الشكيمة ا لا اننى ألتقيها فى الردهة تبكى ..أخذتها فى حضنى وهى تقول
أتعلمين شادن لقد سامحته .. لقد انهار بعد رحيلك وانزوى .. اصابته علة ما .. لذا تركت الدير ، كاد كل شئ ينهار.. رغم أخطاءه الفادحة إلا أن مؤسسات خورى يعمل بها الكثير من البسطاء وفى بلد مثل لبنان من يفقد عمله لايجده بسهولة.. لقد انغمست فى العمل السنوات الماضية شادن حتى أنسى وحتى أسامح.. كادت قدماى تقودنى للقاهرة لكنى علمت بزواج أبيك.
همست لها هونى عليك أمى .. أبى لم يحب سوى لوسى الجميلة
غصت وهى تغالب دموعها لكن .. مسحت دموعها وأنا أقول:-
منذ سنوات طلبت منى امرأة طيبة أن أدع الموتى لحالهم ولكن لم أستمع لنصحها.. تعذبت سنوات وسنوات بما فتحته على نفسى .. اليوم أطلب منك نفس الطلب .. دع الموتى لحالهم أمى ..دعيهم لخالقهم... لمحت فى عينيها نظرة حائرة لكن صوت أتى من السلم حيث يقف أبى جعلنى أترك مكانى له
جلس بجانبها .. هناك الكثير بينهما وهما بحاجة لبعضهما .. سنوات تفصل بينهما وبين الآلم ولديهما حياة جديدة من يدرى ..كنت على ثقة أن الحب الذى جمعهما يوماً قادرا أن يجمعهما مرة آخرى
غفوت وكلى أمل أن ألقاك يا فدوى .. وكلى أمل أن ألقاه .. لن أخذه منك أبدا فدوى .. لكنى أريد أن أراه ..مجرد ان اراه